مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-02-2009, 09:37 PM   #5
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها المجسطي

أهلا بالشيخ ناصر :

الديموقراطية حديث الساعة لسببين :
السبب الاول :
فوز الرئيس الأمريكي اوباما واعتلائه عرش أمريكا ، مع انه اسود .
وقد أحدث فوزه ضجة كبيرة في الأوساط الإسلامية - خصوصاً الثقافية منها - مما ادى لنشوء سجالات فكرية خصبة أدار رحاها كلاً من : المفكر الدكتور /محمد الأحمري والشيخ بندر الشويقي والدكتور عبدالله بن ناصر الصبيح والدكتور فهد العجلان والباحث عبدالله المالكي والدكتور/سعيد صيني والاستاذ/ رياض الشعيبي-( باحث تونسي في الفكر السياسي) وغيرهم كثير .

السبب الثاني :
ما تتعرض له الشعوب المسلمة من استبداد سياسي وغياب لقيم العدل وشيوع الظلم والفساد من قبل النخب الحاكمة ، مما يجعلها تبحث عن مخرج وطريق يمكنها من أن تعيش حياةً يسودُها العدل .



سأتوقف عند نقطة مهمة جداً - لأن الاختلاف في وجهات النظر حول الديموقراطية بين مؤيد ومعارض ، دائما ينطلق منها- وهي :


أن الديموقراطية كمفهوم لم يُكتب له النضج الدلالي مثلها مثل العولمة والليبرالية والحرية والحداثة والإرهاب ....، مما يؤدي إلى إضرام نيران الصراع وتراشق التهم والنبذ والتفرقة حتى بين أبناء الفصيل الواحد .

فالعولمة عند ( س ) هي : .......... ، بينما هي عند ( ص) : ..........، مفاهيم متشعبه متنوعة وكل يحتكم إلى مفهومه ويدين الآخر بناءً على مفهومه أيضا .

أنت يا شيخنا المبارك فيما يبدو لي وقعت أسير هذا الخلل : ( عدم اكتمال النضج الدلالي ) .

ما دليل المجسطي على ذلك ؟

لاحظوا معي ماذا يقول شيخنا ناصر ؟





هذه العبارة هي أُسُّ الموضوعِ ، فإن اثبتَّ يا شيخ بأن احداً من إخواننا - ممن يتبنى الديموقراطية - يؤمن بها كمذهب فلسفي تعني حكم الشعب للشعب ، فأنا معك فيما تقول جملة وتفصيلا .



لأن من يتبنى الديموقراطية - من إخواننا - كخيار للخروج من الظلم والاستبداد الجاثم على صدر الأمة ، لايقولُ بأن الديموقراطية : مذهبٌ فلسفي يعني (حكم الشعب للشعب) .



فالديموقراطية عنده عبارة عن آلية واجراءات تضمن عدم استبداد الحاكم واحتكاره السلطة ، مثلها مثل النظام المصرفي ونظام المرور ونُظم الإدارة المختلفة التي استطعنا أن نكيفها مع هويتنا وثقافتنا ، ونجعل المرجع النهائي لنا هو الشريعة .

دمت موفقا ،،،




.





أخي الكريم، أشكر لك حسن خطابِك، وبعد؛

فالدافع لهذه الأكتوبة هو جعل بعضِنا ذلك المذهب الفلسفي في الحكم منهاجا عادلا وعلاجا للمشكلات الحوارية، ولا شك أنه لا يعني التفسير الأصلي لهذه الكلمة بل يعني بعضَ مضامين ذلك المذهب.
فمن مضامينها كما ذكرتُ في أصل المقال: (حرية الرأي والعقيدة)؛ فأنا أتيت لأذكِّر (والذكرى تنفع المؤمنين) بأنَّ دين الإسلام قد احتوى على بيان الحلول للنزاعات الفكرية، وأن ما جاء به هو العدل، وأن التحاكم لغير الشريعة ضلال.

وإنَّ الكثير من الكتابات الباحثة في هذا الشأن تكاد تجمع على أن (الديمقراطية) تعني (حكومة الشعب) أو (حكم الأغلبيَّة).
هذا أصل هذه الكلمة وهذا المعنى مستقر في الأذهان؛ لكن للديمقراطية إجراءات ومضامين أخرى ذات علاقة.

وأنت تقول: «لأن من يتبنى الديموقراطية - من إخواننا - كخيار للخروج من الظلم والاستبداد الجاثم على صدر الأمة ، لايقولُ بأن الديموقراطية : مذهبٌ فلسفي يعني (حكم الشعب للشعب)».
وأقول: وهم يرون الانتخاب وترجيح حكم الأكثرية وتعدد الأحزاب السياسية وحرية الصحافة... [نقض جذور الديمقراطية: 69] وهذه من مفردات (الديمقراطية)!
وقالوا: عنها: «إنها صيغة لتحويل الحريَّة إلى منهج حياة» [السابق: 70].
يا أخي إن الله تعالى لم يتركنا هملا ليأتي «الديمقراطيون» فيفتحوا لنا (باب النجاة) من واقعنا الأليم!

بل جاءت شريعتُه بأعدل الأحكام وأعظم النظم في السياسة والتعامل.

فلا حاجة لنا بالديمقراطيَّة الغربيَّة؛ حكمِها، إجراءاتِها، وسائلِها.

والناظر في الواقع يجد ما تجره هذه الديمقراطية من بلايا على المسلمين، منها:
1- الاضطرار إلى التعددية السياسية. وهذه فرقة.
2- وإلى الدعايات الحزبيَّة.
3- والمساومة على بعض شرائع الدين عن طريق «التصويتات»؛ فإن حكم الأغلبيَّة على خلاف الشريعة أخذوا حكمهم وتركوا حكمَ الله! عياذا بالله.

وما جاءت به الشريعة وكان موافقا لبعض مفردات الديمقراطية –ولو في نظر الديمقراطيين- فهو حكم رباني لا ديمقراطي ، أو أداة ربانية لا ديمقراطية.

فلا حاجة لاستخدام مصطلح يتضمن معانٍ باطلة. وعندنا ما يغنينا.

أما بعد؛ فقد كفرتُ بالديمقراطيَّة أداةً، وحكما. وآمنتُ بحكم الله تعالى. وكفى!
وحكم الله تعالى مشروح في الوحيين. فلا ديمقراطية، ولا ديكتاتورية.. ولا شيوعية ولا اشتراكية.. ولا أي حكم من الأحكام الجاهلية.



وفقك الله ووقاك كل شر.



__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل