[النفس المتحررة]

كتب العبقري النحرير ابن مهوس عن عيد الحب مقالاً عنونه بـ : ((يسألونك عن عيد الحب . . .))
ومن خلال العنوان لا أدري من السائل والمسئول ؟
فمثل هذه المواضيع لاعلاقة لابن مهوس ولامن هم في مثل تخصصه الأدبي بالكلام والإفتاء فيه !!
لأن عيد الحب قد تقرر حكمه وأنه من أعياد النصارى ولايجوز مشابهة النصارى وتقليدهم , وأخشى ما أخشاه أن يأخذ عيد الحب طريقه للفتاوى التي تقصصه من هنا ومن هنا , ثم تعلق عليه ماعم به البلوى والاسلام الشمولي ومن باب ترغيب المسلمين , حتى إذا دخل في هذه الدائرة الفكرية كان الجواب (( يجوز الاحتفال به بشرط أن لاينوي العبادة أو أنه عيد , لأن الحب ضروري للمسلمين ليتراحموا ويتقاربوا ويكونوا أكثر رومنسيّة )) ...
ومثل هذه الفتوى لايستغربها أحد لأن اليوم الوطني وعيد الميلاد كانت قبل أن تدخل هذه الآلة _التي تفككه حتى تخرج بفتوى جذابه أنها جائزة لاشيء فيها_ بدعةٌ في الدين ...
يقول ابن مهوس : ((ومهما يكن من شيء وأمر ؛ فإن الحضارة إذا جاءت فإنها تأتي بما فيها من أفراح وأتراح , وليس للمرء حيلة في درء مجيئها أو الوقوف في تيارها , فهي تيار جارف لا يوقفه شيء , ولن يفيدنا أخذ ما نريد منها ونبذ مالا نريد , فإنها أقوى من أن نستعيض بغيرها بدلاً , فإن أذواق الناس متباينة , فلولا الأذواق لبارت السلع كما يقال !))
أي حضارة التي تجعل المسلم يركع لها ويسلم لها عقله وقلبه وحتى دينه , مالكم يامسلمون ! قوم من الهندوس وآخرون من البوذيين وعبدة الأوثان وبني يهود كل هؤلاء على باطلهم ولكن تراهم ينافحون عن دينهم ويصمدون أمام زبالة الحضارة ...
أين عزة المسلم ؟ أين قصة ربعي بن عامر , وخباب , وبلال , وآل ياسر , وغيرهم ممن سطر التاريخ قوة في الحق وصبراً على هذا الدين وعزة تناطح السحاب ...
مالها غابت في أذهاننا , أنها مُثل عليا يسعى المسلم ليحاكيها ...
إن من يعظم الله ويقدره حق قدره لايحنى رأسه لالزبالة النصارى ولااليهودولاسواهم , ويفتخر بنسبه ودينه , ويتشرف بأن جعله الله من أتباع خير الانبياء ...
على المسلم أن لاينظر للدنيا بل لينظر بعيداً للآخرة يوم تأتي كل أمة تفاخر بنبيها ونحن نفاخر بخير نبي ...
في الأخير يقول ابن مهوس (( المتدينون بما فيهم خطباء مساجد يستنكرون الاحتفاء بعيد الحب , وما دروا أن التيار أكبر منهم , وأن لكل رياح تهب مستفيدين , ولو أننا نكره الناس على أن يكونوا مؤمنين لما زجر الله نبيه ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) !))
بالله كيف يستدل هذا النحرير !!؟ أم كيف يفكر !!؟
إن الذي قال أفانت تكره الناس هو من قال (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) ثم ذكرها بالخيرية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
ونبيها الذي قال لتأخذن على يد السفيه , وهو من قال من راى منكم منكر فليغيره ...
حين تأخذ النصوص تأخذه بعمومها وتنظر مدلول الآية حتى لاتكون من الذي يحق أن يطلق عليهم أصحاب الجهل المركب ...
التيار الذي تتحدث عنه هو تيار فاسد لابد له من تيار مصلح لاصالح , لانه إن غلب الفاسد وسكت المصلح ليكون صالحاً فقط حق العذاب ونزل الدمار , والتفت يمينا وشمالا لترى نذر الله تترى أيها المفكر !
لن نخش أن نقول نحن المسلمون : إن عيد الحب محرم فهوتشبه بالنصارى ومن تشبه بقومٍ فهو منهم , وعلينا مخالفتهم للأمر النبوي الصريح القطعي بذلك : خالفوا اليهود والنصارى , وأما من فسد دينه وخلقه ورغب في تقليدهم وأصبح إمعة , فليمارس ذلك في قعر بيته لأن الله يراه وهو يتولاه ويحاسبه , فإن أبى و جاهر فإنا لن نسكت ولن نرض وسننكر عليه لأن هذا من واجبات ديننا الذي نتشرف بخدمته !