أمرأة رأيتاها في المحكمة تمشي بخطى ثقيلة من قيود يديها ورجليها ؟ يارب سترك يارب حفظك.
قابلتها .. ترفل في قيودها .. تمشي بخطى ثقيلة .. وفي عباءتها تستتر من الفضيحة بدموع الندم والتفكير المتأخر!!
هكذا كان يبدوا لي ... أو ربما هي كانت كذلك .. ولربما أكثر من ذلك...
كانت تقف بجوار سجانتها .. تخفي نظرها متجالهة نظر الفضوليين .. وتحاول عبثاً أن يمضي بها الزمن للوراء ؟؟!! لتتخلص من براثن ذلك اللقاء.. ولكن إستحالة .. نعم .. هكذا كانت ..!؟
الفضيحة والعار .. العار والنار .. النار والشنار ..؟؟؟؟
لقد توقف نبضي ثم عاد .. تفكرت كيف كانت البداية .. أما النهاية فقد علمتها بعد أن رأيتها ..!!!
يابنات قومي .. يا أخواتي .. يامليكات الطهر والنقاء والإباء.. ياصديقات الحشمة .. يا أنيسات العفة تعالين أحكي لكن عقلاً لعقل .. وتقديراً للعواقب .. وتفكيراً بالنتائج؟؟
إن السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه .. لقد كانت أختنا سترها الله دنيا وآخره مثلكن تماما .. ولكن في لحظة ضعف .. وغياب أسره .. وفراغ عاطفة .. وشدة نزوه .. وثورة على القيم .. حصلت الطامة .. وكانت الفاجعة .. وراحت الضحية تتلوى برداء الفضيحة أزمان قادمه ..؟؟
لقد كانت تحمل بيديها القيد وفي رجليها .. بينما في قلبها من القيود ماهو أعظم من ذلك؟
يابنات الطهر:
والله إنها فاجعة أن يحصل للفتاة جموح لا توقفه .. وإنحدار لاتعرف عواقبه .. تعب الناصحون .. وتكلمت المغدورات بنداء التحذير من مغبة الزلل والتفكير .. من الإستسلام لذئاب لا تتورع ولا تخجل .. وظهر للملأ قصص يندى لها جبين الحر .. ثم يظهر من ينادي بحقوق المرأة المسلوبة .. لتكون ضحية تلك الفرية المزعومة..؟؟
يخرج من غسل فكره وبقي دنس وجهه لينادي بطمس الهيئة وإيقافها لحدها!! وبين خروجه وخلواته فضائح لا تنكشف ولكنها على الله لا تنطلي .. ولا تنجلي ..!!
يابنات العواطف .. ياقلوبنا النوابض:
كفى .. كفى .. كفى ..
إلى متى ؟؟ إلى متى؟؟
إنها أقدار لك فسيري فيها .. والجأي لربك بالدعاء أن يرزقك الستر والهناء .. ومهما كان نصيبك بعيدا فلا تستعجليه بنزوة عابرة .. وحسرة خالدة!!
إنني حين رأيت اختنا سترها الله وهي تمشي وتبكي .. علمت يقيناً كيف ندمت على ساعة من نهار لا تعلم بماذا أشبعتها ولا بماذا فضحتها؟؟ لقد كانت ضحية من تلك الضحيات اللواتي إستسلمن لغرام مزعوم .. ولموعد مشؤوم .. ثم ماذا؟؟؟؟؟؟
إن الفتاة التي تقع بها الزلة ؛ سوف تقيدها طول عمرها وإن تابت وتعبدت .. وإن صامت وتصدقت .. فهي لن تخرج من غضب مجتمع لا يعرف للعار غير الشنار..
لقد تعجبت من أبعاد الستر لدى أخواننا رجال الحسبه حين يسترسلون في بذله ولا يحيلون إلا ماانقطع وصله!! وتذكرت كيف يغسل الشاب عاره بصلاة مواضبة .. وحظور لمجالس الذكر!! أما الفتاة فلا وألف لا .. في مجتمع ينظر للمرأه رمزاً لا يمكن المساس فيه..
هذا ندائي لكل فتاة .. وإن فقدتي العاطفة .. وإن فاتك القطار .. وإن وإن .. فكوني مؤمنة بقضائك واشغلي نفسك بماينفعك في امور دينك ولا تكن نزواتك هي مدار عثراتك..
خاطرة من القلب عسى ان تصل للقلب .. سترك الله دنيا وآخره.
__________________
عندما يكون العلم والدعوة وسيلة للتكسب، فسيخضع صاحبه لقانون العرض والطلب.
الشيخ د/ ناصر بن سليمان العمر
|