[بعثرات قلم]

.
.
احببت ان اعلق على هذا الموضوع من خلال ثلاث نقاط :-
1- النقطة الاولى : حول مبدأ السياسة والحديث حوله يطول ، وقد قرأت بعض اراء الاخوة الاعزاء التي تتحدث عن سلبية السياسة ، والخوض في غمارها ، وان نتائجها معروفة سلفاً ، كل هذا حين نستقرأ الاحداث السياسية لبعض القضايا نرى خلاف هذا ، ففي بعض القضايا كانت السياسة اقوى سلاح رفع امام السلطة الحاكمة او امام الدول المغتصبة ، وقبل هذا نتذكر ان الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم السياسة وقد صالح وعاهد وهذا تاريخ لا يحتاج الى تدعيم .
كلنا يتذكر ان حركة حماس -مثلاً- جلسة مايقارب تسع عشر عاماً في كفاح مسلح فقط- وحين قررت خوض الانتخابات ودخول السياسة ، انجزت انجازاً عظيماً وهو الفوز بالانتخابات وقد فقزت هذه الانتخابات بالحركة الى مراتب متقدمة حتى صارت تضاهي بسلطتها حركة فتح-السلطة الفلسطينية- ، ببينما لو بقيت ولم تقوم بالحراك السياسي فسنجدها قد تأخرت قليلاً .
مثالٌ آخر قريب ، ماقام به الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من حراك سياسي في سبيل مناصرة اهل غزة كان اكنى على اسرائيل من جميع ماقدم لأهل غزة .
إذا هي امثلة بسيطة وسريعة لكي اصل الى نقطة ان إبطال السياسة والتعامل فيها خطأ يَشيع لدى البعض .
2-النقطة الثانية : حين نتحدث عن قضية ما ، فيجب علينا قبل الخوض فيها ان نستقرأ تاريخها ونعرف كيف بدأت وكيف هي الأن وما دلالا الاحداث ، وألا تكون آرائنا قصاصات مقالات او اجزاءاً من ردود في منتديات من هنا وهناك ، فلكي تكون الكلمة في موضعها فيجب ان تعرف اين تضعها ، وألا تلقي بها جزافاً بغير رويه ولا معرفة .
3-النقطة الثالثة : وهي بصلب الموضوع وهي القضية الصومالية ، والتي انصح الكل بالقراءة في تاريخها ، لاسيما وان القضية ذات امتداد يقارب العشرين عاماً ، فحين نتحدث بإقتضاب عن الانتخابات الاخيرة او نعطي آرائنا بناء على فترة الشهرين الاخيرين ، فنحن بالتاكيد مخطؤون ..
فحين نتحدث مثلاً عن الشيخ شريف ، نجد ان البعض تحدث عن الشيخ شريف بأنه جالس في فنادق جيبوتي ولا يعرف الصومال !! وهذا بالتأكيد كلام خاطئ ويدل على قصر النظر والرؤية لاحداث الصومال ، فالكل يعلم بان دخول القوات الاثيوبية كان بسبب هذا الشخص ، وبسبب الحركة التي انشأها وهي تحالف اتحاد المحاكم الاسلامية ، لهذا فحين نتحدث عن الشيخ شريف يجب ان نعرف تاريخه في الجهاد داخل الصومال وماقدمه لشعب الصومال ، وحين يقع في خطأ برأي البعض فيجب الا نقصي ايجابياته التي قدمها ، فكل حركات المقاومة الموجودة الان في اراضي الصومال لم تأتي الا بعد المحاكم الاسلامية التي انشأها .
برأيي ان الخيار الذي يعمل به الان شيخ شريف للحكم عليه يحتاج الى انتظار النتيجة التي ستظهر وألا نستعجل في الاقصاء وان نبتعد قدر الامكان عن الاستقطاب البغيض ..
سعدت كثيراً بوجود هذا الموضوع ، وبردود الاعزاء من الاخوة ..

بعثرات