مسألة التشبه بالكفار مسأله خطيرةُ جداً ؛ والسبب في كونه خطيره هو:
لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه باليهود والنصارى وغيرهم من أمم الكفر في أحاديث كثيرة فمن ذلك ما أخرجه أحمد وأبوداود بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم))صححه الألباني في" إرواء الغليل "(2691 ).
فقد أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بالكفار من دائرة المسلمين فقال: ((ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى)) أخرجه الترمذي.
وفي هذا غاية التحذير ومنتهى التنفير من مشابهة الكافرين إذ إن من شابههم فهو منهم نعوذ بالله من الخذلان.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن هذه الاحاديث :
وهذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم .
" اقتضاء الصراط المستقيم " ( 237 ) .
*** وهذا النهي ليس عامّاً في كل أمورهم ، بل هو فيما كان من أمور دينهم وشعائرهم وخصائصهم التي يتميزون بها .
>>> قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله واسكنه الجنه :
(( وإذا قيل " تَشَبُّهٌ بالكفار " فلا يعني ذلك أن لا نستعمل شيئاً من صنائعهم : فإن ذلك لا يقوله أحد ، وقد كان الناس في عهد النبي صلي الله عليه وسلم وبعده يلبسون ما يصنعه الكفار من اللباس ، ويستعملون ما يصنعونه من الأواني .
والتشبه بالكفار : هو التشبه بلباسهم ، وحلاهم ، وعاداتهم الخاصة ، وليس معناه أن لا نركب ما يركبون ، أو لا نلبس ما يلبسون ، لكن إذا كانوا يركبون على صفة معينة خاصة بهم فلا نركب على هذه الصفة ، وإذا كانوا يفصلون الثياب على صفة معينة خاصة بهم فلا نفصل على هذا التفصيل ، وإن كنا نركب مثل السيارة التي يركبونها ، ونفصل من نوع النسيج الذي يفصلون منه )).
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 177 )
اعلموا أخواني :
أن المقلِّد للكفار يشعر بعقدة النقص ، ويتحلى بالانهزامية والتردي ، لذا يسارع إلى سد نقصه بتقليد من يعظمه ، ولو وقف هؤلاء على عظمة تشريعات الإسلام ، وعرفوا فساد تلك الحضارة التي يركضون خلفها لعلموا أنهم على خطأ عظيم ، وأنهم تركوا ما هو كامل وحق إلى ما هو نقص وفساد .
****(((أرجوا من الأخوه أن يشاركوا في إيجاد حلول لهذه المشاكل التي تحدث عند شبابنا ؛
فكل واحد من الأخوه أرجوا أن يفكر في حل، ويطرحه لنا لنستفيد من هذه المشاركات ونعمل على مناصحة شبابنا )).
|