حبة فستق ...
في نظري أننا في هذه الحالة من مواجهة الأحداث الدامية في الأمة عموما وفي قطاع غزة خصوصا بحاجة ما سة أن تكون عاملا في زيادة الوعي والاستبصار بحقيقة الأمور ، ونحاول قدر المستطاع الخروج بنتائج إيجابة أكثر سواء كان من الناحية المادية أو المعنوية ، ولك أن تتأمل صنيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد عندما هزم من ناحية النظر المادي لكنه - عليه الصلاة والسلام - في نهاية المعركة أمر عمر بن الخطاب بمواجة خطابات معوية بن أبي سفيان برسائل إيجابية ترفع من همة المسلمين وتزيد في وعيهم ...
الحديث عن التفاؤل في ظل هذه الأزمات حديث يدخله قدر كبير من اللبس والخلط ، فتدمج المعاني الصحية بسياقات ليست في محلها مما يضعف هذه المعاني أو يجعلها ذات مردود سلبي على طبقة كبيرة من المتلقين !!!
فالحديث عن التفاؤل في ظل هذا الحدث الدامي يأتي من جهتين :
الأولى : خطاب تفاؤلي يسبح في أوهام نرجسية ويبعث مزيدا من الرسائل السلبية تجاه الحدث ويعيق مشاريع نصرته من حيث لا يشعر ،،، وهذا الخطاب يقوم بعملية تجاوز للواقع فلا يصوره بدقته بل يتجاوز التوصيف الواقعي ليجعل منطلق حديثه وخاتمته أن هذا الغزو والتقتيل والتنكيل بالمسلمين معقوب بنصر وتمكين فيقفز إلى أحاديث النصر ونحوها من المعاني الحقة التي تفتقد معانيها بسوء سياقها ،، فهذا الخطاب له تأثير كبير على الساحة وتأثير لمست جزءا منه من قبل بعض الشباب الذين ورثوا الخمول والتقاعس تجاه القضية وجعلوا أكبر قصدهم تمنية النفس بالتفاؤل ظانين أن هذا مناط نصرة إخواننا في غزة ،، فافتقدت هذه الأحداث عمليتها الطبيعية في كونها سببا في زيادة الوعي والسعي نحو التفهم للحدث وتمييز المواقف تجاهه والسعي نحو أسباب النصر والتمكين المعنوي والمادي ،، والمولى جل شأنه يوقع الآيات والحوادث ليزداد الوعي وتعرف السبل ويسعى طريق الحق في تمكين سبيله ونصرته (( كذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين )) ..
وقد استغربت كثيرا من شخص سمعته يقول وقد تجاوز توصيفات الواقع بأن غزة ليست تحت النار بل تحت النور !!!
الثانية : خطاب تفاؤلي يأتي كنتيجة لفهم الواقع وتصوره دون التباسات وإدراك حجم المعاناة وتشخيصها وتقديم ما أمكن من الحلول والمواقف المنقذة لهذا الواقع ومن بعد ذلك تأتي نظرة استشرافية للمستقبل قامت على أسس استراتيجية فتعطي المبشرات بمستقبل واعد للإسلام مشروط بتحقيق مقدمات عملية وتصور دقيق للواقع ،، ولك أن تتأمل أحاديث الفتن وما يكون في آخر الزمان تجد أن غالب الأحاديث المبشرة قد سبيقت بتقديم تضحية وبذل وفهم للواقع كما هو !!
فهي دعوة لفهم المعاني الشرعية على وجهها في ظل النوازل الواقعة على الأمة ...
أما ما ذكرت من الارتباط بالله في ظل هذه الأزمات فلعل له حديث خاص بإذن الله ...
تحياتي الخاصة ..
يرموك
تعليقك ثري ،، لي عودة إليه بإذن الله ...