db2000 /
أهلا بك عزيزي أبو صالح ، و أشكرك على إبداء رأيك في هذا الموضوع ، وهو محل النقد .
بلا شك أن المفكرين كانوا منذ زمن يُنادون بالتعاطي مع العدو بحذر بناء على الحقائق التي تدل على توجه غربي لأمركة العالم أو تغريبه بشكل عام ، و خصوصاً في ما يُسمى بالشرق الأوسط ، وهم يسعون سعياً اقتصادياً عبر الهيئات و المنظات الاقتصادية العالمية و دينيا عبر مشاريع الاستشراق و التنصير ، و لعلي بإذن الله في القريب أكتب مباحثاً في الاستشراق و التنصير ، و بالنسبة لتعاملنا مع العولمة أو موقفنا منها فهذا سأنطرق له في الموضوع القادم ، و قد اكتفيت بنقل كلام للأستاذ الادكتور : عبدالكريم بكار ، حيث يقول في الإجابة على مثل سؤالك :
" إن مهاجمة العولمة أو الاستسلام لها من أسهل الأمور التي يمكن أن نقوم بها ، لكن الشاق حقاً هو التحليل العميق لجوهر عمليات العولمة و جذورها و امتدادها و الآثار المترتبة عليها ، و كيفية معالجتها .
إن العولمة ظاهرة غير مكتملة ، و لذا فإن من المتوقع أن تستمر إفرازاتها و تفاعلاتها مدة طويلة ، و من الواجب متابعة ذلك و توضيحه للناس . أضف إلى هذا أن وَقع العولمة على الأمم لن يكون واحداً ، فالشعوب الأوروبية - مثلاً- لن تتضرر كثيراً من هيمنة الثقافة الأمريكية لأن الجذور القيمية و الأخلاقية للثقافات الأوروبية لا تبتعد كثيراً عما لدى الثقافة الأمريكية ، ثم إنها مشاركة في قيادة العولمة ، و مستفيدة اقتصاديا من أنشطتها . و لن يكون الشأن كذلك بالنسبة إلى الثقافة الإسلامية و الاقتصاد الإسلامي ، فالهوة الثقافية كبيرة ، و اقتصاد الدول الإسلامية هو اقتصاد دول نامية ، يطلب منها أن تسهم في دفع تكاليف العولمة ، و تحمل القسط الأكبر من تبعتها ، علينا أن نبدع في عرض هذه الظاهرة ، و نبسط ما أمكن حديثنا عنها ، و نستخدم كل الأدوات المتوفرة في سبيل نشر الوعي بها بين فئات المجتمع كافة "
بارك الله فيك يا أبا صالح .