النقطة الثالثة :
معنى كلمة معازف .
حيث قال أخي كريم :
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
فكلمة «المعازف » لم يتفق على معناها بالتحديد : ما هو ؟ فقد قيل : الملاهي ،وهذه مجملة ، وقيل : آلات العزف . |
|
 |
|
 |
|
والجواب :
أنه لاتعارض مطلقا بين القولين .
فيقال :
إن من فسره بأنها ( الملاهي ) نظر لأصل الكلمة في اللغة فعزف فلان عن كذا انصرف ولهى عنه.
ولذا قال الجوهري : ( وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ الْمَعَازِفُ الْمَلَاهِي وَعَزَفَ عَنْ الشَّيْءِ عَزْفًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَعَزِيفًا انْصَرَفَ عَنْهُ ) كما في المصباح المنير 6/130
، حيث أن كل آلة عزف ملهية .
أما من فسرها بآلة العزف :فصحيح .
فسرها بالحقيقة ، لأن العزف ملهى وله صوت .
ولذا قال ابن الاثير في النهاية :
{ عزف } ( س ) في حديث عمر [ أنه مرَّ بِعَزْفٍ دُفٍّ فقال : ما هذا ؟ فقالوا : خِتَان فسكت ] العزْفُ : اللَّعِب بالمعَازِف وهي الدُّفوف وغَيرها مما يُضْرَب ....
عزِيفُ الجن : جَرسُ أصْواتِها . وقيل : هو صَوت يُسْمَع كالطَّبْل باللَّيل . وقيل : إنه صَوتُ الرِّياح في الجوّ فتَوهَّمَه أهلُ البادية صَوتَ الجنِّ . وعَزِيفُ الرِّياح : ما يُسْمَع دَوِيّها )
وقال في العباب الزاخر 4/476 بعدما أورد كلام أهل اللغة :
( والتركيب يدل على الانصراف عن الشيء وعلى صوت من الأصوات.)
وقال في تهذيب اللغة 1/199 :
( والعزيف: صوت الرمال إذا هبّت بها الرياح. والعرب تجعل العزيف أصوات الجن.)
ولا أريد أن أطيل .
فالخلاصة : أن المعازف هي ملاهي وليس كل ملاهي وإنما الملاهي التي هي : آلات ذات صوت ملهي .
فعلم من ذلك أنه لاتعارض بين القولين ولهذا قال ابن القيم ( لا خلاف بين أهل اللغة أن المعازف هي آلات اللهو ) كما في إغاثة اللهفان 1/260 .
وهذا ينطبق على مافي الحديث .
فتكون دلالة الحديث دلالة مطابقة تامة من جميع الوجوه .
وبهذا تهافتت شبهتهم بحمد الله .