مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-11-2008, 07:33 PM   #5
كريّم
عـضـو
 
صورة كريّم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: ببريده بعد وينهوبه
المشاركات: 280
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها أبو عبد الله
دعني أوضح لك أمر أخي مهندس بريدة أنت لا تناقش ولم تناقش وإنما كتبت كلام إنشائي تتحدث عن كثرة القائلين هنا بحرمة الغناء وقلتهم في مناطق ثانية وحتى في هذه لم تصب، وحتى أكون معك صريح من ردودك تبين لي أنك لا تملك ما يؤهلك لتدخل نقاش علمي بل تعتمد على الجعجعة، أمر آخر نسبت نفسك للمتناقشين وهذا خطأ أنت حتى الآن لم تدخل النقاش لأنك لم تجلب الشبهة أو أدلة الجواز أو أقوال القائلين بالجواز.

بعد هذه المقدمة اسمح لي أن أتوسط لك عند مدير النقاش الأخ تأبط رأياً بسؤالك سؤالين ترتقي إلى مرتبة مناقش بعد أن تجيب:
السؤال الأول:
من قال بالجواز قبل الإمام ابن حزم؟
السؤال الثاني:
من قال بالجواز بعد ابن حزم ولم يعتمد على رأي ابن حزم رحمه الله؟

أي كلام لا يحمل إجابة يعني تخريب للموضوع، فأجب أو أمسك عن الكلام حتى تتعلم الحوار وأصوله.

وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

أخي عبدالله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
استعذ بالله من الشيطان.. الرجل لم يقل شيئاً يستحمل كل هذا !!
بيـّن وجهة نظره , ومعه حق في ذلك ..
فنحن إنشاء الله أخوه مؤمنين موحدين لا اختلاف بيننا ابداً على الثوابت
وموضوعنا لا يمسها أبداً.. فلذلك الأخ بين أن البعض في مجتمعنا من باب الحماسه والحميه والإجتهاد
يندفع ويطلق بعض المسميات على من يرى أن الغناء أو بعضه أو الموسيقى حلال..

وحتى وإن كان يا أبا عبدالله ما قلته صحيح بأن الأخ يتعمد (الجعجعه) !!
أو لا يرتقي لمستوى النقاش ..
هل تظن بأن جميع من في المنتدى يرتقون لذلك !!
الناس يا أخي تختلف نظراتهم وعقلياتهم وطريقة تفكيرهم وأعمارهم
وفي المنتدى من كل الأصناف .. فرويدك وعلى رسلك وليكن خطابك باللين والإقناع...



أما بالنسبة لسؤالك عن من أجاز الغناء قبل ابن حزم أو بعده ولم يعتمد لرأيه فلا أراه ذو أهميه !
وليس حجه فالإختلاف قائم سواءً كان ابن حزم هو من بدأه أو غيره قبله في كلتا الحالتين الإختلاف موجود ويلزمك الإقتناع بأحد الأقوال..

وأرى أن القناعه بتحريم الغناء والموسيقى إجتاحتني وأيقنت بها ما عدا جانب واحد ..
فاسمح لي وأخي الكاتب والأعضاء الكرام بأن أتكلم عن ما لدي ..
وأتمنى إن كنت مخطئاً أو ضللت الطريق أن تقنعوني.. أو أقنعكم بما أقول ..
إقتنعت إقتناع اليقين بأن الغناء المصاحب للموسيقى محرم ولا يليق بالمؤمن من الإحساس الذي يصيبني من أول وهله أستمع فيها لأغنيه ماجنه وهو إحساس يعرفه من سمع تلك الأغاني التي
يتراقص عليها قليلي الأدب ويتمايلون ويهزّون ..
واقتنعت بأن الغناء الغير مصاحب لموسيقى (إن كان ماجناً ومثيراً وكلماته غير لائقه) أنه محرم
لأن ذلك الكلام أيضاً غير لائق ولو لم يغـنــّى بلحن ...

ولكن في المقابل هناك أغاني لا أحس عند سماعها بإحساسي الأول ولا تثير معه أشجان شهوانيه
وغير ممكن أن يتراقص على نغماته أحد.. قد تقول غير صحيح وماهي تلك الأغاني ولكن دعها في مجالها الأنسب.. فهناك أغاني وطنيه وحتى دينيه من غير أسلوب الإثاره للأهواء والموسيقى الطاغيه الحاثة على الإغواء ولا تستخف معها الرؤوس وتتداعى وتتراقص لها القدود أو أشباه الرجال.. بل بالعكس بكلمات وأشعار عذبه وذات مغزى وحث على المكارم .. وإن صاحبته موسيقى وإيقاع فهي ليست كاللتي ذكرتها سابقاً ولا يصاحب سماعك إستحثاث على المفاسد ...

