21-11-2008, 08:51 PM
|
#58
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 331
|
0
0
دور المصلحين في المواجهة
* ما حصل في المواجهة من خلل :
الخطأ الأول : الاحتساب على المنكر بدون مشاورة أهل العلم :
إن أقوى الطاقات في الدنيا ما يسمونه « رد الفعل » فأنت حين تكبس بيدك على كفة الميزان ، لا يظهر الأثر في الوسط ، وإنما يظهر في الكفة المقابلة ، هذا الانطلاق وراء اللذات وهذا التحلل من قيود الدين والأخلاق ، دفع جماعة من الشباب من العامة ومن الطلاب إلى إنكار هذا المنكر , ولكنهم لم يرجعوا إلى مشورة أهل العلم ، ولم يقفوا عند آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحسبوها فوضى يصنع كل ما يشاء ، مادام يريد بينه وبين نفسه الخير ، فانطلقوا يتعرضون في الطريق للسافرات المتكشفات ، وهجموا مرة على سينما في وسط البلد ليس فيها إلا نساء ، لأن دور السينما يومئذ كانت عندها بقية من حياء ، فهي تخصص أياما للنساء ،وأياما للرجال , دخلوا عليهن فروعوهن ، فأعطوا بذلك أعداءنا وأعداء ديننا حجة علينا ، ولذلك قالت العرب في أمثالها عدو عاقل خير من صديق جاهل ) .
? وقال أيضا ـ رحمه الله ـ في سياق كلامه عن كلمة ألقها وذكر فيها أثر الإنكار بدون مشاورة أهل العلم ، يقول :
ـ جاء في عنوانها أنها كلمة صريحة لله ثم للوطن , شرحت فيها ما كان من عمل الشباب الذين هالهم ما رأوا من فشو التبرج والاختلاط بعيد الجلاء في دمشق ، البلد العربي المسلم ، فقاموا يدافعون عن الفضيلة المغلوبة ، ويردون إليهم الناس لأن ديار الشام لا تزال متمسكة بدينها ، ولا يزال نساؤها بالحجاب الساتر ، ومشت الأمور في طريقها ، وكادت تصل إلى غايتها ، ودعاة الفجور ينظرون ويتحركون , لولا أن دفعت الغيرة على الأخلاق الإسلامية والسلائق العربية مع الجهل بأحكام الدين ، والبعد عن استشارة العلماء المخلصين ، بعض العامة إلى الدخول على النساء في السينما وإخراجهن منها ، و إلى التجوال في البلد ونصح كل متبرجة ووعظها وزجرها , وقد أنكر العلماء والعقلاء ذلك عليهم فكفوا عنه وأقلعوا ، ولكن دعاة الفجور لم يرضهم أن تنتصر دمشق للفضيلة ، وأن تهدم عليهم عملهم على رفع الحجاب ، وإباحة الاختلاط ، فاستغلوا عمل هؤلاء العوام وأعلنوا إنكاره وكبروه ، وبالغوا في روايته وذهبوا يقيمون الدنيا ، ويبرقون البرقيات ، ويرعدون بالخطب ، وما أهون الإبراق والإرعاد ، وما أسهل إثارة الشبان الفاسقين على الستر والحجاب باسم « الحرية الشخصية » التي تمتعهم بما وراء حدود الفضيلة من لذائذ محرمة
أيخرجون النساء من السينما ؟
أيعرضون بالنصح للمتبرجات الكاشفات؟
يا للحدث الأكبر ، يا للعدوان على الحرية الشخصية التي ضمنها الدستور ,
أليست المرأة حرة ولو خرجت عارية ؟
أليس الناس أحرارا ولو فسقوا وفجروا ؟
أليس كل امرئ حرا ولو نقب مكانه في السفينة فأدخل إليها الماء فأغرقها وأهلها ؟
كذلك فهم الحرية هؤلاء الجاهلون ، أو كذلك أراد لهم هواهم ، أو شاءت لهم رغباتهم وميولهم أن يفهموها ، ودفعوا أكثر الصحافيين فلبثوا أياما طوالا لا كلام لهم إلا في الدفاع عن الحرية .... وأثاروا بعض النواب في المجلس ، فجرب كل واحد منهم أن يتعلم الخطابة في تقديسها ، ثم
عمدوا إلى فئة من خطباء المساجد ، حاموا عن الفضيلة فساقوهم إلى المحاكم سوق المجرمين ، وأدخلوهم السجون من غير مستند إلى قانون من القوانين ، وجرعوهم كؤوس الذل حتى صار من يذكر السفور بسوء ، أو يدعو إلى الفضيلة والستر كمن يدعو إلى الخيانة العظمى , وتوارى أنصار الفضيلة من هذه العاصفة الفاجرة الهوجاء , وحسب أولئك أن الظفر قد تم لهم ، وأن أهل الدين قد انكسروا كسرة لا تجبر ، فكشفوا القناع ، وانطلقوا يسرحون وحدهم في الميدان ويمرحون ، وكانت النتيجة أن انحطم السد فطغى سيل الرذيلة وعم ، وامتد في هاتين السنتين أضعاف ما امتد أيام حكم الفرنسيين ، و ازدادت جرائم التعدي على العفاف واستفحلت ، حتى رأت المحاكم من يعتدي على عفاف بنته أو أخته أو على طفل رضيع ،
وماذا يصنع هذا الوحش الذي أثارت « الحرية الشخصية » غرائزه فلم يجد إلا البنت والأخت أو الطفل الرضيع ؟
ثم ازدادت الجرأة حتى رأينا .. ...((( يتبع )))... 0
0
|
|
|