 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
( ز ) واستدلوا أيضاً بما روي : « إن الغناء ينبت النفاق في القلب » ولم يثبت هذا حديثاً عن نبي ( صلى الله عليه و سلم ) و إنما ثبت قولاً لبعض الصحابة أو التابعين ، فهو رأي لغير معصوم خالفه فيه غيره . فمن الناس من قال – وبخاصة الصوفية - : إن الغناء يرقق القلب ، ويبعث الحزن والندم علي المعصية ، و يهيج الشوق إلى الله تعالى ، و لهذا اتخذوه وسيلة لتجديد نفوسهم ، و تنشيط عزائمهم ، و إثارة أشوقهم . قالوا : و هذا أمر لا يعرف إلا بالذوق و التجربة و الممارسة ، و من ذاق عرف ، و ليس الخبر كالعيان !
على أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغني لا للسامع ، إذ كان غرض المغني أن يعرض نفسه على غيره ، و يروج صوته عليه ، و لا يزال ينافق ويتودد إلى الناس ليرغبوا في غنائه . و مع هذا قال الغزالي : « و ذلك لا يوجب تحريماً ، فإن لبس الثياب الجميلة ، و ركوب الخيل المهملجة ، و سائر أنواع الزينة ، و لا يطلق القول بتحريم ذلك كله ، فليس السبب في ظهور النفاق في القلب : المعاصي ، بل إن المباحات ، التي هي مواقع نظر الخلق ، أكثر تأثيراً » (الإحياء : كتاب « السماع » ص 1151 ) |
|
 |
|
 |
|
الأثر المشهور « إن الغناء ينبت النفاق في القلب » .
صح عن ابن مسعود والشعبي وعمر ابن عبد العزيز وبعض السلف .
صححه موقوفا ابن القيم وغيره .
أما مرفوعا فلم يصح ــ وإني اربأ باخي كريم ــ أن يعمد إلى أضعف الأدلة فينصب الرد عليها أو الخطأ ممن ينقل عنهم .
ثم إنه قد يقال إن مقولة ابن مسعود لاتقال من قبيل الرأي فتأخذ حكم الرفع ـ وهذا لا أجزم به ـ لكن لوقيل بذلك فإنه وجيه .
فكيف ولم يخالف ابن مسعود أحد لامن الصحابة ولا من التابعين ولاغيرهم ، بل نقل الإجماع على تحريمه ثمانية من العلماء ، مما يؤيد القول برفعه حكما لا لفظا .
ثم إن مقولة الصوفية والاحتجاج بها من ساقط العلم ومرذوله .
ومتى كان علم الصوفية يعدل به علم الصحابة والتابعين ؟
ومتى كان أبو حامد الغزالي الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : إنه ابتلع الفلسفة واراد أن يتقيأها فلم يستطع .
ينصب حكما على اٌقوال ابن مسعود والشعبي وعمر ابن عبد العزيز وغيرهم .
إلا أنه من الخطا البين والخطل الواضح .
والله المستعان .
.....