المجالات التي تؤثر فيها العولمة:
تؤثر العولمة في كل مجالات الحياة تقريباً لكننا سنتناول أبرزها:
السياسة: أدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى استفراد أمريكا بالشأن السياسي العالمي بدون وجود منافس يعيد التوازن، فأخذت أمريكا في الدفاع عن مصالحها بدون أن تقيم وزناً لأي دولة فقامت بتهميش دور الأمم المتحدة، فإذا أصدرت أمريكا قراراً فإنه ينفذ حالاً، بينما يُتجاهل قرار الأمم المتحدة إذا كان يتعارض مع مصالح أمريكا، فتبدوا أمريكا بذلك كالحاكم الديكتاتوري المتظاهر بالديموقراطية، فهي تشهر سلاح العقوبات لمن يقف أمام مصالحها، وتكافيئ من يسعى لإرضائها من الدول الطامعة في تكرمها عليهم ببعض ما عندها من رفاهية اقتصادية وتقدم علمي. وهذه السياسة خطيرة جداً فهي ستؤدي إلى الكثير من الحروب العنيفة والدموية في المستقبل، بل أدت بالفعل إلى ذلك.
الاقتصاد: كما أسلفنا سابقاً فإن العولمة نشأت أساساً كحركة اقتصادية ولذلك فإن من البديهي أن يكون التأثير الأكبر قد وقع على الإقتصاد، فقد برزت تكتلات تجارية عالمية كبري (الشركات المتعددة الجنسيات)، ونمت قوى اقتصادية صناعية جديدة بسرعة مثل النمور الآسيوية وسقطت بسرعة وذلك بسبب بعض قوانين العولمة، كما أن تطور تكنولوجيا المعلومات ساهم في ظهور نوع جديد من التجارة يسمى بالتجارة الألكترونية - عن طريق الإنترنت - غير من أساليب التجارة التقليدية، وهذا المجال آخذ في النمو وله مستقبل واعد في ظل انتشار الثورة المعلوماتية.
العلم: صاحب ظهور العولمة ثورة علمية في جميع المجالات أعطت العولمة مظهرها المميز، كما صاحب ذلك ظهور علوم جديدة مثل علم الهندسة الوراثية الذي كان السبب في ظهور الإستنساخ - وإن كان فيها ما يستفز الأخلاقيات الإنسانية السائدة -، وعلوم الحاسوب التي في كل يوم تتطور وتدهشنا بتقنياتها وتطبيقاتها، وعلوم الفضاء التي استطاعت أن تكتشف الكون وتسبر أغواره وتتيح للإنسان السباحة فيه والتنقل بين الكواكب، كما وساهمت هذه العلوم في تطوير أجيال من الأقمار الصناعية سهلت الإتصالات وساهمت في إعطاء الإعلام قوة كبيرة في عصر العولمة، كل هذه العلوم وغيرها من العلوم أعطت العولمة زخماً دفعها لتأخذ لقب العالمية من النواحي الأخرى غير الإقتصادية.
المجتمع: يبدو أن ما حصل من حرية في الاقتصاد ومن تطور تكنولوجي في العلم قد أثر سلباً على العمال فقد يصبح خمس سكان العالم (20%) كافين لإنتاج جميع السلع التي يحتاجها العالم، بينما الـ(80%) الباقين سيعيشون على البر والإحسان والأعمال الخيرية، أو قد يثورون لتحسين أوضاعهم مما قد يتسبب في ظهور ثورات جياع في المستقبل، وخاصة في ظل انحسار سلطة الدولة لصالح شركات الخصخصة وانخفاض الإنفاق الحكومي على الأجور والمساعدات الإجتماعية، وقد يزيد من تأثير ذلك مشكلة الإنفجار السكاني وازدياد الهوة بين الفقراء والأغنياء التي تزداد تفاقماً كل يوم. كما أثرت حرية الاقتصاد والتطور التكنولوجي في الحرية الشخصية التي تلاشت فأصبح الفرد مكشوفاً، فعبارة (إملأ البيانات التالية) تواجه الإنسان في كل مكان فيتبرع بمعلوماته ليحصل على مصالحه، أو يلاحق صحفياً من الجهات المعنية إذا كان الشخص مشهوراً، لكن هذه المعلومات قد تشكل تهديداً لهذا الشخص وخصوصاً في ظل ازدياد الجرائم، ولذلك فقد نشطت في الآونة الأخيرة الحركات المطالبة بحقوق الإنسان والحريات المدنية. ويبدو أنه حتى البيئة لم تسلم من تأثيرات الصناعة وحرية التجارة، فبسبب سعي الشركات إلى الربح بدون وضع البيئة في الحسبان انتشر التلوث في أماكن عدة من العالم.
