السـلام عليكم ..
[قلت] وقدكتب الأخ الغالي مؤمن آل فرعون . .هذا المقال وهي عشرُ وسائل لتجعل منك عقلاً ساذج , وقد زدت عليها بعضاً من النقاط . . ولست أجاري هذا الكاتب . أبداً .
واللهَ أسأل أن ينفع بها .
قال مؤمنٌ :
عزيزي القارئ /
10 وسائل من الممكن أن تصعد بها إلى مصاف أصحاب السمو المعالي أصحاب العقلية البسيطة ، فقط ماعليك إلا قراءة المحتويات لهذا الموضوع ومن ثم سكبها في عقلك ، ومع كثرة الكلام تتداخل محتويات الموضوع ، وتصبح جاهزة في قوالب ، تستطيع أن تسكبها متى شئت وعلى من شئت ، ومن ثم تجد من يقول لك : هذه عقلية ساذجة ، فالحمد لله على كل حال .
أحاول أن أربط كل فقرة بمثال حتى يتضح المقال ، فالأمثلة مستحضرة من العقل الباطن ، فقد أقرب من واقعك وقد ابتعد ، المهم أن تتضح الفكرة لديك أخي القارئ الكريم .
1- الغلو في الحديث عن الظواهر ( المبالغة )
كثيرا ما واجهت أناسا يتحدثون عن نقطة معينة ولتكن مثلاً تجارة الجنس في السعودية ، فيقول لك ، هذه الظاهرة استشرت وانتشرت انتشارا مذهلا ، عمت بلاد الحرمين ، وهذه مشكلة المشاكل ، والله المستعان ، بينما تجد أخي القارئ الكريم أن هذه المشكلة حدثت مرة واحدة أو تزيد قليلا ، ولكنها لا تعدو أن تكون قضية تم التعامل معها من قبل رجال الهيئة أو المسئولين في أمن الدولة ،، فهذه عقلية بسيطة تكاد لا تخطئك في مجالسك اليومية .
2- الربط الخاطئ
تجد من أصحاب هذه العقليات والذين يتسمون بفقد الموضوعية ، يربط بين قضيتين ليس بينهما تلازم ، فمثلا بعض الكتاب في المنتدى يربط بين كثرة الكتابات للكاتب وتميز الكاتب ، وليس بينهما تلازم ، إذ أن التميز غير متعلق بكثرة الكتابات وإنما بجودتها ، أنا أوافقك أخي القارئ أن من يكتب كتابات جيدة و لديه مخزون ثقافي ذا حجم كبير في الغالب يدر لك عددا لا بأس به من المشاركات ، ولايجد مشقة في المشاركة بمواضيع متعددة ، ولكن ليس شرطا أن تكون كثرة الكتابات دليلا على التميز ، أو مانستطيع التعبير عنه بـ ( كل كاتب مميز قادر على المشاركة بكتابات عديدة ، وليس كل من يكتب كتابات عديدة مميز )
أيضا الخلط في الربط بين حجم المشكلة وخطورة المشكلة ، فمثلا صاحبنا في الأعلى
خلط بين حجم تجارة الجنس وانتشارها ، وبين خطورة المشكلة .
3- الاعتراض بالمثال
فبعض الناس يقوم بإلغاء فكرة كاملة من أجل أن المثال لم يرق له ، من حقك أن تقول : أن المثال غير صحيح ، ولكن ليس من حقك أن تلغي الفكرة إن كانت صحيحة من أجل فشلي بالمثال ، فمثلا : يأتيك شخص لم يقتنع بمثال ( تجارة الجنس ) الذي ذكرته في الأعلى
فيقوم بإلغاء الفكرة كاملة .
4- ترك الأصل ومناقشة الفروع
فمثلا تقوم بكتابة موضوع ذو أبعاد كثيرة وجزئيات متعددة ، وأثناء طرحك تقوم بطرح مثال أو جزئية ليست ذات أهمية كبيرة ، فتجد من يقوم بمناقشة المثال ( الفرع) ويستطرد طويلا في الحديث عنه ، وينسى الموضوع الأصلي الذي تدندن حوله ، فيقتلك بقتل وقتك وأفكارك وعقليته البسيطة ، وهذا قد تجده في بعض المنتديات ، يكتب موضوع فتنهال الردود فيقوم أحد المداخلين بمناقشة مثال ، فيأتي من بعده ويخوض معه في مثاله ، ويقال للموضوع الأصلي رحمك الله ( قدر الله أن تدفن ) أول ماحييت .