وحتى في الغزل ولكنه عذري وعفيف ومهذب.. ولا شعور بأنها بريد الزنا مع إقتناعي أن بعض الأغاني وموسيقاها هي فعلاً بريد الزنا ولا أستلطف سماعها وهربت منها ..

وبالنسبة لي لا أرى أي شبهه في الغناء سواء بآلة أو فقط بصوتي..
صحيح أن المفترض أن يكون لساني عطر بذكر الله وأنا كذلك والحمد لله
ولم أهجر القرآن الكريم ومحافظ على صلاتي وواجبات ديني وبار بوالدتي ..
ولكن على سبيل المثال بالأمس خرجت برحلة فأخذت أم أولادي وأولادي ووالدتي أمدها الله بالعافيه وأطال بعمرها ... وذهبنا للإستمتاع بالحدث الجميل وهو جريان وادي الرمة الذي طال انتظاره
وكنت أغني أنا وأولادي
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينه مرحباً يا خير داع

وأولادي غنـّوا (يا طيبه) وأنا ( أهيجن ) ... فلا بأس من فسحة وترويح عن النفس
مع العلم أن أولادي محفظهم للورد وقصار السور ..

وتغنيت بمدح حبيبنا الكريم ...
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما تعشق الكبراء ُ
زانتك في الخلق الكريم شمائلٌ يـُغرى بهن ّ ويولع الكرماءُ

وأخذت بيالة شاهي وتمشيت على الرمال...

إسأل الفجر والغروب واسأل الشمس والقمر
أي غيب على القـلوب خطـّه كاتب القدر
كم على هذه الرمال عرف الحب عاشقان
حسبا ساعة الخيال انه شاطيء الأمان
إشهدي النور والضلال واذكري دورة الزمان
كل شيء إلى زوال ليت للملتقى ....
( نسيت الكلمات مع إن الجو جميل والهوا يهفهف )
هل يطول بأحلام الهوى الأجلُ
لا تسأليني فإني خائفٌ وجلُ
لا ينقص البدر إلاّ حين يكتملُ

ورجعنا والوالده (مسفهلة) والعيال استانسو ودعينا أن تكون أمطار خير وبركه ورحمه..

وبالمناسبة يا أخي أبا عبدالله.. توقيعك الذي يحمل كلمات الشيخ الطنطاوي رحمه الله ذكرني
بكتابه (فتاوى) والذي ذكر الشيخ فيه :
جائتني رسالة يقول مرسلها: لقد كنت من تلاميذك في كلية التربية في مكة لما جئتها أنت من الكليات والمعاهد (التي صارت جامعة الإمام) في الرياض وذلك سنة 1384 ولم أكتب إسمي لأني لن أستفيد شيئاً من كتابته , فقد سألتني يومئذٍ عن إسمي أربع مرات وأنت تنساه ولكنك تميزني من بين مئة من الطلاب , وأنا وزملائي لانزال نذكر دروسك وماستفدناه منك ونذكر (الخ....) <<< (في الكتاب هكذا أنا اكتب لكم النص..)
ولقد كنت تكتب لنا مذكرات تبين فيها خلاصة الحكم الشرعي بعبارات موجزة وواضحة , وكانت هذه المذكرات تطبع ويتداولها الطلاب . ذكرتها بمناسبة الكلام الآن عن الغناء والموسيقى , ورجائي منك -ورجاء إخواني أيضاً- أن تنشر في باب الفتاوى هذه المذكره لأني فقدتها مع الأسف.

