مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 03-06-2003, 12:02 AM   #11
مشفوح بريدة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 144
تجربتنا مع الأجهزة الأمنية ، كانت استخداما مفرطا للعنف الجسدي والنفسي .. و معاملة قاسينا منها طويلا .. و مازلنا (نصارع) تداعياتها ..!

أكره دائما.. أن أعود إلى تلك (الصفحات) من (كتاب) علاقتي بالمؤسسة الأمنية في بلدي ..! أكره ان أطل بعين (ذاكرتي) على ذلك (القاع) المملوء (عنفا) و وجعا ..

وممارسات شرخت الإنسان في داخلي ، و طال توحشها أفراد أسرتي ..!

ممارسات .. صرختُ طويلا محذرا من عواقبها ..!

لماذا أعود إليها إذن ..؟! لماذا أنكأ الجروح ..؟

لماذا أعود للصفحات .. و للقاع ، فأطلع على ممارسات (استلبت) معنى الإنسان ..؟!

أعود بعد أن تصاعدت وتيرة العنف في بلدي ..

جاءت حادثة استراحة الشفاء ، ثم الحادث الذي وقع في حي المصيف ، ليقرع اجراسا في ( قلوب ) الغيورين على هذا البلد ، قبل اسماعهم : اننا امام ممارسات غير مسبوقة ..!

لم نعتد ان تكون لغة الحوار بيننا .. هي لغة ( الرصاص ) ..!

مهما كانت الدوافع ، فان اطلاق النار.. بحجة ( الدفاع ) عن النفس .. نذير شر ..!!

ليس هناك مبررا ان تزهق روح ، او ان تسيل دماء ابناء المجتمع الواحد..المسلم ، مواطنا ، او رجل امن.. بغير وجه حق ..!

لقد تكررت حوادث العنف ، التي لا تصنف ضمن الأعمال (الإجرامية) التقليدية .. ! من نوع تلك المواجهات التي تدخل في مفهوم (العنف السياسي) . و هي تحديداً مواجهات بين جهاز المباحث ، و بين شباب الجهاد . أريد أن أقرر ابتداء أن العنف كريه .. و أنه مرفوض أياً كان مصدره .

و أريد أن أؤكد أن أي تبرير يسوغ اللجوء إلى العنف ، في حال التباين و الاختلاف .. إنما هو تبرير يمنح (كل طرف) شرعية اللجوء للعنف .

إن سياسة (الضرب بيد من حديد) على المخالفين تجد لها (تسويغاً) شرعياً بالرد المضاد .. و من جنس العمل .. ! كما أن شعارات (الإقصاء) ، و فتاوى (التكفير) ، و إهدار دم المخالف تثير الرعب ، ليس لدى الجهات الرسمية ، و المؤسسات الأمنية فقط ، بل لدى عموم الناس ..!

لماذا العنف كريه و مرفوض .. ؟

لأن العنف (دوامة) مخيفة لا تتوقف .. تأكل الأخضر و اليابس ..!

إن عملية الإصلاح ، و التغيير الحضاري ، تتطلب وضعاً مستقراً ، يسمح للصوت العاقل أن يستمع له ، بعيداً عن ضجيج المآرب الفردية،و الأهداف الخاصة ، التي تتستر بالفوضى ،التي يصنعها العنف ..

فكم من (هوى) فردي .. ركب مطية العنف .. و ذهب ضحيته أبرياء .؟!

إن العنف الذي قد يمارسه أفراد من الأجهزة الأمنية ، ليس مسوّغاً أن يجعل البعض (العنف) منهجاً و أسلوبا في التعامل .

لقد قلت يوماً (لأحدهم) ، حينما أعاد إلى ذهني (تجربة السجن) ومعاناتها : إننا حملة رسالة ، لا وجود لـ(عقلية الثأر) ، و نزعة الانتقام في أدبياتنا .

إنني إذا كنت سأمارس (عنفاً ) ضد (الجهاز) الذي عمد إلى إيقاع (عنف) من أي نوع بي .. فإنني لا أحمل (رسالة) من أي نوع ، و لا أختلف عنه ، في كونه (أداة قمع) .. !

إنه من خلال القراءة العميقة .. و المحايدة ، لنمو ظاهرة العنف السياسي في بلدنا ، نستطيع أن نتلمس عدداً من الأسباب :

ـ أن سيطرة الهاجس الأمني على سلوك (المؤسسة الامنية) ، في تعاملها مع الشباب ، الذين يتبنون نزعة جهادية ، يوتر العلاقة بين الشباب ، و أفراد المباحث ..!

- رأيت اثناء - التجربة الماضية – كيف أن الإفراط في استخدام العنف ضد (الموقوفين) ، في قضايا تافهة ، مثل توزيع منشورات، أو إلقاء كلمة .. في محفل عام أو خاص .. ساهم في تحويلهم إلى (متطرفين) .. !

- يؤدي بطء الإجراءات (القضائية) إلى إطالة أمد الفترة التي يقضيها الشاب رهن الاعتقال ، مع حرمانه من رؤيةأهله ، و كثير من حقوقه .. إلى تعميق الكراهية للأجهزة الأمنية .. و السلطة القضائية . هذا الوضع يجعله تلقائياً مهيأ لتيارات الفكر (التكفيري) .. !

- أدت ممارسات الأجهزة الأمنية ، التي لا تخلو من انتهاكات لحقوق الإنسان ، إلى تشكل (صورة ذهنية) مخيفة عنها ، يجعل اللجوء إلى العنف ، حلاً مثالياً في نظر الشباب ، للإفلات من قبضتهم .. و عدم التعرض للابتلاء و التعذيب ..!

- فقد الشباب ثقتهم في حياد القضاء ، بسبب غياب الإجراءات التي تكفل للمتهم حقه في الدفاع عن نفسه . كما إن اختلاط الفكري بالأمني ، خلق حالاً من الغموض و الضبابية ، لا يمكن فيها للمتهم أن يحكم على (شفافية) الحكم و (عدالته) .. !
كما أتمنى أن ندرك .. جميعنا ، أن مجتمعا بلا أمن ، لايستقيم فيه الأمر لفرد .. و لا لسلطة ..!

إن نشر الخير ، و الدعوة إليه بالحسنى ، يحتاج (أمنا) ،ليقول (الداعي) كلمته ، و يستمع (المدعو) ..!

كما أن استتباب (الأمن) ، يتطلب أن تكون السلطة قادرة على زرع الثقة، من خلال التعامل الهادئ ، و بالطرق الشرعية ، و الاحترام المتبادل .. مهما كانت درجة الاختلاف ..!

لم تكن (قوة) الأجهزة الأمنية يوما .. بديلا عن الشعور بالأمن داخل النفوس ، و بالتالي المحافظة عليه ..! و لم يكن العنف يوما .. أسلوبا صحيحا لنشر (الكلمةالطيبة) .. أو الدعوة إلى الخير .

بل إنه من السنن الثابتة أن الدعوة كثيرا ما يساء فهمها.. و لا تتمكن إلا من خلال (المجاهدة) ، و الابتلاء .. والصبر على الأذى .. من اي جهة صدر ..!

أسأل الله أن يحفظنا جميعا .. و أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه .. إنه ولي ذلك و القادر عليه .
***
مقتبسه من رساللة
محمد الحظيف .
...............................

بعد هذا هل تريدون من المجاهد العييري ان يسلم نفسه .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مشفوح بريدة غير متصل