(11) نبض أمل..
جلس بندر وهو لاتسعه الدنيا من الفرحة..
يقلب أوراق أفكاره منذ أسبوع لم أزور أهلي..!
سوف أذهب إليهم الآن..
وكما تعود في المرات السابقة لا يصفو له الجو..!
بسبب والده اللئيم..!
تنتهي الزيارة في السابق بعدة بصقات وصرخات تتعالى..
أما اليوم فالوضع قد تغير تماماً..!!!
دخل البيت الجو ساكن لا يسمع إلا أصوات خافتة..!
كان جميع أهله قد تجمعوا في غرفة أبيه..!
أبوه مسجى على السرير..!
كانت أمه تقول لأبيه هذا هو بندر قد أتى هيا أذهب للمستشفى ومع ذلك فهو رافض..
دخل بندر قبل يد أبوه ورأسه ثم ألح عليه للذهاب للمستشفى..
كان أبوه قد ضاق نفسه وخارت قواه نعم فهو قد تصلبت احدى شرايين القلب عنده..!
قام أخوة بندر بحمل أبيهم إلى سيارة بندر ثم أمرهم بالانصراف ليتولى المهمة..
كان في طريقهم للمستشفى يذكر أبوه بالله ويصبره في مصيبته..!
بندر علم بأن أبوه مصاب في الشرايين لخلفيته الطبية السابقة..!
أُدخل أبوه في العناية المركزة..!!
كان الوضع يحتاج إلى إجراء العملية فوراً..!!
قبل ما يعطوا أبيه المخدر..!
أوقفهم بندر ودني من أبيه قائلاً أبتاه صل لك ركعتين فما تدري هل ستصحوا من هذه المخدر أم لا..!!!
كان أبوه تدفق عينه الدمع فما ذا عساه أن يفعل وهو لا يعلم هل سيكتب الله له حياة أم لا..!!
وبالفعل أحضر لأبيه وضوء وتوضى وصلى ركعتين يودع بها هذه اللحظات..
أعطوا أبيه المخدر وبدأ يسكن جسده حتى أغمض عينه..!
كان بندر يدنو من أبيه ويقرأ ما فتح الله عليه من الايات والاذكار..
ثم بعدها بدقائق نقلو أبيه إلى غرفة العمليات..!
كان يسأل الاطباء عن مدى نسبة نجاح العملية..!!
كانوا يقولون النسبة من النصف ودون ذلك..!
ومع ذلك فهو لا يجعل كلامهم جل أهتمامه..!
ذهب إلى المصلى وبدأ يصلي ما كتب الله ويلح على الله في الدعاء بأن يشفي والده..
فأمارات الخير تلوح على وجهه أبيه...!
وفي تمام الساعة 12 ليلاً خرج أبيه من غرفة العمليات ولا يزال أثر المخدر باقي..!
أستفسر عن العملية كان الجواب أنها ناجحة ولكن..!
ولكن ماذا..؟
ولكن ربما يعود هذا التصلب خلال هذه الايام...!!
فهي نسبة ضعيفة في عودته..!
دخل إلى غرفة أبيه وجعل يصلي ويدعو الله أن يكشف البلاء عن أبيه..
وفي هذه الأثناء فاق أبوه من الاغماء..!
ونظر إلى جانبه إنه بندر يبكي وهو رافع يده..
كان المنظر قد هز مشاعر أبيه..
تحرك أبيه قليلاً..!
فطن بندر لذلك إلى ذلك ألتفت إلى أبيه قام مسرعاً يقبل رأس أبيه ويحمد الله على سلامته..
سالت دمعة على خد أبيه ليعود بعدها إلى الاغماء..
جعل بندر يقرأ على جسد أبيه وينفث ماشاء الله من الادعية والاذكار..
بعدها بدقائق فتح عينه وهو ينظر إلى بندر ينفث عليه..!
أبتسم أبوه وقال يابندر أقرب كي أضمك إلى صدري ..
ثم نظر أبوه إليه وأطال النظر ثم نطق بندر سامحني على مابدر مني..
-بندر أنا من يطلب الصفح منك وليس أنت..!!
جعل أبوه يبكي عندما يتذكر تلك اللقطات الهمجية..
وبندر يحاول أن يسكن من مشاعر أبيه فهو لايحتمل مثل هذا..
دخل الفريق الطبي الذي أجرى العملية إلى الغرفة بعد أن أرتفعت أصوات البكاء..
بندر يبكي لبكاء أبيه فهو لم يره يوماً باكياً...!!
كان الوضع مدهش جداً..
الاطباء لا يدرون ما يبكيهم..!!
حاولوا أن يتدخلو في الوضع ولكن بندر أراد أن منهم أن يخرجوا من الغرفة..
جعل بندر يصبر أبيه ويبشره بالخير كان أبوه متشغف لما يقوله بندر.
لما يبقى إلا قرابة ساعتين ونصف على صلاة الفجر..
هيأ بندر وضع أبيه كي يأخذ قصد للراحة..
في الصباح دخل الدكتور المشرف على العملية يسأل عن صحة أبى بندر..
وأستغرب تحسن وضعه..!!
قال الدكتور لبندر إن استمرت حالته على هكذا إلى الظهر فسوف نكتب له خروج..!!
والحمدلله فقد كانت إلى أفضل حتى الظهر وكُتب له ورقة خروج..
كانت أم بندر قلقة على أبوه ولا يمكن له زيارته إلا العصر وأتى الخبر أنه في طريقه للبيت..
.:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:. .:.