الدعوة إلى التقارب كفر وضلال
سفر الحوالي
أن المؤمن بالله هو من كان من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن كان يؤمن بالله الذي أنزل هذا القرآن وعمل به، أما أن يؤمن اليهود بعزير، ويؤمن النصارى بالتثليث وبعبادة الصليب، وبأن عيسى ابن الله، ثم يقولون عن أنفسهم: إنهم مؤمنون بالله. فنقول: بل هذا هو عين الكفر ورأس الضلال.
إن محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخرج بالناس عام تبوك في ساعة العسرة وفي ذلك الضيق والشدة، إلا ليحارب النصارى، كما أخرج من المدينة يهود بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة، وحاربهم، فكيف يكون اليهود والنصارى مؤمنين؟! وكيف نعتبرهم من المؤمنين بالله وهم أعدى أعداء الله؟! وهم الذين قال الله لرسوله فيهم: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ[البقرة:120]؟! إن هذا من المستحيلات، وهو أكذب الدعاوى، ومن ظن أنه يمكن أن نلتقي نحن واليهود والنصارى على كلمةٍ سواءٍ غير التوحيد وغير الإيمان؛ فهو مثلهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لزعيم النصارى هرقل يقول له: **من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، أما بعد: أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، و: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[آل عمران:64] }.
إذاً نحن المسلمون وهم الكافرون، هذا هو دين الله، والكلمة السواء هي التوحيد، أما أن نجتمع مع من يقول: إن عيسى ابن الله، أو إن الله ثالث ثلاثة، فهذا كفر وضلال، وتكذيب لرب العالمين ولخاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، ومن كان يدعو إلى هذا، فإن من أهدافه أن ينتشر التنصير في بلاد المسلمين؛ لأننا إذا أقررنا أنهم على شيء، فلماذا لا نفتح لهم كنائس في بلادنا وإذاعات ليدعوا إلى عقيدتهم بكل حرية؟! ثم يأتي من ينسب إلى الإسلام ليقول: أحبابنا وإخواننا النصارى، وإخواننا الأقباط.. ومتى كانوا إخواننا؟!!
الشيخ / د.سفر بن عبدالرحمن الحوالي
رئيس قسم العقيدة بجامعة أمّ القرى "سابقاً"
(www.alhawali.com )