الموضوع
:
وَجهُ الغَربِ القَبيح !!
مشاهدة لمشاركة منفردة
05-02-2009, 02:19 PM
#
8
المجسطي
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
البلد: القصيم - بريده
المشاركات: 112
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها
الصباخ
يا أخي الكريم المسألة ليست انتصاراً للذات، وأنه يجب مناقشة الأمر هُنا وهُناك.
ولكن كل ما فيه الأمر أن الرجُل يفضفض عما بداخله، ويتحدث عن مشاهداته للغرب.
والحقيقة أنني أنا والأخ قاهر الروس عشنا في بلاد الغرب فترةً من الزمن مما جعلنا نشاهد ونعي مانقول، وليس من خلال قراءة الصحف والمجلات.
نعود إلى كلامك فأنت تقول:
يا أخي الكريم من منا لا ينكر تقدّم الغرب وقوّته!
من أنكر هذا الأمر إما سفيه وأحمق أو جاهل!
نحن هنا لا نتحدث عن تقدم الغرب المادي، نحن هنا نتحدث عن الطبائع والأخلاق.
نتحدث عن الدين والمعاملة.
نتحدث عن البر بالوالدين.
نتحدث عن صلة الرحم.
ونتحدث ونتحدث ونتحدث!
سأضرب لك مثالاً مشاهداً في إحدى الولايات الأمريكية، يقول الرجل:
كنت في سوبر ماركت محلي يعمل على مدار الساعة (24 ساعة) وكنت في صف الانتظار، انتظر وصولي إلى الكاشير للمحاسبة على ما معي من أغراض، وكان أمامي شاب وفتاة أعمارهم في سن العشرين، يقول وبينما نحن في الانتظار إذ دخل رجلٌ كبير في السن (شايب) إذ بالفتاة تلتفت على صاحبها وتقول له:
أعتقد .. أعتقد .. أعتقد أن هذا والدي!!
ولكن لا أتذكر كثيراً شكله!
ماذا تتوقع كانت ردة فعلها بعدما قالت لصديقها هذا الكلام؟
كانت ردة فعلها أنها قالت: أعتقد أنه هو والدي ولكن لا يهم دعنا منه، ولم تذهب إليه ولم تسلم عليه!
يقول صاحبي: ذهلت كثيراً من ردة فعلها وكيف تكون فتاة بهذا العمر لا تعرف شكل والدها ولا أين هو؟ وعندما شاهدت لم تذهب إليه!!
هذه إحدى أمثلة التواصل في الغرب المادي البحت.
مثال آخر: الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أقوى ترسانة أسلحة، وهي قوّة أسطورية على وجه الأرض، ولديها من العدة والعدات مالله به عليم.
أعلنت الحرب ضد الإرهاب (أو بالأصح ضد الإسلام والمجاهدين) في أفغانستان وحشدت الجيوش والجهود والدول ضد المجاهدين هُناك، والنتيجة سبع سنوات من الصراع ولم تحسم المعركة؟
بل الحقيقة أن الطالبان والمجاهدين بدأوا بصف الصفوف والعودة من جديد!!
إذن هل المادة نفعتهم بشيء؟
وانظر مثال العراق أيضاً، والصومال، والشيشان.. وغيرها الكثير والكثير..
إذن المسألة ليست مسألة مادة فقط المسألة مسألة أخلاق وإيمان وروح.
الغرب يا أخي الكريم يعيش في فراغ روحي رهيب جداً، ومافائدة المادة إذا لم توجد السعادة؟
مافائدة المادة إذا لم يوجد الهناء والابتسامة؟
مافائدة المادة إذا لم توجد لي الصحة؟
الغرب متقدم مادياً ولكنه متخلف أخلاقياً ودينياً وعقيدةً.
شُكراً لك ولأريحيتك.
بسم الله :
أنا لا أمانع الأخ قاهر الروس أن يُفَضفِض ، لكن لا يفضفض بهذا الشكل الفظّ !
وماذا نستفيد من هذه الفضفضة ؟
ماذا نخسر عندما يؤذيه شخص في أقصى الكرة الأرضية برائحته النتنة ! وماذا يحدث لو عقَّ احدٌ والديه غرب المحيط الأطلسي !
مساجدنا فيها أصحاب روائحٍ مؤذية ، والسجون لا تخلوا ممن
قتل أبويه أحدهما أو كلاهما ، برواية متصلة السند تنتهي عند
وزارة الداخلية لا قال لي صاحبي !
