 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
ب) و استدلوا بقوله تعالى في مدح المؤمنين : ( وَ إِذَا سَمِعواُ اللّغُوَ أَعُرَضواُ عَنُه ) القصص(55)
و الغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه .
و يجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو : سفه القول من السب والشتم و نحو ذلك ، و بقية الآية تنطق بذلك . قال تعالى : ( وَ إِذَا سَمِعوُاُ اللَغُوَ أَعُرَضواُ عَنُه وَقَالواُ لَنا أَعُمَالنَا وَلَكمُ أَعُمَالَكمُ سَلَم عَلَيُكمُ لَا نَبُتَغِي الُجَاهِلِيُنَ ) القصص (55) ، فهي شبيهة بقوله تعالى في وصف عباد الرحمن : ( وَ إِذَا خَاطَبَهم الُجَاهِلونَ قَالواُ سَلَمَا) الفرقان (63) |
|
 |
|
 |
|
.
<<<<<
هذه الآية لم أرها من ضمن أدلة المحرمين في التفاسير المسندة .وإنما هي آية الفرقان ( والذين لايشهدون ...)
وعلى كل حال سأجيب عنها :
قال ابن جرير الطبري :
( واللغو في كلام العرب هو كل كلام أو فعل باطل لا حقيقة له ولا أصل، أو ما يستقبح ) 19/313
والفرق بين كلام ابن حزم وابن جرير هو إدخال الفعل أذا كان باطلا لاأصل له فهو لغو .
وعندنا أن ابن جرير هو إمام المفسرين وتفسيره أقرب وهو الموافق للقاعدة عند المفسرينن وهو إذا ترددت اللفظة القرآنية في عدة معان حملت على الجميع إذا لم يوجد مخصص.ولهذا أشار ابن جرير فقال :
(( فسبّ الإنسان الإنسان بالباطل الذي لا حقيقة له من اللغو. وذكر النكاح بصريح اسمه مما يُستقبح في بعض الأماكن، فهو من اللغو، وكذلك تعظيم المشركين آلهتهم من الباطل الذي لا حقيقة لما عظموه على نحو ما عظموه، وسماع الغناء مما هو مستقبح في أهل الدين، فكل ذلك يدخل في معنى اللغو، فلا وجه إذ كان كل ذلك يلزمه اسم اللغو، أن يقال: عُني به بعض ذلك دون بعض، إذ لم يكن لخصوص ذلك دلالة من خبر أو عقل. فإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وإذا مرّوا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مرّوا كراما، مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء. ))
إذن الغناء أحد الأنواع أو الأمثلة الداخلة في معنى اللغو .
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
و لو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه تمدحه ،و ليس فيها ما يوجب ذلك |
|
 |
|
 |
|
.
وماذا في ذلك ؟
فالآية أثنت على المجتنبين للغو وانتهى الامر عند هذا الحد ، لكن ابن حزم رحمه الله تكلف شيئا ذكره هنا .
والجواب :
هل يُفهم من نصٍ قرآنيٍ أو نبويٍ إذا أثنى فيه الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم على شئ ، تحوّل المراد به للاستحباب دون الوجوب!!
فالله إذن أثنى على المحافظين على الصلاة وغيرها ... يعني الصلاة خلاص صارت مستحبة لافرض !!
ولو تتبعنا ثناء الله على الواجبات لوجدنا ذلك كثير .
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
و كلمة «اللغو » ككلمة « الباطل » تعني ما لا فائدة فيه ، و سماع ما لا فائدة فيه ليس محرماً ما لم يضيع حقاً ، أو يشغل عن واجب . |
|
 |
|
 |
|
لماذا حصر ابن حزم مالافائدة فيه باللهو غير المحرم ؟
هذا يحتاج إلى دليل ، فنطالب ابن حزم بالدليل على هذا الحصر .
ألم أقل لك إن تفسير ابن جرير أقوم منه ؟
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
روي عن ابن جريج : أنه كان يرخص في السماع فقيل له : أيؤتى به يوم القيمة في جملة حسناتك أو سيئاتك ؟ فقال : لا في الحسنات و لا في السيئات ؛ لأنه شبيه باللغو ، قال تعالى : (لا يؤَخِذ كم اللَه بِالَلغُو ِفِي أَيُمَانَكمُ ) (البقرة : 225 ، المائدة : 89 ) . |
|
 |
|
 |
|
هذه الرواية عن ابن جريج لها جوابان :
1ـ أنه لاسند لها فلم يورد السند ، بل أوردها على صيغة التضعيف لها وهي صيغة التمريض .إلا ان يكون من تصرف الناقل .
2ـ وعلى فرض ثبوت سندها فالجواب عنها سهل جدا :
وهو أين ذُكر أنه سمع المعازف فيها غاية مافيه أنه سمع أي سمع النشيد والحداء والنصب والسلف يسمونه سماع وكان بعضهم يكرهه ولو من دون آلة .
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
قال الإمام الغزالي : « إذا كان ذكر اسم الله تعالى على الشيء على طريق القسم من غير عقد عليه و لا تصميم ، و المخالفة فيه – مع أنه لا فائدة فيه – لا يؤاخذ به ، فكيف يؤاخذ بالشعر» ؟ !
(- إحياء علوم الدين ، كتاب « السماع » ص 1147 – طبعة دار الشعب بمصر). |
|
 |
|
 |
|
الجواب عن كلام أبي حامد الغزالي :
أن هذا ليس في الغناء بآلة ...وإلا فأين ذكر الآلة فيه ، فهو من الحداء والنشيد والشعر الملحن بصوت جميل وأكثر السلف على جوازه .
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
على أننا نقول : ليس كل غناءٍ لغواً ؛ إنه يأخذ حكمه و فق نية صاحبه ، فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة ، و المزح طاعة ، و النية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة . باطنه الرياء : « إن الله لا ينظر إلى صوركم و أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم » (رواه مسلم من حديث أبي هريرة ، كتاب « البر و الصلة و الآداب » ، باب : تحريم ظلم المسلم) . |
|
 |
|
 |
|
هذا الكلام لاطائل تحته لانه استدلال بشئ مختلف فيه .
أرأيت لو قال المحرمون :
ولايجوز الطبل في العيد .
لقال المبيح :
أصلا العازف كلها عندي حلال طبل ودف وغيره .
فصار هذا الكلام لاطائل من ورائه ، لأنه خارج محل النزاع .
وبما أنك أوردته سأجيب عليه :
أرأيت لو أن إنسانا زنى بنية تكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
أتخرجه النية الصالحة عن الذم والعقاب .
وهذا كذلك عند من يرى التحريم .
أما من يرى الجواز فهو تدخله النية الصالحة وتجعله من أفضل الطاعات ،
وتدخله الفاسدة ويكون من اسوء المعاصي .
والصحيح أنه محرم لاتنفع فيه النوايا الحسنة ولو بلغت مابلغت .