مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 22-12-2008, 08:11 AM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
[ خلوا بالكم من الشيخ محمد ! ] - "فَصْلة" أنصاف الليالي.


ولأنني قد رتبت غرفتي التابعة لسكننا الموقر ترتيبا جديدا، واشتريت كرسيا حديثا لطاولتي أحسست بنفحة من انشراح يدفعني لأكون إنسانا نظاميا فأنام مبكرا.. وأمشط شعري قبل أن أنام، وماكو مشكلة ألبس ثوب النوم وأنام فيه مع أنني لا أطيقه.. امتدادا لهذه (المَسْكة) النظامية المفاجئة، وما أكثر (مَسْكات) العزاب، وهي -على فكرة- بريئة جدة لا دخل لحبوب السهر والكبتاجون بها، وإنما هي (مَسْكة) بيضاء تسر الناظرين ما عدا زميلي في الغرفة لأني أزعجته بهذا الترتيب المفاجئ.

مشطت شعري كما كان يصنع (وضّاح) نجم المسلسل السعودي القديم [ يوميات وضاح ] والذي عرض في عام 1414هـ، ثم خلدت إلى النوم، ولم أكتب مذكراتي اليومية كما كان يصنع (وضاح) لأن المذكرات تقتضي الخصوصية، وهذا الخصوصية أمر فقدته منذ سنوات.. فإن كتبت سطرا سيطلع عليه غيرك بلا استئذان، ثم يذهب إليك ويستأذنك من باب تحصيل الحاصل، كمن يأخذ الجاكيت منك في صلاة الفجر.. وقفازاتك.. ويقول: عن إذنك أريد أن أصلي بها لأن الجو في الخارج برد، فيذهب ولا يفكر أنك اشتريت هذه الأمور لتنعم بها أنت في أوقات البرد، فتذهب للصلاة وأنت بين قرص البرد وحرارة القهر.. ماعلينا.

أطفأت إضاءة الغرفة وما إن وضعت رأسي على الوسادة حتى أخذ جوالي يصدح ويصرخ ويزعق وينعق: من الذي يتصل في هذا الوقت المتأخر؟! وقد كان بعد منتصف الليل.

أمعنت النظر في شاشة الجوال فإذا رقم طويل جدا، ليس له علاقة بالسعودية ولا الخليج.. فظننت أنها تلك العجوز المغربية التي كانت تتصل بي في مرات متفاوتة فلا أرد عليها لعدم قربي من الجوال فإذا عاودت الاتصال مستفسرا نهرتني وأظنها تتصل بقريب لها في السعودية، وقد حصل هذا معي كثيرا، ففي إحدى المرات رجعت إلى البيت بعد ساعات من الغياب فوجدت اتصالات كثيرة على جوالي من رقم داخلي لا أعرفه فاتصلت عليه لأستفسر عن المتصل فردت علي فتاة صغيرة في السن، صمتُّ قليلا ثم آثرت الاستفسار وقلت: السلام عليكم.. اتصلتوا على جوالي عدة مرات وقت العصر والمغرب.. معكم فلان الفلاني. فردت علي بنت الحلال: عمى يعميك. ثم أغلقت الجوال في وجهي، فثرت غاضبا وأرسلت لها رسالة زجر شديد على ذلك التصرف مع تبيين حقيقة الاتصالات من جوالها، وأن الذنب عليها لا علي.

المهم.. رددت على ذلك الرقم الطويل وكان الحوار التالي (اللون الأزرق كلام شيخنا محمد):

أنا: نعم
هو: السلام عليكم
- عليكم السلام ورحمة الله.. من معي
- لأن.. آآ.. أخوك في إسلام الشيخ محمد

طبعا لا يحتاج الأمر إلى كبير تفكير، عرفت أنه من دجالي الهواتف ويريد أن ينصب علي بقصة سحرٍ يحاول أن يقنعني بها، لكنني حوّلت (مَسْكة) الترتيب إلى (مَسْكة) اللعب مع شيخ زمانه.

أنا: إنت كاهن !
هو: .. لأني أخوك.. أخوك في إسلام.. الرسول قال مسلم أخو المسلم
- تعرف صدام حسين؟
- (...)
- أكمل يا أخ العرب
- لقد ذهبت في الغابة
- غابة الأمازون؟
- نعم ؟
- لا ولا حاجة.. أنا البارحة قد شحنت جوالي يا شيخنا.. وليس لدي مانع من أن أخسر منه عدة ريالات.. لذلك دعك من اللف والدوران والنصب والاحتيال.. الفلوس ماخذها ماخذها.. فخلينا نسولف عن طفولتك
- الأمر ليس.. ليس بفلوس.. المسلم أخو المسلم..
- تبغى مليون ريال؟
- (....) !
- صحيح والله.. مليون ريال سعودي.. أو حتى مليون دولار.. أنا إنسان أملك الملايين (ملايين الخلايا).. ولا يهمني أن أوزع بعضها عليك فأنا غني جدا..
- أنا الشيخ محمد أخي.. وأريد أن أخبرك
- إنا لله .. ألا تريد فلوسا وأموالا يا شيخ محمد؟
- (...)
- طيب من أي دولة أنت؟
- نحن كلنا مسلمون..
- ومن قال لك بأني مسلم ؟
- (...)
- يعني ألأن الرقم سعودي تظن بأن الرقم لمسلم .. ربما يرد عليك شخص من بني فارسي .. أو بنغالي نصراني..
- أريد أن أخبرك..
- لا أحتاج إلى أن تخبرني يا شيخنا.. أنا ذهبت إلى الغابة التي بجانبنا ووجدت اسمك أنت.. وقال لي الجني بأنك يا شيخ محمد مسحوووور.. وأن علاجك المَحْطُ بالعصا مع غاربك..
- (...)
- أو أن تشاهد كراتين (كعبول كعبول الكلب الأكول).. ثلاث مرات في اليوم والليلة..
- أخي.. الأمر..
- لحظة يا شيخ محمد لم أكمل علاجك فأنت مسحووووور.. العلاج الثالث أن تقبّل أنفك ثلاث مرات..
- (...)
- هيا يا شيخ محمد.. قبّل أنفك..

هنا بدأت نغمة فصل الجوال بالظهور.. فاستغربت من ذلك فالجوال متخم بعشرات الريالات، والحوار لم يستمر لدقيقتين.. فعلمت أنني أمام عملية نصب أخرى تختلف عن مجرد الاتصال وهو تمرير المكالمات أو اختلاس شحن الجوال نفسه بمبالغ كبيرة ووقت قصير مع النصب المتعلق بالسحر وقراءة اسمي في الغابة.. حينها قلت له:

- لقد نصبت علي يا شيخ محمد.. تبا لك أيها النّتفة..!
- أخي..

هنا انفصل الجوال نهائيا واضطررت لشحنه مرة أخرى،
طبعا الحوار حقيقي وحصل البارحة ووضعت هنا ما أذكره منه.. وما يناسب،
وهذا بداية الرقم 22176،
فانتبهوا بارك الله فيكم،
وخلوا بالكم بحذر من الشيخ محمد،
وسلموا عليه إذا قُدِّر عليكم اتصال منه وقولوا حبيبك الثائر الأحمر يسلم عليك ويقول لك:

ولو لبس الحمار كساء شيخٍ **** لقال الناس يالك من حمار

وياليت نشوف تجاربكم مع الدجالين.. !

__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل