بسم الله الرحمن الرحيم
حينما يقف الإنسان على أسرار المشاعر ، يجد أنه يقف على شاطئ بحر يراه مد بصره ، أو كأنه في فضاء فسيح لا يدري عن مداه ، ولا يُبصر منتهاه ، تتيه فيهِ النفسُ بين معانٍ عديدة ، يجمع في خضمه أسراراً و أخباراً ، خافية لكنها قوية ..
بحر المشاعر بحر عميق ، و خبر عتيق ، نحس بتقلباتها في أنفسنا لكننا لا نراها ، المشاعر براكين ثائرة ، و أمواج هادرة ، تتيه معها النفس في أكثر من عالم ، و يسرح الفكر في رحلة خيالية لا يُدرى أين مستقرها ..!
هاهم الناس من حولنا يمشون في فجاج هذه الأرض ، و يحملون في حناياهم أسراراً مكتومة ، و لكن أنى لك أن تعرف ما يدور في هذه الصدور ، و أنت لا تدري فلعل بعضها تغلي كالقدور ، و الأخرى تتيه نشوة و فرحا ، و أخرى تعيش في عالم قد أطبق عليه الحزن و الأسى ، و غيرها تعيش الحسرة المنهكة ، أو الهموم المهلكة ، و تلك تكاد تطير انتعاشاً بحب إنسان ، أو معاني شكر و عرفان .
لا أريد الاسترسال في وصف المعاني ، فمن يُطيق عبور بحر المشاعر ..؟!
لذا دعونا نقف على ضفافه
و لتحدثنا الأمواج بهيجانها أو سكونها عن الذي يجري تحت الأعماق.
أخوكم .