الغالي الإمبراطور
الحقيقة يا أخي أن المشكلة لا تكمن في قضية الوعي أو العلم و الثقافة ..
إنما في التربية و طبيعة الشخص في تعاملاته ..
حيث يدخل فيها الرحمة و الحب و الإحسان ..
لا يكفي أن يكون الأب معلماً أو مثقفاً واعياً ..
إنما في نفسية الأب ..
وللتوضيح سأعطيك مثالأ ..
أحد وجهاء المجتمع لدينا له باع طويل في مجال التربية و الثقافة وهو أحد كتاب الصحف اليومية بل وله برنامج على الرائي (التلفزيون) كما يسميه الطنطاوي رحمه الله يظهر فيه في بعض الأحيان ..
ومع ذلك فأولاده لم أقابل أسوأ منهم تعاملاً ..!!
وقد كانت لي لبعضهم معرفة فكان ديدنهم الكلام الفاحش ، والسب و الشتم على طرف ألسنتهم بل قد يحيك أحدهم بسب و الديك !!
أمورهم سيئة أحد أولادهم مات مقتولاًَ من أصدقائه على كلام أحد جيرانهم ..
ولولا الخشية من عاقبة السرد لقلت كلاماً يتفطر منه القلب .. (أسأل الله ان يردهم إليه رداً جميلاً )..
فلو كان الأب مهتماً بأمر ولده لما حدث ما حدث و العلم عند الله .
أخي الكريم ..
إن الأبناء يردون الأب الرحيم الأب الواعي بمشاكل الشباب ..
وأنتم تعرفون رحمة الرسول صلى الله عليه و سلم من أحفاده الحسن و الحسين ولعلكم تذكرون ما ورد في الحديث حينما أخذ يقبلهما فرآه أحد الصحابة فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحد منهم ، فقال له الرسول بأبي هو و أمي وأكتبه بالمعنى (و ما أفعل بك وقد نزعت الرحمة من قلبك )أو كما جاء عنه صلى الله عليه و سلم .
وبعض الآباء يظن أنه بماله فقط يحسن إلى أولاده ولا يعرف خطأه إلا حين احتضاره فيراهم يتقاتلون على ماله ..
ولقد شدني من كلامك هذه الكلمات : (أن بمقدور كل أب أن يصنع من نفسه في داخله زنزانة يحتجز فيه فلذة كبده ، متى كسر حاجز الرسمية واعترف بضرورة التربية) .
فعلاً فالآباء يغلب عليهم و للأسف الطابع الرسمي عند فلذات أكبادهم ، ولكن عند الأصدقاء فخذ حديثاً طويلاً من المرح و الدعابة ..
بل ربما يفاجأ بعض الأولاد حين يرون آبائهم في تلك المجالس فيتهامسون فيما بينهم (انظر إن أبانا يعرف الضحك ..!! )
وفي الختام ..
أقول إن في سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام غنية عن كل كتاب إلا القرآن ..
فسيرته نور و هداية .. إحسانٌ و رحمة ..
من علمها و عمل بها فقد اهتدى ..
والسلام.
__________________
|