5- التعميم الخاطئ
وله عدة عبارات كـ ( كل – جميع – ....) ، فتجد من يقول ( كل الناس يريدون أولا يريدون ... فتسأله هل وقفت عليهم ؟
وهذا من السؤال بالمستحيل ، فيقول لك : أنا أعرف واقع الناس وأفهم بأمور الحياة فهما جيدا وإدراكي واسع ، فلهذه العقلية الواسعة أجرى استبانة على مدن ودول بل قارات بأكملها ، بلحظة واحدة يوم ان قال ( كل ) ، وكذلك تجد من الناس من يذكر لك نسبة فيقول لك مثلا 99 % من الشباب الملتزمين ، التزامهم التزام مظهري ، فيالله على هذه النسب الدقيقة وهذه العقليات الواسعة والمدركة .
6- التعصب للرجال والمذاهب .
مثلا تجد من الناس من يتعصب لعلم من الأعلام ، فتجد من يكافح عنه ، أصاب العلم أو أخطأ ، ويصوب أفعاله ، فنسي أو تناسى أن هذا بشر معرض للخطأ ، فمثلا أورد الخطيب البغدادي في تاريخه عن أبي حنيفة وأصحابه ، فأثنى على أبي حنيفة رحمه الله ، لكنه محاه بعد ذلك بما ذكره من ذم أصحابه وتعصبهم لأبي حنيفة ومن ذلك ماقالوا ( لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا حنيفة لأخذ بكثير من قوله ) ، ومثال آخر : وصلتني رسالة في الجوال مفادها أن شهادة الدكتوراه تحصل على فلان
، أنا لا أنفي أن هناك أفضلية بلا شك ، ولكن المذموم هو التعصب المقيت .
7- الاتجاه إلى أحد الطرفين
يعني إما أن يكون أبيض أو أسود ، ليس هناك حل وسط ، فهذا ينتهج الفلسفة التي تقول ( إما معنا أو ضدنا ) ، ليس هناك توسط ، فمثلا تأخذ نموذجين : وتستطلع آرائهم وليكن مثلا في مشروع دعوي كلجنة مساعدة راغبي الزواج ، فيقول لك الأول: هؤلاء ليس لهم دين ، يقرضون من يعرفون فقط ، همهم مصالحهم ، ووابل من اللوم يطلقه ،ويقترح أن تغلق اللجنة وأن يفعل كذا وكذا ، والآخر يقول : جزاهم الله خيرا ماقصروا ، قاموا على الوجه الاكمل ، الا يمكن أن يرتقي تفكيرنا فنقول : (أن هذا العمل جيد وله إيجابيات توضع في الحسبان ، وهناك ملاحظات يمكن معالجتها ومن ثم الارتقاء بمستوى اللجنة إلى الأفضل ).
8- التبسيط
فتجد من يبسط مشكلة ذات أهمية في المجتمع ، بعقليته البسيطة ، فمثلا : تقول له : إن رجال الهيئة والغيورين على هذه الأمة تقلقهم ظاهرة الاختطاف أو التحرش الجنسي ، ويقومون بجلسات مكثفة لإيجاد سبل متعددة وحلول جيدة للحد من انتشار ذلك ، فيقول لك : يا أخي السبب هو كذا والحل هو كذا ، وهو متكئ ويتناول الحلوى ، وبعقليته الساذجة سيحل هذه المشكلة .
9- النظر من زاوية محددة
فتجد بعض الناس تؤرقه مشكلة من المشاكل ، فتجد كل مشكلة تحدث في المجتمع يقول لك : سبب هذه المشكلة هو هذه المشكلة ، فمثلا : شخص ما تؤرقه مشكلة التحزب ، فعند طرح أي مشكلة ذات علاقة أو ليس ذات علاقة يقول لك : السبب هو التحزب ، فهل التحزب سيحل لك كل هذه المشاكل .
10- إسقاط القاعدة بالمثال الشاذ
فتحاور بعض الناس في موضوع معين ، فتقول له مثلا : إن الآباء الذين لديهم حس تربوي واهتمام بكتب التربية ومع ذلك متدينين تجدهم قادرين على إخراج أبناء على حد جيد من الوعي والفهم والتدين ، فيقاطعك مسرعا ويقول لك : ليس بصحيح أنا أعرف أب لديه من الصفات التي تقول ، ولكن أبناءه سيئين، فهذا الرجل هدم بناء كاملا من أجل أن لون البناء لم يرق له .