والله انه ليؤذيني كمسلم يأمرني ديني بالعدل والإنصاف والاستغراق
في الأشياء المهمة الجادة ، أن أجد مثل هذه الرؤية الاختزالية
التبخيسية الانتقائية التحقيرية تجاه الحضارة الغربية .
ما رأيكم لو أن كاتبا غربيا اتهم الحضارة الإسلامية بأنها دموية واستشهد بـ :
ثلاثة من الخلفاء الراشدين قتلوا غِيلة .
موقعة الجمل
موقعة صفين
معركة النهراوين
ثورات الخوارج
اغتيال الحسن وأهله في كربلاء
موقعة الحرة
الحجاج وأنهار الدماء التي اجراها
صلب عبدالله بن الزبير
وقعة دير الجماجم
معركة نهر الزاب وسقوط الامويين
ابوجعفر المنصور والجماجم التي ارتقى عليها
نكبة البرامكة
موقعة الري بين الأمين والمأمون
بالتأكيد لن نرضى بهذه النظرة الانتقائية لأن الحضارات لا تخلوا من شوائب ؟
فمالا نرضاه لأنفسنا يجب أن لا نرضاه لغيرنا .
لماذا المجسطي لا يريد التقليل من شأن الغرب والتحدث بمساوئهم ؟
هل هو معجب ؟ لا
أم موالي ؟ لا أيضاً .
لكن زيادة الوعي بالمشاكل التي نعايشها والمصاعب التي تعرقل طريقنا ، لا يتم إلا عن طريق المقارنة والاستقراء والنظر في تجارب الآخرين ، فتشويه صورتهم بهذه الطريقة يجعلنا لا نستفيد مما لديهم .
سأقلب السؤال فأقول :
لماذا يريد قاهر الروس التقليل من شأن الغرب والتحدث بمساوئهم ؟
لأن تقدمهم يظهر بجلاء مقدار التخلف الذي نعايشه ، فنحن ننقدهم حتى نشعر بزهوٍ داخلي وان كان مزيف ، واطمئنان ذاتي وان كان خدَّاع .
نحن ننقدهم لأن نقدهم وإظهارَ مساوئهم يجعلنا لا نعمل ، ونحمد الله فلدينا امتيازات وفضائل ليست موجودة عند غيرنا ، فان كان الغرب تقدّم ماديا فنحن ولله الحمد متقدمون أخلاقيا ، لا غيّر الله علينا هذه النعمة ! .
نحن ننقدهم ليس لأننا لا نجيد البناء ولا نعمل وفق مقتضيات العصر ونريد منهم أن يتوقفوا وان يدافعوا عن قضايانا وان لا يعتدوا علينا وأعطينا أنفسنا إجازة اضطرارية .
نحن ننتقدهم لأننا لا نعرف التعايش ولا نجيد الحوار وفق المصلحة الشرعية ، ولذا ينشأ الكثير من الخصومات والشطط ليس مع الغرب فقط ، لاحظوا معي :
بيننا وبين الغرب خصومات
بيننا وبين الشيعة
بيننا وبين الصوفية
بيننا وبين الإخوان المسلمين
بيننا وبين التبليغ
بل حتى بيننا البين !
بين السلفيين والجاميين والسروريين الحداديين والقطبيين والجهاديين
بل حتى بيْنَ ذاتِ البينِ!
بيننا وبين المقيمين من المسلمين
بين اهل الحاضرة والباديه
وبين النجديين والحجازيين
بين القبليين وبين الخضيريين ، وهكذا ,,
فنحن دائما نبحث عن خصوم وأعداء لأننا لا نعرف الموادعة والمسالمة والحكمة فما زلنا صحراوييين .
ذكر مميزات الغرب يعطينا مؤشر : أين نقف الآن ؟ والى أين نتجه ؟ وما هو المطلوب منا ؟
هذه سنة إلهية ، فالحضارات بينها مشترك إنساني ، كل امة تستفيد من الأخرى
بقدر ما تجتهد وتنقد نفسها وتصحح من أخطائها وهذا ما جعل مفكر كبير كمالك
بن نبي يشير إليه في كتابه شروط النهضة عندما قال : " اليابان وقف من
الغرب موقف التلميذ ، ونحن وقفنا موقف الزبون " .
لست محاميا للغرب ولكن دعونا يا إخوان ننشغل بأدوائنا
وعللنا فلدينا ما يكفينا وكفانا لطمياتٌ وكربلائياتٌ وهجائياتٌ لغيرنا !
.
المجسطي
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن المزيد من مشاركات المجسطي