قلتُ:
لقد كنتُ في صدر أيّامي متسليّاً بالسّفهاء وأخفاف الأحلام ، أعبث بهم كما يعبث الشاب بهنِه حين غفلته وسهوه ،
فتراهم مابين طائش بعقله ، وساقط برأيه ، ثم مآلهم لمّا قلّ نظرهم ، واستعجلوا أمرهم ، إلى هجْر القول ،
وبذاءة اللسان ، وسوء الطويّة ، وفساد النيّة ، كالمرأة الوالِه ، تظنّ بنفسها حسْناً وجمالاً عند جارية سوداء
لو بصقتَ في وجهها لضج الزّبد منها ، فكيف لو رأيتُك ؟!
إنّ الجنة أيها الغرّ تعذّرت عن كثير من طالبيها ، أوَ ما سمعت بالجنّة حتى تستبدل عجوز الدنيا بحورها !
ألم تسمع وصفهنّ في قول الله تعالى : (إنا أنشأنهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً)؟ (لأصحاب اليمين)!
وزاد في قيمتها جهنّم ، مأوى الفسّاق ، وبئس المهاد ، حتى أخذ ساكنيها –أعاذنا الله وإيّاكم منها- يقتبسون من
نور أهل الفضل والجهاد ، يرجون نوراً من نظرهم إليهم ، فيعبّ عباب النيران ، يُناجيهم ملكاً من فوقهم ومن أسفل منهم أنِ ارجعوا وراءكم!.
قد زاد في غمّهم المجلل غمّاً (فالتمسوا نوراً) حتى فُرّق بين الصديق وحميمه بباب يعجز اللسان والبيان عن وصفه.
يتبع بإذن الله.
آخر من قام بالتعديل الكامل; بتاريخ 08-02-2009 الساعة 10:59 AM.
|