إحصائية: 358 ملياردير يملكون ثروة تساوي ما يملكه 5ر2 مليار إنسان.
الثقافة: ساهمت حقب الإستعمار للدول النامية والتفوق الإقتصادي والعلمي والمعرفي للدول الغربية وظهور الكمبيوتر والإنترنت وثورة الإعلام والإتصالات اللاسلكية في فرض اللغات الغربية وخصوصاً اللغة الإنجليزية كلغات ثانوية في بعض البلدان النامية، بل وكلغات أولى في بلدان أخرى، ولايخفى أن انتشار لغة في مجتمع ما يؤدي إلى انتشار ثقافتها وثقافة أهلها، وهذا ما أدى إلى ظهور ثقافة عالمية عابرة للقوميات والجنسيات تسعى لتدمير التقاليد والعادات الموروثة في المجتمعات وتهمش بقية الثقافات في العالم، حتى وإن كانت هذه الثقافة تتعارض مع الثقافة المحلية، ولكن هذه الثقافة تعتمد على استيراد العلم والتكنولوجيا ولا تنتجه وتتفاعل معه محليا، وبما أن ما يحرك ثقافة العولمة هو الإقتصاد ويدفعها التقدم التكنولوجي فقد سيطرت الثقافة الإستهلاكية على العالم في ظل تدفق السلع والمنتجات، كما أن وجود أمريكا كنموذج أحادي أدى إلى أمركة العالم ثقافيا وكذلك في نواح عديدة أشرنا إلى بعضها آنفا، وكتنظير لتأثير العولمة على الحضارات يقول صموئيل هنتجتون صاحب كتاب صراع الحضارات أن هناك صراعا سينشأ بين الحضارات الثلاث الكنفوشيسية والمسيحية والإسلامية، وهذا كلام مردود عليه إذ أن كل حضارة تستفيد من الحضارات التي سبقتها فالحضارة اليونانية استفادت من الحضارة الفرعونية والحضارة الأوربية استفادت من الحضارة الإسلامية وهكذا.
لكن السؤال الذي يبرز هنا هو، هل في إمكان الثقافة العربية أو الثقافة الإسلامية الصمود في وجه الثقافة الكونية وكيف؟
إن االثقافة العربية بصفتها ثقافة قومية غير قادرة على مواجهة ثقافة العولمة، ولكن الثقافية الإسلامية بصفتها ثقافة إنسانية شمولية قادرة على مواجهة هذه الثقافة، ولكن المسألة هنا كيف يتم ذلك؟، فالمثقفون في العالم العربي انقسموا حول هذه النقطة فمنهم من انغلق على ذاته ورفض التعامل مع الثقافة الكونية لا من قريب ولامن بعيد ولجأ إلى التراث والتاريخ وتجاهل ما يحدث في العالم وهذه الطريقة فشلت لأن الثقافة الكونية لها قدرة هائلة على اختراق المجتمعات، أما القسم الثاني فقد انغمس في هذه الثقافة وتشرب منها كل خصائصها وبذلك فإنه يكون قد استسلم لها ولم يجابهها، أما القسم الثالث فقد استفاد من الجوانب الإيجابية للعولمة وتجنب جوانبها السلبية، وهذا ما يحثنا عليه الدين الإسلامي حيال مثل هذه المواقف، وإن كانت الجوانب السلبية ستؤثر علينا وبالخصوص الجانب السياسي والإقتصادي لأنه ليس في أيدينا، إلا أنه لكي نجني إيجابيات العولمة ونتجنب سلبياتها لا بد من مواجهة نكون نحن الأقوى فيها، ولن يتأتى ذلك إلا بتعميق معرفة الثقافة الإسلامية والتمسك بها.
حاولت ان استخلص اهم نقاط العولمة ولا الكلام عنها يطول ومن اراد الأستزادة
يظغط على ذا اللينك بشويش
.....هينا.....
حكمة لها بعد نظر :
"عرفت الشر لا لشر ولكن لتوقيه ..ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه"
السالفه كلها كوبي وبيست وتصفيف من الشبكة العنكبوتيه يعني منقى نقوة....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته