
( 2 )
حَدِيْثُ المَسَاءِ .. لِبَدْرِ السَّمَاء ،
وكل دقيقةٍ بعد دقيقة تكتمل .. وكل جزءٍ من الثانية تزداد ابتسامتي وسعادتي لجمال ذلك الاكتمال الذي وهبك الله إياه ، ليت بعض القلوب تصبح مثلك تشعّ وتضيء وتُنير حتى لا يموت فينا ذلك البِشْر الذي يجعلنا نعيش على صراعٍ مع تلك القلوب وبما تحمله وما تكنّه تجاهنا ، وهناك الكثير منها أصبح إشعاعها كلهب النار .. ذلك اللهب الذي شتت توحّد بعض القلوب مع أصحابها ، وجعلها مستنفرة إلى هنا وهناك مما يجعل الشك في الفكرِ وهواجسه .
و لا يكاد الإنسان يفيق من همومه ويستعيد أنفاسه التي عكر راحتها وصفوها تلك المنغصات في هذه الحياة ، ليسعد وكأنه طفل ذو سبعة عشر شهراً يطير في السماء متنقلاً بين ضياءك في الليل .. بعد أن تخلد الطيور إلى أعشاشها قُرب غروب تلك الساطعة وتحمي صغارها إما عن البَرد أو تضيف إليهم القليل من الطعام ليسد جوعهم حتى آذان الفجر ، أما هو لا يجد من هذه الحياة المؤنسة إلا ظهورك بعد أن ينام بنو جنسه ، ويحلق متمنياً الوصول إليك .. سحرهُ وجهك البارق الوضاء ولكن الذي يتعبه هو ابتعادك عنه ويحاول ويحاول ثم يعود حزيناً إلى عشّهِ متسائلاً : هل سيظفر بحضورك المستديم ؟ ، أم أنك ستفتّت أحلامه وتغيب وتعود ثم تغيب ؟ .. وما إن تميل نفسه إلى ثاني أسئلته حتى تسيل على خده دمعة وحيدة تلظّى لها بريق في هدوء ذلك الجبل ، والذي أرّث نارها هو أن محياك الذي يراه بعينه ينعكس بدمعته فيحس بأنك تسكنه وأنك استحوذت على روحه وكل شيء به ، وبجزءٍ لا يتجزأ يفيق ولا يراك إلا ابعد عليه من ابتعاد النجمة العليا من النجمة الأخرى في جهة الأرض المعاكسة .
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]
سَلمان
|