مُجتَمَعٌ مَازَالَ يَغطُّ في سُبَاتٍ عَميق !!
.
.

مُجتَمَعٌ مَازَالَ يَغطُّ في سُبَاتٍ عَميق !!
بَعدَ أنْ هَدَأتِ العَاصِفَة ، التيْ طَفَتْ آثَارُهَا على سَطحِ العاَلَمِ القَريبُ والبَعيد ، وَحديثُ المَجالِسِ والقَنواتِ والمُنتَديَاتِ وَكُلٌّ مِنهم يُشجُبُ وَيَستَنكِرُ وَارتَفَعتِ الأصواتُ بالتَّهديدِ والوَعيد .
مُجتَمَعٌ شَنَّ بِكُلِّ مَا أوتيَ مِنْ قُوَّةٍ ضِدَّ إحدى العَمَالَةُ التي بَانَ فَسَادُهَا ، فَهَذا يَلومُ وَذاكَ يَستنِكرُ وَذاك يَلعنُ َحتَّى الأطفَالُ لَو مَرَّ بِجَانِبِهم أحدُ هَذهـِ العمَالَةُ عَبَّسَ بِوجهِِهِ ، شَيئَاً نَفسيَا زُرِعَ في قَلبِهِ .
وَتأتيَ حَملاتُ المُجتَمَعِ المِسكينُ ضِدَّ العمَالَةِ التي سَعتْ في أرضهم شَرَّاً وَفَسَادَاً ، مَعَّ أنَّ العمَالَةَ التي قَاموا ضِدَّهَا ليسَتْ أعظَمُ مِنْ غَيرِهَا بأفعَالِهَا .
وَكَانتْ هَذهـِ الحَملَةُ مِنْ هَذا المُجتَمعِ المسكينْ الذي مَا زال يَغُطُّ في سُبَاتِهِ ضِدَّ العمَالَةِ التي كَثيرَاً مَا تَسعى للسَّرِقَةِ والهُروبِ والتي كَثيرَاً مَا يَتَحَمَّلُ المُجتَمَعُ مِنهَا أضرَاًراً مَادِّيَةٌ قَادِرونَ على تَعويِضِهَا ، وَتَنَاسوا تِلكَ العمَالَةِ الجَائِرَةِ التي تَـسَعى لانتِهَاكِ أعرَاضِهم الشَّريفَة ، وإفسَادِ أخلاقِ بَناتِهم وَشَبَابِهم ، في الأسواقِ وَ صَوالينِ الحِلاقَةِ ، والتي مَهمَا دَفَع المُجتَمعُ مِنْ أموالِهِ وَمَادِّيَاتِهِ لَنْ يَستَطِعِ أحَدٌ إعَادَتُهَا .
عَجبيْ لِقومٍ تَهُمُّهم مَادِّيَاتهم أكثَرُ مِنْ شَرِفهِم وَعِرضِهم ، والتي أصبَحَ أبنَائُهم فيهَا لِعبَةً وَطعمَاً سَهلاً لأولئكَ الذينَ يَتَلذَّذونَ عَلى أعرَاضِ المُسلمِينَ ولا يُشبِعُهم غَيرُها .
بِنَظَرَاتِهم إلى الأنفُسِ البَريئَةِ ، كَأنَّهم وحوشٌ تَقطرُ أنيَابُهم خُبثَاً وَحِقدَاً وَحسَداً ، ضِدَّ الحَيَاءِ والمُروءَةِ والعِفَّةِ والطَّهَارَةِ والأخلاقِ الكَريمَة .
وَمَا زالَتْ تِلَكَ الوحوشُ تَتَرَبَّعُ في أمَاكِنِ نِسَائِهم وَمرتَعِ حَاجَاتِهنَّ ، وأمَاكِنِ إرتيَادِ أبنَائهم ، مِمَّا يُوحيَ أنَّ المُجَتمَعُ المُسكينُ مُجتَمَعٌ قَدْ غَابَ وَعيُهُ وَسُلِبَ مِنهُ فِكرُهَـ ، فَأصبَحَ لا يَرى أمَامَهُ إلا مَالَهُ ، مُتَجَاهِلاً الأعظَمُ مِنهَا شَعرَةَ وَجوههم .
إنَّ العمَالَةَ التيْ جَنَت عَلينَا وَعلى أبنَائِنَا وَبنَاتِنَا هيَ التي بِحَاجَةٍ لِمَنْ يَقِفُ وَيُشدُّ بِوَطأَتِهِ عَليهَا .. تَرَاهـُ في بدَايَةِ عَمَلِهِ مِسكينَاً ذَلِيلاً يَكسُرُ خَاطِرُ مَنْ يَرًَاهـُ تَتَصَدَّقُ عَليهِ رَحَمةً وَعطفاً عَليهِ ، وَبَعدَ أيامٍ تَجدُهـُ يَفرِضُ عَليكَ وَيَستَحِقُرُكَ وَيُعاديكَ كَأنَّ الأرضَ أرضه ، ولا كَأنَّكَ صَاحِبُ الفَضلِ عليهِ بَعدَ الله .
إنَّ العَاقِلَ الوَاعيَ يَعيَ أنَّ الأعدَاءَ على وَجه وَاحِد ، لَكِنَّ أحَدَهم يُثيرُ قَضيَّة ضِدَّ الآخَرَ حَتى يَنشَغِلَ النَّاسُ عَنه .
نَعلمُ أنَّ مِنْ بَينِهم أهلُ خَيرٍ وَصَلاح ، وَلِكنَّ الشَّر يَعُم
وليُوقِنَ كُلُّ مُجتَمَعٍ أنَّ أفعَالِ الأجَانِبِ في بِلادِهم ، شَبيهَةٌ بِأفعَالِ أبنَاِهم في بُلدَانِ غَيرِهم
فَكم أنتَ مِسكينٌ أيُّهَا البنَقالي
أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب
دُمتمْ بِحِفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|