-الجواب : إني أشكر هذا الأخ - أو الإبن - الفاضل , وإذا كنت قد سألته عن إسمه أربع مرات من عشرين سنة ونسيته فأنا أعتذر إليه الآن وأعترف بأنه ازداد معي النسيان ولكني لا أنسى بحمد الله المسائل العلميه بل قد أنسى أين قرأتها أو ممن سمعتها , وحين يصل النسيان النسيان إليها لا قدر الله أدع الفتوى.
وهذه المذكرات ليست عندي ولكن عندي في ذهني خلاصة عما كتبته فيها عن حكم الغناء والموسيقى أوجزها فيما يلي:
1- ينبغي أن نعرف ماهو الحرام؟ الحرام عند الحنفيه هو الأمر الذي ثبت النهي عنه بدليل قطعي الورود, قطعي الدلاله, وهو الآية المحكمه التي تدل على النهي دلالة محققه, والحديث المتواتر أو الذي تلقته الأمه بالقبول, وكانت دلالته على التحريم محققه , وما أجمع المسلمون الإجماع الصحيح على تحريمه , وما ثبتت حرمته بالقياس الصحيح.
2- من المحرمات ماستقبحه الشارع لذاته , كشرب الخمر والربا والزنا, ومنها ما يحرم بالنص لأنه يجر إلى محرم, ككشف العورات والنظر إليها , اللذين يجران إلى الزنا.
3- القسم الأول وهو المستقبح شرعاً لذاته لا يجوز إرتكابه إلا في حال الضروره, والضروره هي التي تكون مسألة حياة أو موت, أو وقوع أمر مكروه قد يستسهل في سبيل دفعه الموت , كهتك العرض.
والقسم الثاني -أي الذي يشبه كشف العورات والنظر إليها- يجوز عند الحاجه التي تنزل منزلة الضرورة , كدفع المرض.
4- الضرورة تقدر بقدرها, فمن غص باللقمة ولم يجد لإساغتها إلا الخمر جاز له أن يشرب بمقدار مايدفع الغصة ويسيغ اللقمة, لا أن يشرب القارورة كلها, والحاجة مثلها, فالطبيب له أن يرى من المرأة ما يتوقف العلاج على النظر إليه أو لمسه حتى ولو كان الفرج عند الولادة المتعسرة, لكن ليس له أن يرى أو يلمس أكثر منه , وإذا وجدت طبيبة أنثى تسد محله لم يجز للطبيب النظر ولا اللمس, لأن مضرة كشف المرأة على المرأة أهون من مضرة كشفها على الرجل .

فلنأت الآن إلى الغناء والموسيقى, هل السؤال عنهما باعتبارهما أصواتاً تسر بإيقاعها النفس وتستميل الأذن؟ وبلفظ آخر هل حرم الشرع سماع الأصوات المطربة المتناسقة لأنه استقبحها لذاتها؟ لا
ولو أن إنساناً جمع في بيته الطيور المغردة البلابل والشحارير واستمع اليها فطرب لأصواتها لما كان في عمله محظور, فليس الغناء والموسيقى مما استقبحه الشرع لذاته , لكن يطرأ عليهما التحريم في حالات:
الأولى: من جهة الكلام الذي يتغنى به, فإن كان فيه ما يمس العقيدة أو يضل عن سبيل الله أو يدعو إلى محرم أو ينفر من واجب أو كان فيه غزل مكشوف أو غزل بامرأة معينة معروفة لم يَـجُـز
أما الغزل العفيف فلا مانع منه, وبم يتغنى الناس إن لم يتغنوا بشعر الغزل؟ هل يكون الغناء بألفية ابن مالك في النحو؟

الثانيه: حال المغني والسامع, فإن غنت امرأة للرجال الأجانب لم يجز لأن صوت المرأة بالتطريب (لا الكلام العادي بالصوت العادي) يعتبر عورة ولو كان بقراءة القرآن , لأنه قد ينقل الرجل من الخشوع لسماع القرآن إلى الطرب المثير للعاطفة لصوت المرأة.

الثالثة: وقت الغناء, فأن كان في وقت أداء واجب ديني أو دنيوي والغناء يشغل السامع عنه لم يجز, وإن طال الوقت حتى صار سماع الغناء عادة لا يستطيع تركها كان الأولى عدم سماعه.

الرابعة: مجلس الغناء , فإن كان فيه محرم كالخمر أو الاختلاط بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه لم يجز.

الخامسة: أثره في نفس سامعه, وهذا مقياس شخصي, فمن كان يعلم من نفسه أن الغناء والموسيقى يدفعانه إلى الحرام أو يصرفانه عن واجب لم يجز له أن يسمع, كالشاب الأعزب يسمع الغناء الذي يصف لوعة العاشق وجمال المعشوق فيثير في نفسه (طاقة) ليس أمامه مصرف لها (كما يكون أمام المتزوج) فيفتش عن مصرف حرام فيقع فيه أو يكتم هذه الطاقة في صدره فتؤذيه وتضنيهوتصرفه عن مطالب العيش وأسباب الدراسة وما يحتاج إليه من عمل.
وهذا المقياس ينطبق أيضاً على الألحان الموسيقية المجردة عن الكلمات , ورب لحن يسمعه المرء يذكره بالمكان الذي سمعه فيه ومن كان معه في ذلك المكان, فيسبب التفكير فيه رغبة في الحرام وشوقاً إليه , وربما كان قد سمع اللحن في مكان لايسمح الشرع بدخوله .. بل إن من النغمات ما يهيج العاطفة أو يبعث النشاط أو يحزن أو يرقص فمن دفعه اللحن إلى الحرام حرم عليه سماعه.

