[د / ماسنجر]

عندما أود التعبير .. أجد أن الهاتف النقال يقلقني .. فأسارع لوضعه صامتاً حتى لا تبعثرني مكالمةً من صديق .. أو نداءاً من رفيق .. واكتفي باحتساء كوباً من القهوة .. لأشعر بنشوة الراحة ..
اسندت ظهري على الكرسي .. وتذكرت موقفاً حدث .. فقال لي من كان طرفاً في إنشغال ذاكرتي ..:

- ما رأيك بي ؟



- سامي



- وهندامي ؟



- راقي



- ووقوفي ؟



- عظيم



- وغترتي ؟



- لامعة .. كلمعة البرق ..




فخطى خطوةً .. كأني بكلماته بداخله تقول : إنني رجل معظم .. وجبلٌ شامخ .. وأسطورة لن تتكرر .. بل إنني لا أرى أن هناك من يشبهني على الإطلاق .. أيستحق فلان من الناس أن أردّ عليه عندما يناديني .. ! ، وهل يستحق ذاك .. أن أتحدث إليه عندما أكون في إحدى الصالات ..! وهل يستحق صمتي أن يكون معي في معظم حياتي ..! ، لالا .. لا .. لا يستحقون .. لأن مستوى حياتهم .. لا يروق لي .. ولا يسير على مستواي فأنا عالي .. وأملك من المال ما لا يملكونه ... .



وظلّ يردد كلماته كلما أتت مناسبة .. وكلما وقف يتراقص أمام المرآة .. وكلما أراد أن يشتري .. فعندما يدخل إحدى الأماكن للتسوّق لا يروقه إلا ماهو فوق المئتين والثلاث .. لأنه متميّز فهو عظيم ومبجّل .. لا أدري ماذا يريد ؟ هل يريد أن يمسح الناس حذاءه اللامع ؟ ، أم يفترشون أنفسهم طريقاً له ليسير عليهم ؟ .



سحقاً لتلك السذاجة ..

وسحقاً لذلك التفكير ..

وسحقاً لتلك النظرة إلى البشر ..



في أماكن الحفلات .. والنزهات .. واللقاءات

لا يلبث نظرهُ كنظر الأغلب من الناس .. بل يجعله متنقلاً بين هذا .. وبين ذاك ..

وبين معطف فلان .. وربطة عنق علاّن ..

وبين طريقة حديث زَيد .. وصوت ضحكة عبيد ..

وفي طريقة الأكل والسير .. وكل شيء .



إن ذلك الإنسان .. آوه بل ذلك المريض .. اسأل له الشفاء العاجل ..

إنه مصاب بالمرض النفسي ..

ولو كنت ألمّ بالطب النفسي لشخّصة حالته تشخيصاً دقيقاً ..

واعتقد أن من كان على تلك الشاكلة .. عَلِم بأنه مريض ..

فليسارع إلا أقرب مكان للعلاج ..





وليحرص بعد قراءة موضوعي على استخدام " العِصْفر " ..

فهو مهدأ للأعصاب ..

.

.

.

مرحباً بي بعد عودتي

فلم أكن أعلم أن هناك لحظة سأعود بها ..

.

.

.

وردااااااتي لكم

بمقلمة د / ماسنجر