إضافة (
المنهج الشرعي للتعامل مع الرؤى )
فيقول الشيخ حفظه الله :
أما المنهج الشرعي في التعامل مع الرؤى
فيعتمد على الرؤيا ، وهي ثلاثة أنواع كما مر في حديث أبي هريرة :
فإن كانت رؤيا صالحة فلا يحدث بها إلا من يحب
ولذلك أسباب ، منها : منع باب التحاسد وما ينتج عنه من تدابر ، ولهذا قال يعقوب لابنه _عليهما السلام_: "
لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً "(يوسف: من الآية5)
فلما لاحظ يعقوب من تصرفات بنيه ما استشرف منه عدم رضاهم عن أخيهم أوصاه بذلك، فإذا لم تأمن جانب قريب فلا تقصص رؤياك عليه حتى وإن كان ممن تحب.\
ويكمل الشيخ قائلاً :
ثانياً : إن كانت الرؤيا من قبيل حديث النفس ، ومن علامتها أنها تكون في العادة استمرار لما كان يفكر فيه المرء في يقظته
ومثل هذه فليعرض عنها، وأكثر ما يرى الناس من حديث النفس ، يهتم أحدهم بشراء سيارة ، فيرى السيارة ، يهتم بالزواج فيرى ذلك، يهتم بالامتحان فيرى الأسئلة... وهكذا.
النوع الثالث : أن يرى ما يكره ، وهي التي من تهاويل الشيطان ، فعلى من رآها أن يعمل بما يلي :
أولاً : يتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان.
ثانياً : يبصق عن يساره ثلاثاً.
ثالثاً : ينقلب على جنبه الآخر.
رابعاً : يقوم فيتوضأ ثم يصلي ما شاء الله.
خامساً : لا يحدث بها أحداً.
ومن لم يتمكن من عمل هذه الخمس، فليعمل بعضها
والأفضل ألا تحدث بها أحد
ثم يفصل الشيخ عن حقيقة وقوع الرؤيا فيقول :
ثم إن من رأى رؤيا أولت له فعليه أن يعلم بأنها
قد تصيب وقد تخيب ، والجزم بتحقق الرؤيا أو صحة تعبيرها والتعلق به
خطأ كبير وخلل وقع فيه بعض الناس.
فبعض الناس يتصور أنه إذا رأى رؤيا ثم عبرت له فوقوعها حق لا مرية فيه ! وهذا خطأ للتقسيم السابق
ومن الفروق التي يفرق بها المؤمن بين الرؤيا واضغاث أحلام :
أولاً : قد تكون الرؤيا كذب ، وهذا باب خطير ولج فيه وللأسف بعض الناس، فوجب ألا يطمئن لكل رؤيا تذكر.
ثانياً : احتمال عدم دقة رواية من رآها دون تعمد للكذب فيزيد أو ينقص ، والمعبر يعبر حسب ما روي له، وهنا قد يقع الخطأ ، وإن كان المعبر حاذقاً.
ثالثاً : قد يكون ما رؤي من حديث النفس أو وسواس الشيطان فاختلط الأمر على الرائي.
رابعاً : قد تكون الرؤيا صالحة، والرائي صادق قد قصها على المعبر بدقة، ولكن المعبر ليس من أهل الحذق في التعبير أو ليس من أهل التعبير؟ فبعضنا يعرض رؤاه على معبر وغير معبر
خامساً : قد يكون المعبر من المعبرين الحذاق، ولكنه أخطأ في تعبير الرؤيا
ويختم الشيخ بيانه قائلاً :
وخلاصة الأمر : إن الواجب علينا ألا نستعجل في موضوع الرؤى وفي تعبيرها ، فإذا رأيت رؤيا ، فانظر هل هي صالحة أو حديث نفس أو من الشيطان
ثم ابحث عمن يعبرها لك إن كانت صالحة ، فإذا عبرها فلا تجزم بتحققها مع رجائك من تحقق البشرى بخير يجريه الله لك، ولا تستعجل فقد يأتي تأويل رؤياك بعد سنة أو بعد سنتين أو بعد عشرين
ولهذا قال يوسف _عليه السلام_ بعد سنوات طوال ذكر بعض المفسرين أنها أربعين سنة : الآن تحققت الرؤيا، قال الله _عز وجل_ على لسانه : "
يا أبت هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ"(يوسف: من الآية100)
يعني رؤياه التي رآها أول القصة، وذلك بعدما خروا له سجداً ورفع أبويه على العرش.
ولمن أراد قراءة البيان كاملا فليتفضل على هذا الرابط :
http://almoslim.net/node/82393