31-01-2009, 09:12 PM
|
#18
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
البلد: القصيم - بريده
المشاركات: 112
|
مدخل : خذ الحكمة من" أصحاب المعرفات المجهولة ".
المجسطي :
أنا أقول لك لماذا ؟
قال لي زميل في العمل : لماذا تأخذ من لحيتك ؟ أمام جمع من الموظفين !
فقلت له : ولماذا أنت تضع هذا الحيز الذي يسمونه سكسوكة ؟ .
فقال : أنا ما نيب مطوّع .
فقلت : آلدين للمطاوعة ؟.
فقال : بس ولو . ( وهذه تعني : مهما حاولت إقناعي فأنا لا أرى لا أسمع لا أتكلم)
فقلت له : لو انك تعلم حقيقة الدين لم تنصحني علانيةً ، وتنقَّصتني أمام الناس بذنبٍ أشعرُ مَعَهُ بتأنيب دَاخِلي وصِراعٍ مع الذات ، لعلمي أنني مقصر ٌ فيه ، ولكن الدينَ عندَك دُثُرُ و شكليات ورسوم وأقنعة تلبس وتخلعُ منها بحسبِ مقتضيات الحال .
الإسلامُ لا يريدُ مِنا أن نصبح ملائكة ولا ينهانا أن نغدو شياطين ، وإنما يأمُرَنا أن نحتلَ منزلة بين منزلتين نكون فيها اقرب ما يكون من الخير ، وأبعدَ ما يكونُ عن الشّر ، ( فاتقوا الله ما استطعتم ) .
دعوا الناس يتصرفوا بتلقائيةٍ وعفويةٍ وقناعةٍ ، وتفرَّغوا انتم للتوجيه بحكمةٍ والإرشادًِ برفقٍ والمواساة في العسرة والمعونة على استقامةِ من وَقَع في زلة ونصح المخطئ ، بعيدا عن نظرات الانتقاص أو التَشَفِّي أو السخرية ، قَوِّضُوا الفِخاخ والمصائِدَ واجعلوا الطريق سالكٌ للعابرين .
اتركوا كلاً ينطلق من ذاته فديننا دين ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) لأن الذي ينطلق من ذاته تكونُ قناعتُه بِمَبادِئِه أكبر واعتِزَازِهِ بقِيَمِه أعلى ، مما يخْلقُ في داخِلِه صلابةً ورسوخاً على الحق ، ويزيد من المَتارِيسِ الداعِمَةِ له من الوُلوغِ في الباطل ، فلا يكون سَرِيعَ العَطَبِ يَمِيلُ عند أدنى هزةٍ ؛ لأنه مجوفٌ من الداخل .
يتبع ....
|
|
|