 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
و حسبنا أن أهل المدينة - على ورعهم – و الظاهرية – على حرفيتهم و تمسكهم بظواهر النصوص – و الصوفية – على تشددهم و أخذهم بالعزائم دون الرخص – روي عنهم إباحة الغناء .
قال الإمام الشوكاني في « نيل الأوطار » : « ذهب أهل المدينة و من وافقهم من علماء الظاهر ، و جماعة الصوفية ، إلى الترخيص في الغناء ، و لو مع العود و البراع .
و حكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع : أن عبد الله بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأساً ، ويصوغ الألحان لجواريه ، ويسمعها منهن على أوتاره . و كان ذلك في زمن أمير المؤمنين على رضي الله عنه .
و حكى الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضاً عن القاضي شريح ،وسعيد بن المسيب ، وعطاء بن أبي رباح ، و الزهري ، و الشعبي . و قال إمام الحرمين في النهاية ، و ابن أبي الدنيا : نقل الأثبات من المؤرخين : أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات ، و أن ابن عمر دخل عليه و إلى جنبه عود ، فقال : ما هذا يا صاحب رسول الله ؟ ! فناوله إياه ، فتأمله ابن عمر فقال : هذا ميزان شامي ؟ قال بن الزبير : يوزن به العقول ! |
|
 |
|
 |
|
الجواب من عدة وجوه:
1ـ أن هؤلاء يحتج لهم ولايحتج بهم أي أنهم ليسوا حجة في دين الله فالحجة هي في ( الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح لا المموَّه )
2ـ بالنسبة لأهل المدينة فهم يرون التحريم ، وعلى رأسهم مالك وتلاميذه وكذا إبراهيم ابن المنذر .فإنهما قالا : لايفعله عندنا إلا الفساق . كما رواه الخلال في كتاب ( الأمر بالمعروف ) ص 32
وقولهما ( لايفعله إلا الفساق عندنا ) هذا نقل منهما لمذهب المدينة فياترى : أنقبل قول مالك وابراهيم ابن المنذر وهما من أهلها ولدا وتربيا فيها وتتلمذوا على علمائها أم نقبل كلام من نأى عنها زمانا ومكانا وليس له خبر بها ؟
3ـ أن من روي عنه الجواز لايخلوا من أحد عدة أحوال :
1ـ أنه روي عنه بسند صحيح التحريم مثل سعيد ابن المسيب ، والشعبي ، وشعبة ، وشريح ، وغيرهم وسيأتي ذكر مصدره.إن شاء الله .
2ـ أنه جاء عنه ولكن بدون سند أو بسند ضعيف ، كغالب مايذكر الشوكاني فهي أقوال تنسب للسلف نعم بلا خطام
ولا زمام ، .... ويضاف لذلك أيضا نقول : وكم من الروايات تذكر عنهم وعند التمحيص لاتثبت !! أو ليس لها سند .!!
3ـ أنه جاء بسند صحيح ولكن المراد به ليس الغناء بآلة فإنهم يطلقون الغناء ويريدون به الحداء والنشيد بلا آلة .
وكم ظُلم السلف بسبب عدم فهم مصطلحهم ؟ وحملوا مالم يحتملوا ؟
4ـ أنه ربما صح سندها ولكن الدلالة فيها على أن صاحبها يرى الإباحة غير ظاهرة مثل قصة عبد الله بن جعفر وقد سبق الجواب عنها .
والعجيب أن أخي كريم كررها ثلا مرات مع عدم وضوح الدلالة فيها .
5ـ أننا إذا علمنا ضعف هذه الرويات التي تروى عن أصحابها ... يدلنا على قوة الإجماع الذي سبق أننا كررناه أكثر من مرة . وقد نقله عدد متنوع المخارج على التحريم .
ومن اراد التوسع في الرد على كلام الشوكاني فاليراجع تحريم آلات الطرب للألباني ص 98.
وكثير من الكلام الذي ذكره أخي ـ كريم ـ يرد عليه بمثل هذا الرد .فلانضيع الوقت .
ملاحظة : البغدادي من أهل البدع .فالتراجع ترجمته .