مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 09-04-2003, 08:00 PM   #8
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
8

السؤال :
أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري وقد أسرفت على نفسي في المعاصر كثيراً حتى إنني لا أصلى كثيراً في المسجد ولم أصم رمضان كاملاً في حياتي وأعمل أعمالاً قبيحة أخرى وكثيرا ما عادت نفسي على التوبة ولكنني أعود للمعصية وأنا أصحاب شباباً في حارتنا ليسوا مستقيمين تماماً كما أن أصدقاء إخواني كثيراً ما يأتوننا في البيت وهم أيضاً ليسوا صالحين، ويعلم الله أنني أسرف على نفسي كثيراً في المعاصي وعملت أعمالاً شنيعة ولكنني كلما عزمت على التوبة أعود مرة ثانية كما كنت.. أرجو أن تدلوني على طريق يقربني إلى ربي ويبعدني من هذه الأعمال السيئة؟.

الجواب:
يقول الله عز وجل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم). أجمع العلماء على أن هذه الآية الكريمة نزلت في شأن التائبين فمن تاب من ذنوبه توبة نصوحاً غفر الله له ذنوبه جميعاً لهذه الآية الكريمة ولقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار).. الآية. فعلق سبحانه تكفير السيئات ودخول الجنات في هذه الآية بالتوبة. ومن شرائط التوبة النصوح رد المظالم إلى أهلها وتحللهم منها إذا كانت المعصية مظلمة في دم أو مال أو عرض، وإذا لم يتيسر استحلال أخيه من عرضه دعا له كثيراً وذكره بأحسن أعماله التي يعلمها عنه في المواضع التي اغتابه فيها، لأن الحسنات تكفر السيئات وقال سبحانه: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) فعلق عز وجل في هذه الآية الفلاح بالتوبة فدل ذلك على أن التائب مفلح سعيد وإذا أتبع التائب توبته بالإيمان والعمل الصالح محا الله سيئاته وأبدلها حسنات كما قال سبحانه: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً، إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً)، ومن أسباب التوبة الضراعة إلى الله سبحانه وسؤاله الهداية والتوفيق وأن يمن عليك بالتوبة وهو القائل عز وجل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) الآية، ومن أسباب التوبة أيضاً والاستقامة عليها صحبة الأخيار والتأسي بهم في أعمالهم الصالحة والبعد عن صحبة الأشرار وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما مثل الجليس الصالح والجلس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة".

المرجع : كتاب الدعوة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ج1 ، ص252
العمود غير متصل