نحن دعاةٌ لا قضاة ، نرشد الضالَ ونُعِينُ المَنكوبَ ونُقيل العثرة ، لذا اسقطوا الاتهامات ، وأوقفوا الادانات ، والبحث في السرائرِ وخفايا النيات ، ولا حاجة لنا لمحاكم التفتيش .
انظروا إلى الأمم في الشرق والغرب ، عندما يتمسك احدهم بمبادئ مهما كانت منحرفةً او فاسدة ، ثم يأخذها عن قناعةٍ فتتغلغل في داخله وتنساب إلى كيانه فحتى لو حُرِقَ بالنارِ أو عُذِبَ بالسجنِ فلن تَجد له عن مبادِئِه تَحَوّلاً ولا تَخْلِيه .
بلال يلقى في بطحاء مكة عاريا جائعاً ظمأناً ، يلفحه الهجير وتحرقه الرمضاء فيقول : احدٌ احدٌ . وعروة بن الزبير قُطِعَتْ رجله فجعل يقول : " لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لقد عافيت " . حرام بن ملحان نضح بالدم على وجهِهِ ورأسِهِ ثم قال : " فزت ورب الكعبة " لما طعن يوم بئر معونة ، انه الإيمان الحقيقي الذي ينبع من الذات .
الاستقامةُ والالتزام شعور داخلي واندفاع ذاتي يجعل الإنسان يستشعر مراقبة الله ويأنس بقربه ويفوض له أمره وليس ديكورات ؟
الاستقامةُ صدق مع النفس أولاً ، وإزالة للأحقاد وتصفية للنفوس وتنقية للفؤادِ من أدوائهِِ وعللِهِ .
الاستقامةُ عملٌ جادٌ ، وسعي دؤوبٌ نَحو المَعالِي ورسمِ أهدافٍ في الحياةِ ، وتنمية للقدرات الذاتية والرغبةِ العارمةِ في الرُّقِي والتَمَدُنِ والتَحَضُر .
الاستقامةُ كلام ٌ لينٌ ، ووجهٌ متهلل ، وروحٌ أخوية متسامحةٌ هينةٌ منقادة ، ومطرٌ ينهمر على قصورِ الأغنياء وأكواخ المعوزين والمحتاجين ، ولنا في رد اخينا الصباخ خير مثال فمن اجل اعفاء اللحية ( وهو عمل نبوي لا نشك ابدأ بمشروعيته وليس هو محل نقاش ) ، اقول من اجل هذا لايجُد اخونا غضاضة من ان يرمي اخانا ( معصقل ) بعدم القدرة على التفكير .
قلبنا الدين إلى شكليات ، ولذا إن أخطأ الملتحي ،020 انتقدوه الناس ورموه بأقذع الأوصاف ، وان اخطأ من هو في الفسطاط الآخر يقابَلُ بابتسامةٍ ، وعُدَّ له ذلك من الظَرْفِ والدُعَابَة والحِذقِ .
نحن لا نبني رقابة ذاتية ولا شعور بالمسؤولية ولا اندفاع ذاتي ويغلب على تصرفاتنا ثقافة العيب ، ومن هنا ينشأ لدينا سلوك مزدوج في الخفاء والعلن .
في الايام القادمة باذن الله سنكتب عن "شافي" معلم مغسلة البخار الجاف و عضو هيئة كبار العلماء فكونوا معنا .
.
آخر من قام بالتعديل المجسطي; بتاريخ 31-01-2009 الساعة 09:27 PM.
السبب: لم انتبه لبعض الردود الا متأخرا ..
|