مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 04-02-2009, 03:24 AM   #3
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
.
.

وَصلَ صَاحبي الذي طَلبتُهُ مِنْ الجَامِعة ، حينمَا رَأيتهُ خِفتُ منه ، رَجلٌ كَبيرٌُ جِسمهُ ، حينمَا أقِفُ بِجَانبِهِ ، لا أرى سِوى رُكبَتِهِ ، وَمَا بَقيَ مِنهُ لأرَاهـُ يَحتَاجُ لرفَعَ رَأسي .

رُغمَ هَذا الحَجمِ إلا أنني رَأفتُ عَلى حَالِهِ ، فَلو رَأيتُهُ في الشَّارِعِ لَتَصدَّقتَ عَليهِ رَأفةً به ، تُحِسُّ أن لا هدَفَ لَهُ في الحَياةِ إلا أنْ يَسوقهُ أحدٌ ، أو أن يَجُرَّهـ ، وَعُمَرٌ رَضيَ اللهُ عَنهُ قَال " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً " وَلَكِنْ للأسَفْ هَكَذا يَكسب رِزقَه .

أول يومٍ أوصَلني وَذَهبَ إلى مَا كَانَ يُريد ، وفي الصَّبَاحِ وَجدتُهُ عندَ بَابَ شِقتي يَنتَظِرُني ، نَسيرُ مَعاً للجَامِعةِ وَنَعود ، حَقيقةً هَذا الأمرُ أصبحَ مُسليَّاً لي في الطَّريق ، لأني كُنتُ أذهَبُ وحدي ، مَعْ أنيَ لا أُجيدُ لُغتَهُ تَمامَ اللغة .

عندَ العَودة دَخلتُ شِقتي ، وأنتَظِرُهـُ يَدخلَ فلم يدخُلَ معي ، غَيرَ أنَّهُ مَازَالَ وَاِقفَاً عندَ الباب ، حتى نَاديتُه مَرَّات عدَّة .
أصبَحَ يَجلِسُ معيَ حتى يَحينَ موعدَ النوم ، فَيعودُ لأهلِه وَإنْ لَمْ يَخُني حدَسي أيضَاً وأولادِهـ .

أنَا شَخصيَّاً لا أُحِبُّ القِرَاءة ، وَلِذَلكَ بسَماَعِ القُرآن أتَلَذَّذُ وَأفهَم مَعانيهِ ، أكَثرُ مِنْ أنيَ أقرَأهـُ .
وَأنا مِنْ عُشَّاقِ الأصواتِ الحَزينَة في ذَلِك ، فلا أتَرَدَّدُ بِكَثرَةِ تَشغيلِهِ حَتى لَو لَمْ أكُن موجوداً بِغُرفَتي ، فَأصبَحَ الخَادِمُ يَعشَقُ سمَاعَه ، وَطلَبَهُ كَثيرَاً مني ، لكني رَافِضٌ لِذَلِكَ ومَا زِلتُ أرفُض .
وَكُل مَرَّةٍ أجِدُهـُ يَسمَعَهُ وَأرى تَأثُّرِهـِ رُغمَ كُفرِهـِ ، أتَذَكَّرُ قَولِهِ تَعَالى : { لَوْ أَنْـزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }


نَفسَ هَذهـِ الحَادِثَةُ ، ذَهبنَا نَحنُ ثلاثَةَ طُلاَّبٍ يومَاً ما للغَدَاء ، لَمْ أكُنْ أعلَمُ أنَّ العَاملونَ فيهِ مُسلموَنَ إلا القلَّةَ منهم ، وَغَالِبَ الأسواق والمَطَاعِم عِندنَا تَجِدهم يُشَغِّلونَ مُوسيقى يَعتَقِدونَ أنَّ ذَلِكَ يُلطِّفُ أجواءَهم .

نَغمَةُ جواليَ قِرَاءَةٌ لا أستَطيعُ أنْ أُغيِّرهَا يومَاً ، رَنَّ هَاتفي مَرَّتينِ ، وَمَعَ ذَلِكَ أُسَارِعُ لإغلاقِهِ ، أتى صَاحِبُ المَطعمِ ، وَطلبَ مني تَشغيلَ ما سَمِعَهُ قبلَ قليل .
ومَا أنْ سَمِعَهُ حَتَّى طَلبَهُ فَأرسَلتُهُ لَه ، أحَدُ الطُّلاب قَالَ لنَا ولم يَكُنْ لَه عِلمٌ بِمَا حَصلَ بيننَا وَصَاحِبُ المطعَمِ يَقول : [ شفتو المطعم صار يشغل قُرآن ] !!


إليكم مَقطع الصوت [ للشَّيخ مَاهر المعيقلي ] ، أعجَبني كَثيراً ، رُبَّمَا سَيُعجِبُكم :

http://almobile.maktoob.com/org/uploads/6114f50bfe.rar

إنَّ مَنْ يَعيشُ بَينَ أكنَافِ الغَربِ ، لَفي رَقبَتِهِ أمَانَةٌ مُعَلَّقَةٌ ، وَرِسَالةٌ لا بُدَّ أنْ يُوصِلِهَا عَلى أكمَلِ وَجه .
النَّبي صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَال : { بلغوا عني وَلو آيَة } أو كَمَا قال ، فَكَمْ مِنْ آيَةٍ وَآيَةٍ بِحَاجَةٍ لِمَنْ يُوصِلهَا لمُستَحقِّيهَا ، وَأيضَاً قَومٌ بِحَاجةٍ لِمَنْ يُوقضهم مِنْ غَفلَتِهم .
النَّبيُ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم قَال : { لأن يَهديَ اللهُ بِكَ رَجُلاً خَيرٌ لكَ مِنْ حُمرِ النعم } أو كَمَا قال .

يَقولُ أحدُ سُكَّانِ الغَرب [ لَو أنَّ كُلَّ مُبتَعَثٌ خَليجي ، أعطى مِنْ وَقتِهِ شَيئَاً بَسيطاً لِخِدمَةِ دينِهِ لَعَادَ الغَربُ كُلَّهُ مُسلِمَاً ] .

لكن وللأسَفْ ، إن أردْتَ كَثيرَاً مِنْ أبنَائِنَا ، فَاسأل عَنهُم بُيوتَ السُّكرِ والزِّنَا – واللهُ المُستَعَان -

سَارَتِ الأمورُ عَلى مَا يُرام ، وَسَلكنَا الدَّربَ الطَّويل الذيْ حُدِّد لَنا نِهَايَته ، لَكني مَا زِلتُ مُكرَهـٌ في القَاعَةِ التي أنَا فيهَا ، لِوجودِ طُلاَّبٌ من دِيَارِنَا يُحاولونَ أنْ يَقلبوا القَاعَةَ التَّعليميَّةَ إلى مركزَ ملاهي وَصَياعٍ وَضَياع ، خَاطَبتُ الإدَارَةَ ، لَكنَّهم قَالوا أنَّ الأمرَ لا يَحتَاجُ لافتِتَاحِ قَاعَةٍ جَديدَة ، لكني مُصِرٌّ عَلى ذَلك .



يَتبَعُ ..
[ إنْ يَسَّرَ اللهُ ذَلِك ]

.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
قاهر الروس غير متصل