04-11-2008, 03:42 PM
|
#1
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
يَا قَلبَاً نَعتهُ القُلوبُ وَوَدَّعته !!
.
.

يَا قَلبَاً نَعتهُ القُلوبُ وَوَدَّعته !!
لَمْ آتيَ لأعيدَ المَواجِعْ ، و أنثُرُ الحُزنَ في الدُّروب ، ولا لأطرُقَ بَابَ العيونِ لِتَسكُبْ الدَّموعْ !!
الحُزنُ كَانَتْ مَشَاعِرُ تُؤثِّرُ فينَا وَترَحلْ ، لَكِنِّي رَأيتُهَا حَقيقَةً مُؤلِمَةً تُلاحِقُنَا و تنخَرُ بِقلوبِنَا
إنْ كَانَ مِنْ بَينَنَا مِنْ صَغيرٍ فَقدْ فَقدَ وَالِدهـُ ، وإنْ كَانَ مِنْ بَيننَا مِنْ شَيخٍ فَقدْ فَقدَ ابنه .
رَحَلَ وَالِدُنَا ، وَمَازالَ الَقلبُ يَحِنُّ لَه ، وعيوننا بِدموعِهَا تَشكوا رحيلِه ، فا اللهم لَكَ الحمدُ على قَضَاءكَ وَقَدَرِك .
قُلتُ لَنْ أعيدُ الموَاجِعُ إليكمْ ، غَيرَ أنَّ جَرحيْ مَازالَ لَمْ يَلتِئم !!
صَاحِبُ سيرَةٍ نَيِّرَةْ ، وأُبوةٌّ حَانيةٌ ، وَيدٌ كَريمةٌ ، وَكُلُّ هَذهـِ لا شَيئَا عِندَ قَلبِهِ الذيْ حَملَ بهِ أُمَّةٌ كَامِلَة .
كَمْ مِنْ مَرَّةٍ ذَرفتْ عينَاهـُ مِنْ أجلِنَا ، وَرَهنَ حَياتهُ مِنْ أجلِ سَعَادتِنَا ، أبَاً حَانيَاً وَقلبَاً نَقيَّاً طَاهِرَاً ..
في حينِ مَرَضِهِ رَحِمَهُ اللهُ في إحدى الدُّولِ الغَربيةِ ، نَثرَ هَذهـِ الأبيَاتُ للأميرِ المَرحومِ فَهدِ بن سَعدَ يشكو فيها قسوة المرض الذي عانى منــه كثيـراً قَائِلاً :
[POEM="font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]يا بو سعد صارت على أخوك غارات =شهرين أقاسي من شديد الغرابيل
سوالمرض يحمل على أخوك حملات =مافي يدي حيله ولا في يدي حيل
والله فزع من فوق سبع السماوات =وأنا أحمد الله يوم صارت تساهيل
ماينفع الخايف والأيام عجلات =الخوف ماينفع ولا القول والقيل
حنا هل العوجا ولابه مراوات =شرب المصايب مثل شرب الفناجيل
لاشك أنا مشغول في كل الأوقات =على الذي حنـــــــــا بظله رجاجيل
ماني على نفسي كثيرالحسافات =لا سلم راسه روسنا رفاع بالـــحيل
حامي حمانا بالليالي المخيفات =لو صار بالــــــعالم كثير الزلايل
فخر العروبه بالعدل والمساواه = هذاك هو فيصل ولا فيه تشكيل
يشهد له اللي شاهدوا منه ليات = ويشهد له التاريخ جيل بعد جيل[/POEM]
لَمْ يَكُنْ مَرَضَهُ عَائِقَاً في خِدَمةِ ِأبنَائِهِ ، بَلْ كَافحَ وَجَاهدَ نَفسَهُ لِيَقِفَ في وَجهِ كُلِّ ظَرفٍ قَاسٍ يُواجِهه ، حَمَلَ بينَ أحضَانِهِ مَرََكبَ أمَّةً تَرفعُ رَايَةَ التوحيدِ في سَماءٍ شَقَّهَا الوحيُ لِيحَميهِ عَنِ العواصِفِ بَعد الله .
لَمْ تَكُنِ الأمورُ سَهلَةً يَسيرَةً عَليهِ ، غَيرَ أنَّهُ أخفَاهاَ بإبتِسَامَتهِ التي تَشُقُّ دَربَ الأملِ والتَّفَائُل .
صَنَعَ بِيَدهـِ أجيَالاً عَامِلَة ، وَشَيَّدَ صُروحَاً لأفعَالِهِ شَاهِدة .
فَرَحِمَ اللهُ وَالِدُنَا وجَمعنا اللهُ بِهِ في دَارِ كَرَامتِهِ بِجوارِ مُحمَّداً صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وَصَحبَه .
لَمْ أحزَنْ يوَماً حُزنَاً عَظيمَاً كالحُزنِ الذي فَقدتهُ فيهِ وَفقدتُ العَالمينِ الجَليلين ابن بَازٍ وابن عُثيمين رَحمَهمَا اللهُ وجَزاهم عَنَّا وعنِ المُسلمينَ خَيرَاً ، وَلكِن حينمَا نَتَذَكَّرُ مُصيبَتَنا بِفقدِ نَبينَا تَهونُ المَصَائبُ والله .
أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب
دُمتمْ بِحِفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|
|
|