عتبي على الوزارة حين تقرّب رجلاً استغرق حصوله على الماجستير والدكتوراه – غير المعترف بهما - في ظرف سنة ونصف السنة , بينما درجة الماجستير - وحدها - المعترف بها قد تستغرق خمس سنوات تزيد أو تنقص قليلاً , وكم تملّكني العجب من عدم تطبيق تعميم الوزارة القاضي بعدم مخاطبة أصحاب الشهادات غير المعترف بها بألقابها , فلا يقال لمسئول إنه دكتور إلا لمن حصل عليها من جامعة معترف بها , وأخشى ما أخشاه أن تكون تلك الجامعة قد غلبته بمبلغ المال !
من يحصل على درجة علمية غير معترف بها في بلاده فهو مهزوز الشخصية , حيث إنه يبحث عن تعويض عقدة النقص فيه عن أمر ما , فهو يريد أن يظلل المجتمع , وأن يعطي انطباعًا غير حقيقي لنفسه , فهو وطالب المدرسة الذي يغش سواء ! !
في مجتمعنا الشرقي يأنف الرجل – عادة – أن يتلقى الأوامر والتوجيهات من امرأة , وفي بلدنا الأكثر شرقية قد يموت المرء ولا يتمنى أن يكون تحت امرة امرأة , فقد اعتاد أن يأمر مَن هي مِن جنسها في بيته , فلا يلبث أن يجد في العمل مَن تترأسه غصبًا بلا اختيار !
في مقدوري أن أتفهم سبب تكليف امرأة نائبة لتعليم البنات , فهذه سياسة دولة تريد أن ينجح منهجها المرصود منذ ضم الرئاسة إلى الوزارة , فقد اعتاد الناس أن ينسوا الأحداث , كيما ينسوا الترابط بين سلاسلها المتلاحقة , لكنني لا أنسى منها شيئًا .
الرجل الشرقي يفقد رجولته حين يستمع إلى امرأة وفي علمه أنه سيطيع الأوامر لا محالة , فلو كانت من محارمه لقلنا خفض جناح للقرابة وحسن رحم , كأن تكون زوجة أو أمًّا أو أختًا . . . ولكن الشأن يختلف حين تكون رئيسة في عمل يقتات من أجره , وعصيانه الأوامر يجعله خلف الشمس !
إن عدم تصريح أي مدير تعليم للبنات بشأن النائبة الجديدة للإعلام يدعو إلى هذا الإحراج المفضوح . . . لو تُرك القطا لنام ! !