مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-02-2009, 03:03 AM   #1
ايـ ق ـاع الزم ـن
عـضـو
 
صورة ايـ ق ـاع الزم ـن الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: على أديم الزمن..,,!
المشاركات: 575
" أحمد مطر " , حياته , ومطريّاته ...


" شاعر الرفض " , " شاعر الحريّة " , " شاعر المنفى " , " شاعر الغربة " , شاعر التمرد "


كلها لشاعر رفض القسر وجبريّة النظام وخنوع العرب رافعاً لافتاته من أرض منفاه " بريطانيا "

.
من هو؟!
.
أحمد مطر شاعر عراقي الجنسية رافضي المذهب ولد سنة 1954 ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.

وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي (كما يصفها) تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، وأشجار النخيل التي لاتكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ماتكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لاتتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

وفي الكويت عمل في جريدة القبس محرراً ثقافياً كما عمل أستاذ للصفوف الابتدائية في مدرسة خاصة، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ماأخذت طريقها إلى النشر، فكانت "القبس" الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

وفي رحاب القبس عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره مايكره ويحب مايحب، وكثيراً ماكانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
استمر أحمد مطر في عمله في القبس،وجاء عام 1984 الذي تميز بنشر أول اعمال أحمد مطر المطبوعه (لافتات) و التي نشرت في الكويت (أول و آخر لافته تسمح بالكويت بعدها منعت حالها حال بقية اللافتات) و قد وصف أحمد مطر لافتاته قائلا :
سَبعونَ طَعنةً هُنا.. مَوصولةَ النَزْفِ
تُبدي.. ولا تُخْفي
تغتالُ خَوْفَ الموتِ في الخوفِ
سَمَّيْتها قصائدي
وَسَمِّها يا قارئي: حتفي

:
لافتات 2 - 1987
لافتات 3 - 1989
لافتات 4 - 1993
لافتات 5 - 1994
لافتات 6 - 1997
لافتات 7 - 1999
و يضاف اليهم كذلك ديوانني اني المشنوق أعلاه و الساعه و اللذين صدرا معا عام 1989
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت،و مما قاله في توديعه للكويت :
كم على السيف مشيت
كم بجمر الظلم والجور اكتويت
كم تحملت من القهر
وكم من ثقل البلوى حويت
غير اني ما انحنيت
كم هوى السوط على ظهري
وكم حاول أن أنكر صبري
فأبيت
وهوى ثم هوى ثم هوى
حتى هويت
غير أني عندما طاوعني دمعي .. عصيت
مذهبي أني كريمٌ بدمائي
وبخيلٌ ببكائي
غير أني يا حبيبة
حينما سرت إلى طائرة النفي
إلى الأرض الغريبة
عامداً طأطأت رأسي
ولعينيك انحنيت
وعلى صدرك علقت بقايا كبريائي ،
وبكيت
آه .. يا فتنة روحي كم بكيت
!آه .. يا فتنة روحي كم بكيت
!كنت من فرط بكائي
دمعة حيرى على خدك تمشي
ياكويت!

حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت، وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتة يرفعها.

ينشر حاليا في جريدة الراية القطرية المتوقع ان يجمعها قريبا في ديوان واحد و يسميه لافتات 8 و يكتب في الجريده نفسها عامودا اسبوعيا باسم حديقة الانسان...و لكن ظل أحمد مطر في لندن و لم يعد الى العراق رغم ان طالبي اعتقاله لم يعودوا موجودين في السلطه.....و تساءل محبيه و اصدقاءه عن سبب عدم عودته للعراق الى هذا اليوم و البقاء في مهجره...و جاء جواب احمد مطر كالعاده شعرا و قال في قصيدته التي نشرت في صحيفة الراية القطريه في عدد يوم السبت 12-5-2007
يَسألُني رِفاقي :
مَتى نَراكَ عائِداً لرؤيةِ العراقِ ؟
أقولُ : ماذا سأرى
غيرَ عَمايَ يا تُرى
في ساعةِ التّلاقي ؟!
ما تَسكُنونَهُ لكم
ولي أنا
هذا الّذي يَسكُنُ في أعماقي .
هذا الّذي يَسكُنُني
أجملُ ألفَ مَرّةٍ
مِن ذلكَ السّاكنِ ..............
....................
حتى نهايتها يقول: **
معذِرةً رفاقي ..
إنّي سأبقى هاهُنا
مُعَوَّذاً مِن عَفَنِ الفاني
بطُهْرِ الباقي .
عِراقُكمْ ذاكَ لَكُـمْ
وَلي أنا عِراقي !


ويجد كثيرا من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتي أن هناك من يلقبه بملك الشعراء ويقولون إن كان أحمد شوقي هو أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم.

.
ومن قصائده :
جَسَّ الطبيبُ خافقي
وقالَ لي: هَلْ ها هُنا الأَلمْ؟
قلتُ له: نَعَمْ
فَشَقَّ بالمِشرَطِ جيبَ مِعْطفي
وأخْرجَ القَلَمْ!
هَزَّ الطبيبُ رأسَهُ.. وَمالَ وابتَسَمْ
وَقالَ لي: ليسَ سِوى قَلَمْ
فَقلتُ: لا يا سيّدي
هذا يَدٌ.. وَفمْ
رَصاصةٌ.. وَدَمْ
وَتُهمَةٌ سافِرَةٌ.. تَمشي بلا قَدَمْ

.
وأيضاً:
.
قالت أمي مرة
يا أولادي عندي لغز من منكم يكشف لي سره ،
“تابوت قشرته حلوى ،
ساكنة خشب والقشرة" ،
قالت أختي: " التمرة " ،
حضنتها أمي ضاحكة لكني خـنـقـتـني العبرة ،
قلت لها : " بل تلك بلادي "

.
:::: وهنا مجموعة قصائد فيديو بصور حديثة ::::
شاهدها هنا
.
بغض النظر عن مذهبه لكن قصائده تروقني فنتاجه بحق يستحق الشاعريّة ...
سيكون هنا مكاناً تلوذ به قصائد هذا الشاعر أضعها مابين الفينة والأخرى ومن أراد مشآركتي...-إن أردتم-
.
أعجبني موضوع ( بقايا الذكريات ) فا أحببت مشابهته , أتأذنني.؟؟..!!
.
.
__________________
لتكن ارواحنا راقيـة..
نتسامى عن سفاسف الأمـور وعن كل مايخدش نقائنا
نحترم ذاتنا ونحترم الغير .. عندما نتحدث نتحدث بعمق
نطلب بأدب .. ونشكر بذوق .. ونعتذر بصدق..
نترفع عن التفاهات والقيل والقـال ..نحب بصمت ونغضب بصمت
..وان اردنا الرحيل .. نرحل بصمت ..

آخر من قام بالتعديل ايـ ق ـاع الزم ـن; بتاريخ 12-02-2009 الساعة 03:45 AM.
ايـ ق ـاع الزم ـن غير متصل