عندما تنظر في صناديق الحياة المبعثرة في دنياك يمنة ويسرة ، تتأمل فإذا بصندوق قد تغير لونه من حبال الشمس الملتفة عليه ، وإذا بآخر مقترب من خط الانتهاء , وقد أعدى الصناديق التي حوله ، تطرق برأسك وأنت تجر ذيول الأسى وتعود إلى ظلامك القديم , تنظر فإذا الشموع ماتزال مشتعلة وبمجرد أن تفتح النافذة تغتال الرياح تلك الأنوار اليائسة ، شعور متكرر في عالم الصناديق المجهولة ، ومالعجب مادام يكرهك حتما سيغضبك ، تلتفت للخلف ببطئ وتبتسم لأن هناك شمعة مازالت تضئ بلون باهت !! ما أجمله من لون عندما يتحول هذا الباهت إلى أمل ، وفجأة وبدون انذار سابق يحاصرك الظلام الحالك وقد أذن لذيوله السوداء باغتيال الأمل , استباحوا دماء السعادة الموهومة فقطفوها من جذورها !
تبا لكل صندوق فارغ لا يمنح إلا الصدى ولا يدرك معنى الحياة .
تبا لكل صندوق تمنحه إحساسك ليزيد قدره من بين صناديقك فينقلب ضدك، حتما سنصاب بغيبوبة مستمرة لأننا فرضنا ما أردناه على الواقع ، كيف نعيد برمجة أفكارنا بنظام جديد ملائم لصوت الصدى ولصوت الخيانة !
ما أقسى تلك اللحظات !
بل كيف نرجع لدفتر احساسنا الماضي لتعديله أو حتى حذفه من القائمة ، إذا كان من حولك بدونه فلماذا الشذوذ !
مزق الأوراق واتركها تجري مع الرياح في فلكها الأصلي لماذا التكلف !
حطَّم آمالك بهذه الصناديق واستأصل الاحساس من قلبك , بل ضع مكان قلبك صخرة صماء .
كن خشن الطباع واستبدل الأقنعة كلما احتجت لذلك لاشئ يشجع على البقاء .
ياقلب اصمت لماذا الشذوذ ؟!
يكفي إنها فارغة