[قاهر الروس]

.
.

ذَهبتُ إليهِم في الصَّباح ، وَمَا أنْ دَخَلتُ على المُشرِفَةُ حتى بَدأتْ تَصبُّ عَليَّ جَامَ غَضِبِهَا ، أرى مِنْ حِدَّة كَلامِهَا مَلامَةً ، لكني لا أعلَمُ أهي تَمَدحُ أمْ تَذِم .
في النِّهايَةِ عَلِمتُ أنَّهَا غَاضِبَةٌ لِعَدَمِ حُضوري للجَامِعَة ، غَيرَ أنيَ لَستُ أُبَالي بِهَا ، مَادُمتُ أني سَلَّمتُهم مُستَحَقَّاتُهم ، مَا بَقي رَاجِعٌ لِشَخصيَّتي ، فَأنَا كَمَا يُقَال " راعي تنكف " لا أُحبُّ التَّقييد .

؛؛؛

حَضَرتُ المُحَاضَرات مِنْ غَداً ، غَيرَ أنيَ لَستُ مُقَتَنِعَاً بِالقَاعَةِ التي أنَا فيهَا ، أممم لكن لَنْ أستَعِجلَ بِكَثرَةِ الطَّلبَات حَاليَّاً .

قَالَ ليَ أحدُ الأسَاتِذَةِ أنَّ للطَّالِبِ صُندُوقَ رَسَائلٌ وَأشَارَ إلى صُندوقي .
وَجدتُهُ مَليءٌ بِالرَّسَائل ، لَكني لا أُجيدُ قِرَاءَتِهَا ، لَمْ أفهَمُ سِوى أسمَاءُ مُرسِليهَا التي عَرفتُ أنْ أُصَنِّفُهم أهوَ عَربيٌّ أم أجنبي ، وبالأخير أصبَحتْ مِنْ كِلاهُما .

يَقولُ مَنْ مَعيَ أنَّ هَذهـِ رَسَائلُ طَلَبُ صَدَاقَة ، يَا للغَبَاء ، يَطلبونَ الصَّدَاقَةَ ممنْ لَمْ يَروهـُ يَومَاً .
انتَهَى أولُ الأيَّام الدِّرَاسيَّةُ بَعدَ عَنَاءٍ شَديد .

ذَهبتُ لأبحَثَ عَنْ مَسكَنٍ آخَرٍ قَريبٌ مِنْ الجَامِعَة ، وَالأسعَارُ تَلسَعُ نِيرَانُهَا ، لَكنْ الأمرُ للهِ لَيسَ بِأيدينَا حَيلَة .
وللهِ الحَمدُ استَأجَرتُ سَكنَاً خَاصَّاً قَريبٌ مِنْ الجَامِعَة .

يَتبَعُ ..
[ إنْ يَسَّرَ اللهُ ذَلِك ]

.
.