[بدر بن عبدالله]

اقتباس من مشاركة كبير المحايدين:
إخواني الأعزاء :
أنا لدي بعض النقاط أحب أن أذكرها , قد تكون صواباً وقد تكون خطأ , وأرجو أن نتقبل وجهة النظر ,

اقتباس أولاً : محبة الكافر ليست حراماً كلها , ففيها تفصيل : إن كانت محبته لأجل كفره فهذه ردة عن الإسلام بلا شك , لأنه حب للكفر وليس للشخصية , وإن كانت محبته لأجل الدنيا دون النظر لعقيدته فهذه تتراوح بين الإباحة والكراهة , فمنها المباح كمحبة القريب لقريبه , والنبي صلى الله عليه وسلم أحب عمه أبا طالب ( إنك لا تهدي من أحببت ) , وكمحبة الزوج لزوجه الكتابية . فجماهير الهلال حين صرحت لحبها لكوزمين فهي لا تحبه لكفره , ولكنها تحبه لأنها رأت أنه يحب فريقها , وأنه يخدم النادي , وهذا الأمر في نظري داخل في المكروهات , ولا يمس عقيدة الولاء والبراء , لأن المفاضلة هي ليست بسبب الدين , ولكنها مفاضلة لمصالح دنيوية . علماً أن محبة المدربين أو اللاعبين الكفرة لم تقتصر على جماهير نادي معين , فأكثر الجماهير تفضل وتحب لاعب فريقها الكافر وتفضله على المسلم من الفريق الآخر المنافس . وأنا أؤمن أن في هذا الفعل خطراً على عقول الناشئة , وتمييعاً للدين , ومساساً بعقيدة الولاء والبراء , ولكن يجب علينا أن نعلم أن القرار السياسي كان هو السبب , لأن السياسي جعل من الرجال رموزاً مقدسة لا يجوز المساس بهم , ولو على سبيل الخطأ غير المقصود .

الرد على النقطة الأولى:

أخي الكريم اسمح لي أن أقو لك أن الدين لا يكتمل إلا بالبراءة من الكفر وأهله، ولولا الدين
لما سالت الدماء من أجله، وأن المسلمين ترتفع درجاتهم عند الله - عزوجل - بكمال الإيمان،
فكونك تجعل من عقيدتك مجالاً لحب عمل شخص معين فهذا يفتح عليك باباً في التساهل في
أشياء أخرى ومنها ما ذكرت أنه قد يُميع الدين بسبب هذا الشيء، ثم هل قدم كوزمين للإسلام
شيئاً حتى يستحق أن نذكره وأن نمجده هذا التمجيد أعتقد أن الجواب لا، وأن نقارن كوزمين
بما فعله أبو طالب بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أعتقد أن هناك فرق فأبو طالب دافع عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - وحماه من كبار قريش ومع هذا كله فهو ( أي أبو طالب) من
أخف الناس عذاباً يوم القيامة أي أن دفاعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينفعه إلا
في كونه أخف الناس عذاباً، والمقصود بالحب في هذه الآية ليس الحب الحقيقي وإنما كان
القصد: إنك لا تهدي من أحببت هدايته، وأعتقد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حريصاً
على أن يهتدي عمه أبو طالب لما قدمه له في الدفاع عنه.
ولعلك ترجع إلى تفسير الجلالين لمعرفة معنى الآية أو أي تفسير آخر.

اقتباس ثانياً : يجب أن نفرق بين الكافر المعلن حربه للإسلام والمسلمين , وبين الكافر المسالم الذي جاء إلينا بأمان وعهد ولم يسئ لديننا وعقيدتنا , وقد ذكر بعض لاعبي الهلال كالحارس الدعيع أن مدربهم الروماني كان يأمرهم بالصلاة ويوقف التمارين من أجلها , وهذه نقطة إيجابية أفسدها القرار المتسرع الذي صورنا عند الغرب أمة جاهلة .

الرد على النقطة الثانية:

وقد ذكرتُ هذا الشيء في موضوعي، بأن الذي دخل إلى أرض الوطن بإذن من الحاكم
وأعطي الأمان فإنه يجب علينا كمسلمين أن نعامله معامله حسنه لعل الله أن يفتح على
قلبه ويعتنق الإسلام، وهذا ما يجب علينا كمسلمين.

اقتباس ثالثاً : أعتقد أن أكثر غضب الجماهيرالهلالية وتصريحها بحب كوزمين ليس من أجل كوزمين ذاته , ولكنه تعبير بالغضب من صانع القرار , لأن القرار في نظرها متسرع وظالم , وترى أنه يستهدف الفريق , وليس المدرب , لأن المدرب في الحقيقة لم يتضرر , فالعقود تنتظره في أي مكان , ولكن المتضرر في نظر الجماهير هو النادي , فهي تريد تسجيل موقف كما يقال .

الرد على النقطة الثالثة:

والقرار بغض النظر عن كونه عادلاً أم ظالماً لا يُعطي العذر لهؤلاء المشجعين بإصدار
مثل هذه الكلمات، فأولاً وآخراً تبقى العقيدة هي الأساس، وأنا في موضوعي لست أتهم
المشجعين بأنهم يحبون المدرب لشخصه، ولكن أردت التنبيه فقط لئلا تتأصل محبة ذلك
الشخص في قلوبهم.

اقتباس نسأل الله تعالى أن يهدينا سواء السبيل .وهو تعالى أعلم وأحكم .

اللهم آمين، وجزاك الله خيراً على هذا الدعاء.

اسمح لي يا كبير المحايدين أن أسجل إعجابي بك، وبردك الجميل والأكثر من رائع،
وحقيقة استمتعت كثيراً بردك، وأفتخر حقيقة بوجود شخص مثلك في هذا المنتدى.
أشكرك يا كبير المحايدين على هذا المرور الأكثر من رائع، وأعتذر لك عن التأخر
في الرد عليك، لأنني كنت أبحث عن تفسير معنى الآية.


* ودمت بود.