مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-04-2003, 04:45 PM   #16
العمود
عـضـو
 
صورة العمود الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: alamod640@live.com
المشاركات: 3,413
القصة الثالثة عشر

******* معشوقتي *******

لست عاشقا متيما ولا محبا مجنونا لكي أقول عن حبيبتي ومعشوقتي أعذب الكلمات ، وأجمل الأوصاف ، وأنها لا يوجد لها مثيل في هذا الوجود ... بل معشوقتي موجودة في كل مكان ، وفي كل بلد ، بل وفي كل بيت ولكن حبي لها هو النادر وشوقي لها جاوز الوصف لكالما سهرت الليل أفكر فيها حتى يداعب النوم جفني ولطالما حلمت بضمها إلى قلبي لكي تهدأ لوعتي وتنتهي حرقتي ... معشوقتي لها قوام رشيق ، وجسم نحيل ، لونها البرونزي يضفي عليها جمالا وسحرا ، وسكوتها يتيمني بها حبا وجنونا ، مشيتها رشيقة ، ليس فيها تحايل أو تكسر ، تعرف أين تذهب وإلى أي اتجاه تسير ...
وقد عقدت العزم على خطبتها والفوز بشرف نسبها ويقولون " ومن يخطب الحسناء يغلي لها المهر " وقد كان مهرها أن أتخلى عن الدنيا وزينتها وان أتجرد من كل شيء يجذبني إليها ... ولقد فعلت ، ولطالما دعوت الله أن يجمعني بها لأفوز ! نعم لأفوز بالدنيا ومن ثم الآخرة ...وسألت عنها : فقالوا إنها تتبختر على أرض البوسنة والهرسك ، وتنتقل من أرض إلى أخرى، ويخطب أخواتها أناس كثير ، منهم يرد ، والقليل منهم يقبل ...
فذهبت إلى هناك وكلي رجاء وأمل بالله أن أكون ممن يقبلون ولا يردون، وعندما نزلت في أرض قالوا لا بد أن تستعد وتتجهز فإنها لا تريد إلا الأقوياء ، فبدأت بالتدريب، فكنت لا أنام إلا غفوات ولا آكل إلا لقيمات وهمي لها وتفكيري بها ...
الآن أصبحت جاهزا كأحسن ما يكون الخاطبون وكنت أدعو اللهم اجعلني من المقبولين " ونزلت إلى ساحتها وصرت أتلفت يمنه ويسره لعلي أتشرف بلقائها أو التحدث إليها، ولكني كنت أراها هي وأخواتها يذهبن من مسرعات إلى زملائي، وكنت أسمع صيحات النصر والفوز من أفواههم، والفرحة تعم وجوههم فقد نالوا ما أرادوا فهنيئا لهم ...
رجعت والحزن يكبتني والأرض ضاقت علي، والهم يطويني وأتسآل بحرقة لماذا لم أقبل ؟! ولماذا نال إخواني ما أرادوا وأنا لم أتشرف بلقاء معشوقتي ؟! لابد أنه خلل أصاب حبي، وضعف ساد قلبي، فلا بد من تجديد الحب وتعويض النقص ...
سألت الله هذه المرة بصدق أن يشرفني بلقاء محبوبتي لكي أفوز وأكن من السعداء ...
بعدما جددت الإيمان، وأكدت العزيمة، ذهبت لأخطب ود أهلها لعلهم يقبلوني أولا ومن ثم أظفر بمن أريد ... بحثت عنها ، لم أجدها ! سألت عنها في البوسنة والهرسك فقالوا إنها قد رحلت إلى أرض بكر وسكنت عند شعب لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه رباه !! كيف تعيش هناك ! إنها بيئة غير صالحة ! ولكنه الأقدار وأن الله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون ...
تغيرت حال البلد بوجودها ، وبدأت الشباب يخطبون أخواتها ، واشتعلت أنوار الإيمان في ذلك البلد وأصبحت رايتهم لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
ازددت سرورا وانشرحت نفسي فقد انتشرت رياح الإيمان وبدأ الناس في العودة إلى الله زرافات ووحدانا ، فذهبت هناك مولعا بها وكلي شوق إلى رؤيتها، نعم لقد ذهبت إلى بلاد الشيشان ، فقد أصبحت تعيش معشوقتي بينهم ، وصاروا يصبحون على صوتها وكلهم قد عشقها وألفها ... لا ..لا.. إني أولى بها فأنا مجنون بحبها ، ومشتاق إلى ضمها ، آه ... يا رباه أكرمني بلقائها ولتجعل مكانها في قلبي ، استيقظت في ذلك الصباح الجميل ، وأخذت عدتي وسلاحي وتطهرت وتطيبت، ولبست احسن الثياب، وصليت ركعتين دعوت الله فيها أن يشرفني بلقائها وأفوز بها ...
كنت أمشي والفرحة لا تسعني ، وكدت أطير من الفرح لولا قوانين نيوتن جذبتني إلى الأرض ... نزلت أرض المعركة وإذا بالعدو أمامي قد أعد عدته وجهز عتاده وصار يطلق الرصاص يمنه ويسرة، يريد أن يبيد هذا الشعب الطيب ليس له ذنب إلا أن يقول ربي الله ، وصار المسلمون يردون الكيل كيلين والله معهم يؤيدهم بنصره ويثبت أقدامهم وينصرهم على عدوهم ...
زادت ضراوة القتال ، واشتدت المعركة ، ولا ترى إلا الدماء تسيل، والجروح تنزف ، والأنين يزيد وتسمع التكبير من أفواه الموحدين، ويزداد الموقف سوءا، وتبلغ القلوب الحناجر ، ويظن المؤمنون بالله الظنونا ولكنه وعد الله لعباده الموحدين " ولئن قاتلوكم لينصرنكم الله " في هذه اللحظات الحرجة تنقطع الأصوات ، وتتبدد الأماني إلا أمنيتي أن أرى معشوقتي لآخر لحظة ...
نعم هاهي أقبلت ، إنها هي ، إنها لي ، ضممتها إلى قلبي دخلت غلى داخل قلبي ، الله أكبر رأيت معشوقتي ، الله أكبر سكنت معشوقتي في أعماق قلبي ، نعم إني مجنون بها ، لك الحمد يا رب ، فلقد فزت فزت ورب الكعبة ... ضمها إلى صدر وفاضت روحه الطاهرة ، لقد رحل عن الدنيا بعدما طال صبره ، وملل الانتظار ودفن في مقبرة الخالدين " في بلاد الشيشان ومعه معشوقته ، ليسطروا أجمل قصة حب عرفتها بشرية القرن العشريني ، هذا الحب الصافي الوفي لشاب احب "رصاصة" رشاش ومات بها حبا وتمنى أن تسكن قلبه لتمنحه لقب "شهيد" لينعم عند الله بنعيم لا ينفد وجنة تبقى ، وروح وريحان ورب غير غضبان ...
فهنيئا له هذا الحب ، ولتبقى قصته باقية يتوارثها جيل من يعشقون الشهادة في سبيل الله



مات ولم يسجد سجدة

رجل من الهند ، كان هندوسيا ... وكان شيخنا الشيخ محمد الفراج حفظه الله تعالى يدعوه مرارا إلى الإسلام فكان لا يرفض ولا يستجيب ويعتذر بأهله .... ثم إن الله سبحانه وتعالى شرح صدره للإسلام فأتى إلى الشيخ محمد في مسجده ليسلم ، وكان الشيخ مشغولا عنه بطلابه وببعض الدعاة ولم يعلم أنه يريد أن يدخل في الإسلام فلم يعره أي اهتمام .. وخرج الشيخ من المسجد مع الطلاب.. وبقي ذلك الرجل الراغب في الدخول في دين الله واقفا على باب المسجد ينظر إلى الشيخ وطلابه وهم يركبون السيارات وينطلقون بعيدا .. فلم يملك نفسه وأجهش بالبكاء .. ظل يبكي وهو واقف بباب المسجد حتى مر به أحد سكان الحي من الشباب العوام فسأله عن سبب بكائه .. فأخبره الهندي أنه يريد أن يسلم ..
فقام هذا الشاب الصغير جزاه الله خيرا بأخذه إلى بيته وأمره أن يتوضأ ولقنه الشهادتين ثم خرج هذا الهندي بعد أن نطق بالشهادتين .. وكان الوقت قريبا من المغرب ..
ذهب إلى غرفته .. فأصيب فيها بمغص شديد في بطنه .. ثم إن ذلك الشاب جاء إلى الشيخ محمد فأخبره بكامل القصة .. فندم الشيخ على ما كان منه مع أنه لم يعلم بذلك ..
وذهب إلى غرفة الهندي فأخبره زملاؤه بأنه مات في الليل .. وأنه في ثلاجة المستشفى المركزي .. فذهب مع بعض الدعاة لتسلمه .. ولكن المستشفى رفضوا لأن السفارة أرسلوا إلى أهله في الهند وسوف يقومون بتسليم جثته إليهم ليحرق هناك ..
فاحتج الشيخ بأن الرجل قد أسلم وهناك شهود على ذلك .. فرفضوا..
فذهب حفظه الله إلى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى وأخبره بكامل القصة ..
فقال الشيخ رحمه الله : لا يسلم إليهم .. هو أخونا المسلم يصلى عليه ويدفن هنا.. ولايسلم إلى الكفار.. وأرسل إلى الإمارة بصورة الموضوع وطلب تسليم جثته للشيخ محمد الفراج ..
فأمرت الإمارة المستشفى بتسليم جثته للشيخ محمد .. فتسلمها منهم .. وقام بعض الدعاة بتغسيله وتكفينه .. ثم كانت الصلاة عليه توافق صلاة الجمعة ..
فخطب الشيخ محمد الفراج خطبة جميلة عمن أسلم ثم مات ولم يسجد لله سجدة وذكر في الخطبة الأولى أمثلة لها من التاريخ ..
ثم ذكر في الخطبة الثانية قصة هذا الهندي الذي سوف يصلون عليه بعد الجمعة ..
فصلى عليه المسلمون .. ثم حملوه على أعناقهم وخرجوا كلهم إلى المقبرة يتقدمهم كثير من الدعاة وطلبة العلم ..
وكان مشهدا مؤثرا ..
رحمه الله وتقبله..

تمت

سلاااااااااااام
ا
ل
ع
م
و
د
العمود غير متصل