مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 06-01-2009, 12:44 AM   #7
ثائر بن ثائر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 63


الحديث عن الارتباط الإيماني والحافز الروحاني في نصرة الأمة ونهوضها وتمكينها حديث أصبح من الظاهر على مستوى شريحة كبيرة من الدارجين في مسالك الوعي ...

وهذا الحديث مشبع من جهة الجانب التنظيري وإن كان يفتقد الطرح العملي الذي يتبنى مشاريع - فردية كانت أو جماعية - تعمق صلة الإنسان بالله وتجعله أكثر روحانية وصفاء مما يقوى بموجب ذلك في مواجهة الفتن والأزمات ويسعى بجوانب من العمل القاصدة لرفع شأن هذه الأمة وتمكينها في الأرض ...

وعلاقة الإنسان برب العالمين قدر منها فطري مغروس بين جوانب الإنسان ،، فالناس عبيد لربهم بالفطرة وكلهم يمارس السجود له سبحانه شعرو أم لم يشعرو ،، وهذا يجعلنا في مقام يقصد بالتنبيه إليه وهو : أن يطرح برنامج صلة الإنسان بربه وتزوده من الطاعات التي تزيد من إيمانه كبرنامج قريب من الفطرة مما يعني قربه من جوارح الإنسان ، فالذكر بجميع أشكاله يجسد عملا إيمايا ذو طاقة هائلة في تغيير النفس البشرية ومدها بقدر من الاستقرار والاطمئنان ...

واستشعار النية بجعل العمل المباح في مسار القربات يزود الإنسان بمخزون إيماني هائل ،،

وتفعيل أعمال القلوب - التي هي من أعظم الأعمال وأحبها عند الله والتي هي أساس أعمال الجوارح وباعثها للحركة بما يرضي الله عز وجل تفعيلا يناسب سياقه الزمني ،،، فيستشعر عمل القلب في محله المناسب والمؤثر فيه يجعل العبد في سعادة وراحة وسعي نحو المزيد من العمل المؤثر الذي يجد سعادة القلب وراحته فيه مما يجعله طاقة عملية هائلة !!

كل هذه الأصول من التفعيل الإيماني تظهر بجلاء أن البناء الإيماني بناء قدر منه مكتسب بالفطرة مما يعني قربه من الإنسان وسهولة أدائه مع عظيم أثره ،،

وهذا الوعي يجعلنا نبتعد عن الخطبات التي تحث على البناء الإيماني بلغة فيها قدر من الرهبنة وتكليف النفس ما لا تستطيعه وتصوير أن صلة الإنسان بالله جل جلاله محفوفة بطريق من النوافل الشاقة والمكلفة على نفس قد تكون مبتدأة بهذا الطريق مع صوارف تتجاذبها تشغلها عن مواصلتها الطريق فتنكس راجعة !!!
__________________
للتواصل : bmn383@hotmail.com
ثائر بن ثائر غير متصل