صويحبات
أحقّ بالقارئ أن يُخاصم نفسه عن النّظر فيما يُستودع غسق الليل ، فلا يلومنّ سائر مكرّم قابض على لحيته وهامته
ينظر بنصف عين ، خوفاً أن يستشرّ طبعي !.
قال الكامل أدام الله عزّه: لقد كان في نفسي من طباعكم التي ما تحسن الحكم ، ولا ترضي الخصم ، وأكثره كلم ،
ما يُذهب الحياء ، ويسلب العقل والمروءة ، ويُجمع البلايا ، ولا زلت كريماً حليماً.
أفضى مجهول إلىّ قولاً لا تحتمله أذن ، ولا يحلم معه إلا جبن ، ولا يصبر عن نفثه العفن كرم.
قال مقالة السوء وعليه وزرها: "يا معشر الأديب ، ألا تُضحكك كلماتك فيما تكتب! ، إن الناس قد ركبوا من خيل الجنّة حتى صاروا فيها ،
وعرجت بهم السّماء معاريج محمد وعيسى ، وأنتَ في غيّك تعمه في رياض الجنّة. إني لأحار من الجحيم كيف سلمتَ منها ، أما حلّت بك
عاجلة قارون وفرعون؟! ، اركب مع نوح بدلاً من البكاء على أطلال القبور ، وانتفع بسفينته عوضاً عن القذف في صخور ، إن الناس
أيّها العاقل قد صارت في جنان بعدما علمتْ أن الجنّة خنست أذيالها ، وطالت أيّامها ، فلتركب معنا في السّفينة ، سفينة عاجلة خير من خيالات آجلة ،
فيها بلسم لآلامك ، وشفاء لأسقامك ، وحقيقة لأحلامك.
إني بانتظارك !.
ولستُ بصائم رمضان طوعًا *** ولستُ بآكل لحم الأضاحي
ولستُ بقائم كالعير أدعو *** قبيل الصبح: حي على الفلاح!
ولكني سأشربها شمولاً *** وأسجد عند منبلج الصّباح! "ا.هـ (بتصرّف).
يتبع بإذن الله.
آخر من قام بالتعديل الكامل; بتاريخ 06-02-2009 الساعة 02:27 AM.
|