إسعاف الأطفال يحتاج إلى إسعاف!!
أراد الله تعالى لي أن أذهب بطفلي إلى مستشفى الولادة والأطفال ( قسم الطوارئ ) ليلة خميس حيث يكثر مرتادوه من كل حدب وصوب جراء إغلاق المراكز الطبية , وهجوم البرد وضيق التنفس على الأطفال .
وقد كنت أؤمل نفسي أن أجد الإسعاف السريع لحالة طفلي المتأزِّم صدرُه من ضيق النفس , وكما يقال فصاحب الحاجة أعمى لا يرى إلا حاجته .
ولكني فوجئت بجيش عظيم من المراجعين يحملون أطفالهم على أكتافهم ينتظرون حصتهم في الدخول على الطبيب المعالج .
وقد وضعوا ثلاث غرف تستقبل المراجعين الذين يتكاثرون بالدقيقة والثانية , ولا تستغرب أن يكون رقمك للدخول فوق الخمسين أو الستين .
إذن سوف يؤذن الفجر وأنت تنتظر بفارغ الصبر أن تسعف طفلك الذي أقلق مضجعك ومضجع أمّه الصبورة .
ولك أن تتخيل أخي القارئ الكريم أنه في بلد مثل مدينة بريدة تحتضن بين جنباتها قرابة المليون نسمة ما عدا القرى والهجر القريبة منها , ومع كل هذه الأعداد فلا يوجد فيها إلا طوارئ واحد للأطفال , وثلاث عيادات فقط .!!!
فالمستشفى المركزي لا يستقبلك , والتخصصي لا يحتضنك , فطفلك سيكون تحت رحمة الأرقام والزحام في مستشفى ناء شمال المدينة لا يغطي ربع الأعداد التي تصله .
وقد قيل لنا إنه يوجد في حي الجنوب مستوصف مناوب يستقبل مثل هذه الحالات , فذهبنا إليه ليلتنا , ونحن نؤمل أن نجد مبتغانا فيه , ولكنه كان مغلقاً كأن لم يغنَ بالأمس .
وإني بدروي أتساءل :
لماذا لا تعمل الشؤون الصحية بمنطقة القصيم على تكثيف مراكز طوارئ الأطفال ؟
وهي تعلم أن الأطفال أكثر عرضة لأمراض الشتاء وتغيرات الجو من الكبار.
فهم بحاجة شديدة إلى مراكز طوارئ متعددة في المدينة الكبيرة , كي يزول الزحام , وتخف المعاناة على أولئكم الأطفال .
نعم أعترف أن التنظيم في مستشفى الولادة كان ممتازاً ورائعاً , ولكن الكثرة تغلب الشجاعة كما يقال , فعيادتان أو ثلاث لا تكفيان لاستقبال أرتال المرضى في مدينة مثل بريدة .
وعند الدكتور عاطف سرور الخبر اليقين , ولنا فيه أمل كبير بعد الله تعالى .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
آخر من قام بالتعديل أبو سليمان الحامد; بتاريخ 27-12-2008 الساعة 05:49 AM.
|