فما لم يكن فيه شيء من ذلك , كأن يغني المرء أو يعزف لنفسه في وقت فراغه , أو تغني المرأة لزوجها أو للنساء, أو أن يغني الرجل للرجال بالشروط التي سبق ذكرها , أو يسمع الغناء من الراديو بهذه الشروط , فهو على الإباحة الأصلية.

أما الوضع الحالي للمغنين والمغنيات وما يقترن به من تكشف واختلاط وما ينفق فيه من جليل الاموال وما يكون لهؤلاء من التقدير في المجتمع والتقديم على اهل العلم وعلى الأساتذة والأطباء, فلا يجادل مسلم في أنه ممنوع في الإسلام .

وقد ألف كثير من العلماء كتباً في الغناء (والموسيقى حكمها حكم الغناء) وأنه ليس حراماً في كل حال عد منهم (في التراتيب الإداريه) عشرين كتاب (تجدون أسنائها في الجزء الثاني منه ص 132) منها:
كتاب لابن قتيبه إسمه الرخصة في السماع
كتاب ابن حزم وهو معروف
كتاب محمد ابن طاهر المقدسي , ومما قاله فيه أنه لا فرق بين سماع الاوتار وسماع صوت البلبل والهزار
أحمد الغزالي وهو أخ حجة الإسلام الغزالي مؤلف الأحياء, له كتاب أسماه بوارق الإلماع في تكفير من يحرم مطلق السماع
كتاب الشوكاني إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع
كتاب إيضاح الدلالات في سماع الآلات, وقد أعيد طبعه حديثاً في دمشق بإشارة مني , ومؤلفه فقيه محقق وصوفي محترف
كتاب ابن رجب الحنبلي , نزهة الأسماع في مسألة السماع . وفي نيل الأوطار وفي إحياء علوم الدين كلام في الموضوع معروف.

وفي أحكام القرآن لابن العربي أن الرخصة في الأعراس ليست قاصرة على الدف بل تشمل جميع الات الطرب (الجزء3 ص 1494)
قال: وليس في القرآن ولا في السنة دليل على تحريمه (3-1053)

ويكمل الشيخ الطنطاوي : والاختلاف اليوم في أمر الغناء والموسيقى كما أرى عن أمرين:
أولهما أن من يقول بالإباحة ومن يذهب إلى المنع لا يتكلمان عن شيء واحد , مع أن الواجب قبل المناظرة تحديد موضوعها.
فالذين يحرمون يتكلمون عن الموسيقى والغناء في وضعهما الحاضر , ولا شك أنه على هذه الحال ممنوع غالباً لأنه يقترن بمحرمات ويؤدي إلى محرمات ويشغل عن واجبات ويهدر اموال الأمه أحوج إلى ريعها فيما هو أنفع لها , وأجدى عليها منهما , وفتح المدارس للعلم وإعداد الجيش للدفاع أولى من الطرب بالغناء.

والذين يبيحون يتكلمون عن الغناء والموسيقى من حيث أنهما أصوات موزونه مطربه تسلي ولا تؤذي , ويضعون لهذه الإباحة حدوداً ويشترطون لها شروطاً.
ومن حقق رأي الاختلاف في كثير من الحالات لفظياً , لا حقيقياً.

ثانيهما: إن الطريق الصحيح للإجتهاد هو أن نجمع الأدلة الثابته ونفهمها ونتبعها فحيث انتهت بنا وقفنا, إما إلى التحريم أو الإباحة.
وبعض الناس يقلبون الوضع فيضعون النتيجة التي يريدونها إما التحريم المطلق وإما الإباحة, ثم يأخذون من الأدلة ما يؤدي بهم إلى هذه النتيجة , ومنهم من يدع الصحيح ويأخذ ما لم يصح, وقد يفسر اللفظ على معنى يحصره فيه , مع إمكان فهم معنى غيره.
هذا ملخص ما كتبته في المذكره التي أشار إليها الأخ السائل وقد بقيت هذه المذكرات تطبع ويتداولها الطلاب في الجامعه في مكة أكثر من عشرة سنين , من نحو سنة 1384 إلى سنة 1393 هـ
____
إنتهى كلام الشيخ على الطنطاوي رحمه الله ,, ولي رجعه إنشاء الله لاستكمال النقاش حول الإختلاف في الإستدلال والحجج
أستودعكم الله
كريّم غير متصل