أوقفوا العمل لهذا الدين !
[align=justify]نعم لا تعجب أيّها القارىء ، يجب أن نتوقّف عن العمل للإسلام ، وفوراً .
والسّبب أنّ تيّاراً منسوباً للعلم والدّعوة يطالب أن يتوقّف عن العمل للإسلام كلّ من لا يسلم من الخطأ في المنهج أو التّطبيق .
وإذا سلّم الجميع أنّ الخطأ من لوازم البشريّة ، فهذا يعني أن نتوقّف ، وهو ما يريده منّا أعداء الله .
فليعلم كلّ مؤمن أنّ العمل للإسلام مسؤوليّة مستقلّة حمّلها الله لكلّ مسلم ولم يشترط لذلك أن يسلم هذا المسلم من الخطأ .
إنه واجب مثله مثل الصلاة والصوم والزكاة ، فلا يجوز لأحد أن ينهى مسلماً عن الصلاة لأنه لا يصوم ، ولا يجوز لأحد أن ينهى مسلماً عن الأمر بالمعروف لأنّه لا يعمل به .
وهذا التيار ينتقد كلّ عمل للإسلام : فهو ينتقد جمعيّات تحفيظ القرآن لأنّ كثيراً من القائمين عليها من الإخوان مثلاً وأنّ منهجهم فيه وفيه .
وينتقد هيئة الإغاثة لأنّ فيها سرقات وتعدّيات وتمييز .
وينتقد مؤسسة الحرمين لصلتها بالأمراء مثلاً ، وينتقد هيئة الأمر بالمعروف لأنّها تتغاضى عن بعض الناس ممّن لا تطالهم يد القانون ، وينتقد الجماعات الإسلامية لما عندها من الأخطاء بحسب اجتهاده هو ، وينتقد حتى بعض العلماء لآراء اجتهد فيها .
ومفهوم فعله أنه يقول : لا يجوز لأحد أن يعمل للإسلام إلا أنا لأني أنا الّذي كملت فيّ الأوصاف وسلمت من الخطأ .
والسّنّة بعيدة كلّ البعد عن هذا التّفكير الهدّام ، كلّ عمل هو في نفسه خدمة للإسلام حيّ هلا به ، وجزى الله خيراً من قام به أياً كان منهجه أو اعتقاده ، ولا يجوز أن نسعى لهدم هذا العمل للإسلام لأنّ صاحبه عنده مخالفات اعتقادية أو سلوكيّة ما دام العمل في نفسه مشروعاً ويخدم هذه الأمة .
وإذا كانت الجماعة أو الهيئة أو المؤسسة أو الفرد يقوم بواجب تجاه هذا الدين ولديه أخطاء ، فمن الخطأ أن نعارضه بإطلاق ، بل الواجب أن نصحح ما عندهم من الخطأ ليبقى الجزء الصحيح صحيحاً ، والجسم إذا فسد مرض منه عضو عالجناه قبل أن نقطعه ، ولا نهلك الجسم بأكمله .
والمسلم نقبل منه ما عمله للدين ونحثه على المزيد وننصحه بإصلاح الخلل من خلال قنوات شرعية ، لا أن ننتهج أساليب منفّرة ثمّ نقول : انظروا إلى هذا المبتدع أو المخالف الّذي نصحناه ولم ينتصح !!
كما أننا يجب أن نفصل بين مسار النصح للعاملين في حقل الدعوة ، ومسار دعمهم والتعاون معهم ، ولا نربط بينهما ، فإذا نصحناهم قاطعناهم ، بل ننصح وندعم ونعاون .
لكن لا نشارك أحداً من الناس منكراً سلوكياً أو بدعة أو عملاً مخالفاً للعقيدة ، لأن في هذا مساس بثوابت لا يجوز أن تكون مجالاً للتساهل أو المزايدة .
كما لا يجوز السكوت عن منكر قوم وباطلهم لأنّنا نتعاون معهم أو لأنّ فيهم خيراً للأمّة .[/align]
|