بسم الله الرحمن الرحيم
مولودٌ جميلٌ تمخضت عنه أزمة غزة
كنت أرقب أحداث غزة من أول يوم ٍ ابتدأت فيه المعركة بين حاملي لواء العزة من أبناء غزة وبين الكيان الصهيوني الغاشم ، كنت أستلهم معاني استغاثة الرحمن التي يمد بسببها عباده المؤمنين بالنصر والتأييد وأراها ماثلة أمام عيني في التقارير اليومية التي تبثها القنوات . .
إننا نرى المستحيل ، نرى رجال ونساء وأطفال غزة يفرحون بالشهادة كفرحنا بالحياة دون أن يكون عندهم أدنى نية لبيع شبر واحد ٍمن بلادهم لبني صهيون حتى صرنا نرى صورا ً من الصمود الحسي والمعنوي منقطع النظير فأمام قطرات الدموع التي تفيض بها عيوننا على شهداء غزة ومناظر الدم والدمار نرى أبناء غزة وهم يقفون بشموخ المؤمن الصابر ليعلنوا للأمة أن النصر مع الصبر والجهاد والتضحية وبيع النفوس لله وأن آلة الحرب الصهيونية مهما بلغ بطشها وطغيانها وإفسادها لن تنال من شموخهم وعزتهم وكبريائهم الذي استمدوه من كينونتهم الأولى للإسلام وفطرتهم السوية التي فطرهم الله تعالى عليها وتفانيهم لرفع راية الجهاد شيئا ً . .
إن هذه الصور المشرقة البراقة التي سجلها التاريخ كما سجل خيانات من خانوا غزة أحبلت رحم الأزمة بكرامة ٍ عظيمة ظل دهاقنة الشر وأعلام الفساد يحاربونها ويزرعون أمامها الأشواك فولدت لنا الأزمة مولودا ً جميلا ً ما كنا نحسب له أي حساب . .
لقد انبعثت رُوح الجهاد الحق ّ بعد أن خمدت أو أخمدت فترة بسبب بعض الأفهام المغلوطة لماهية الجهاد الشرعي الحقيقي وبعد أن اصطاد زعماء إعلامنا العربي في الماء العكر لتشويه صورة الجهاد باستغلال بعض الأحداث اللامسؤولة في بلاد المسلمين ومحاولتهم إطفاء جذوته في قلوب الناس ولكن أبى الله تعالى إلا أن تشتعل شعلة حب الجهاد والمجاهدين في كل قلب ٍ ينبض ولو بالقليل من المعاني السامية الإسلامية ، لقد حاولت إسرائيل بكل ما أوتيت من رعونة وغلظة أن تقضي على حماس باعتبارها الفصيل الذي يتبنى خيار المقاومة والجهاد كحل ٍ أمثل للقضية الفلسطينية ولم تستطع بل أسهمت إسهاما ً فاعلا ً في زرع ثقة الناس بحماس وتقوية آصرة حبهم لها بل وأشعلت في قلب الصغير والكبير جذوة الجهاد تلك الكلمة التي صار يهمس بها همسا ً ولكن لما أغمتنا هذه الغمة صارت هذه الكلمة يصدح بها على كل منبر وتعلو على كل لسان .
هذه نفحة من النفحات الجميلة التي ألقت علينا بها الأزمة ولم نكن نتصور أن تكونَ بعد أن جاءَ اليهود ُ الفلسطينيين من فوقهم ومن أسفل منهم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ولكن يأبى الله تعالى إلا أن يتم نوره ويذلّ عدوّه ويحفظ دينه . .
ولكم وافر الحب
أسد العقيدة
ومضة / كم أكن لكم أحبتي أعضاء هذا المنتدى العريق كل الحب غير أن ظروفا ً تمنعني من التواجد المستمر ولكم وافر التقدير 