(10) بشائر عاجلة:
كان بندر يشغل تفكيره متى أحفظ كتاب الله..
وبالفعل جعل يرتب أموره حتى يحقق هذا الهدف..
في احدى زوايا ذلك المسجد جعل يقلب صفحات المصحف راسماً لنفسه منهج المسير..
يحفظ ما كتب الله له ثم بعد الفجر يذهب إلى مسجد احد القراء ليسمع عليه..
نعم لم يبقى على الاجازة الصيفية سوى شهر ونصف ومع ذلك في هذا الوقت اليسير استطاع حفظ سبعة أجزاء..
كان المقري يحب تلاوة بندر ويتعجب من همته..!
مرت الايام سريعاً ..
وكما تعود بندر هو يفضل الحفظ في تلك الزاوية الخلفية..
وفي أثناء حفظه لتلك الصفحة رأى بطرف عينه ظل شخص قادم إليه..!!
إنه إمام المسجد سلم عليه وجلس بجانبه يود مصارحته بأمر ما..؟
بندر بحنكته فتح المجال للأخذ والرد معه..
حتى قال إمام المسجد: بندر حصلت لي ظروف فلم أستطع أن أوفق بينها وبين الإمامة وحببت أن تنالها بعدي..
بندر كان الامر بالنسبه له محير جداً.
قال الامام أريد أن ترد لي خبر الجمعة القادمة فهي ربما آخر يوم لي في الامامه..
جعل بندر يفكر في هذا العرض الرائع..
فهي كما قال الامام احدى وسائل تثبيت الحفظ..
ذهب يستشير الشيخ قال الشيخ ولما تتردد في ذلك ..
وبالفعل صدرت الموافقة بتعين بندر إمام..
كانت أول صلاة يجهر بها هي صلاة العشاء..
حضر الشيخ كي يشجع بندر..
بندر تظهر عليه علامات الإرتباك..
بعدها خرج الامام السابق يتكلم عن إنشغاله وظروفه وأن بندر سوف يكون من اليوم وصاعداً هو إمام المسجد..
بعد أن حُمل بندر أمانة الامامة ومسؤليتها..
جلس مع الشيخ وخالد في غرفته..
خالد يضحك ويذكر بندر بمقولته السابقة (على البركة الامامة..!!)..
تلكم الشيخ عن هذه المسؤلية وأنت يابندر أصبحت في منبر لتوجيه الناس وإرشادهم فأحرص عليه..
مضت الايام وبندر قد واصل مسيره في همومه..
بدأت الإجازة وبندر يحاول ضغط وقته كي ينجز مهماته..
فالدورات التأصيلية كثيرة وحفظ القرآن لم يبقى عليه شيء..
بالفعل كان إنجاز في شهر واحد أكمل مابقي من أجزاء القرآن الكريم..
كانت مجموعة كبيرة قد تحلقت حول المقري ذلك اليوم..!
كلن ينتظر متى يحين دوره..
وفي هذه الاثناء خر بندر ساجداً لا يسمع إلا صوت بكائه..!
ثم ألتفت إلى الشيخ يعانقه أصبحت دموع الفرح تغمر وجهه الوضاح فلا يلتفت إلى احد طلاب الشيخ إلا ويعانقه
وأي تعبير يملكه حتى يعبر عن مشاعره بل المشاعر تعبر عن نفسها..
اتصل على الشيخ فوراً بعد خروجه من مسجد المقري ..
لم يستطع أن يكمل كلمة واحدة كانت دموعه تنساب بسرعة وحبال صوته بحت من البكاء..
علم الشيخ أنها مكالمة خير فهو لا يسمع إلا (الحمدلله,الحمدلله..)..
أغلق الشيخ الهاتف وقال سوف أصلي معك العشاء..!
أراد بندر أن يبشر رفيق دربه خالد..
ولكن أنى لهو ذلك ومشاعره قد تأججت..
أكتفى بإرسال رسالة ما نصها( أبشرك ختمت القرآن ..)
وكذلك كان رد خالد أنه سوف يصلي عنده العشاء..
حضر الشيخ وخالد إلى المسجد مع أذآن العشاء..
حان وقت الإقامة وبندر لم يحضر..!!
نعم بندر يحاول ان يتمالك مشاعره ولكن لا يستطيع..
دخل المسجد من الامام وهو قابض على يديه حتى يتمالك نفسه..!
لم يستطع أن يقول أستووا وأعتدلو..!
كبر وبدأ في قراءة الفاتحة كانت نبرة صوته حزينة..
بعد قرأ (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ....الأية)..
نعم لم يستطع أن يكملها بكى وبكى الناس من خلفه..
وكذا كان في بقية الصلاة..!
بعد الصلاة كان حاني رأسه تهتز جوانبه من البكاء..
بعد أن دخل غرفته ضمه الشيخ إلى صدره يهنئه بذلك ويدعوا له..
ثم ضمه خالد يهنئه ويتذكر ماكان عليه بندر سابقاً والآن هو بفضل الله من حفظة كتاب الله..
نعم استطاع بندرأن يحقق هدفه في نصف الاجازة الصيفية..
فهو الآن متشوق لدروس الشيخ ولحفظ المتون التي يسمع بها..!
.:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:.
بسبب تأخري .. وبسبب ظروفكم للإختبارات .. سأنزل اليوم أكثر من 3 أجزاء .. علّها تنتهي قبل انشغالكم ..
شاكراً لكم ..