11_ تتبع الزلاات .
وسيلاحظها من يتأمل في بعض محاور النقاش . . وهي تتبع أخطاء المتكلم أو الكاتب ومناقشتها‘ وتكبيرها ، ونسف الموضوع الأساسي، والحط من قدر الكاتب وبسبب بسيط ، زل به صاحب الموضوع ( ولواستقبلت من أمرني مااستدبرت لضربت بهذه النقطة مثالاً حياً في أحد مواضيع المنتدى ) .
12 _ لا مشاحاة في الإصطلاح
تعددت الاسماء والمسمى واحد , تخاصم إثنان في نقطة ما أحدهم يقول: هذا
جوال , والاخر يقول: لا بل هذا
جهاز نقال .
مالمشكلة إذا ؟

ً
هاتف نقال , أم
جوال , هل تغير وتبدل المعنى ، بل المغزى واحد . وقد ينزعج بعض الناس من تبدل المصطلحات في المسميات , لا بل يريد الناس ينطقون بما ينطق به لسانه . _عجيب والله _
13_ التصلب في التفكير
التصلب في التفكير وعدم المرونة في البحث عن الحلول , فعلى سبيل المثال , لو قمنا بالبحث عن حلول لمشكلة التفحيط وذكرنا عدة حلول , فهو
لا يقبلها , ويقبل حل واحد ولإن هذا الحل
دخل مزاجه , ويقول
لايوجد إلا هذا الحل , مع صلاحية الحلول الأخرى
.
14 _ التدخل في النيات
هناك رجل يسأل ويستفسر عن سيارة فلان من الناس بغية شرائها كمايقول هو , ثم يأتي أخر ويقول : أنت تسأل عن هذه السيارة
كي تسرقها , ويجزم بذلك مع عدم وجود القرائن التي تفيد ذلك _
أعوذ بالله _ أريت كيف أساء الظن , وشق عن قلبه ببض ثواني . وهذه العقليات تتواجد من حولنا فاحذر .
15_ تعليق أسباب الفشل والنجاح على فلان فقط .
كنا نعاني من مسألة التعميم , والأن نعاني من ضدها , مثلاً لو فشل مشروع من المشاريع , جاء أحدهم وقال : سبب فشل المشروع هو فلان فقط (
ولو قال إن فلان يتحمل العبء الأكبر من الفشل أو النجاح لكان خير)
مثال آخر في هذا المنتدى : يأتي أحدهم ويقول إن سبب فشل أو نجاح المنتدى هو المشرف فلان أو العضو فلان , مع أن مسألة الفشل والنجاح يتحملها الجميع , ويتفاوت البعض في حملها , ولكن لانقلي المسؤولية الكاملة على فلان من الناس .
قال : مؤمن /
أخي القارئ:
كثير ماتجد نماذج يفاجئونك بكثرة مايحفظون من شواهد وعبارات ويحملون أفكاراً كثيرة ، ولكنك تتفاجأ عندما تحاورهم ، فتجد أن هناك هوة واسعة بين مايحفظون وبين توظيفهم لما يحفظون ، وعند ذلك يبين الخلل ، فلهذا أحببت بمشاركتي هذه أن أساهم ولو مساهة بسيطة في رقع هذا الخرق ، والمساهمة في إعادة البناء الصحيح لعقلية الفرد المنتجة والموضوعية .
[وقلتُ]
نحن نعاني من مشكلة التطبيق فالهداية المعرفية لاتعني الهداية التطبيقية , فكثيرُ من الناس تجده يقرأ في كتب تطويرالذات , ويستمع إلى الأشرطة التي تدعو إلى تغيير النفس, وشحذ الهمم , والتفوق بإطلاق القدرات .
إلا أنه لايجد حراكاً في نفسه , ولاتغير في حياته , فكم من أستاذ فاضل يدعو ويلقي الدروس في كيفية تربية الأبناء , إلا أنك تجده لا يجيد تربية أبناءه , فهذا الأستاذ قد وفق في الهداية المعرفية دون الهداية التطبيقية .
أخي الفاضل أختي الفاضلة /
إنك إن جمعت بين الهدايتين أعني المعرفية والتطبيقة , فحتماً ستجد تغير في حياتك ومستقبلك , وذلك بعد مشيئة الله وحده .
وصلى اللهم وسلم على محمد .
.