هُم أُسودٌ بِهَيبَتِهمْ ، والكَلامُ فِيهم وَمُحَاوَلَةَ الإنتِقَاصُ مِنْ قَدرِهمْ لاَ يَزيِدُنَا إلا حُبَّاً لَهُم ، وَلا يَزيدهم إلا إيمَانَاً وَتَثبيتَاً . فَالكَرَاهيَّةُ مَوجودَةْ ، حَتى مُحَمَّدُ بن عَبدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مَعْ أنَّ رِسَالَتَهُ سَمَاويَّةً وَكلامُ رَبِّ العَالمينَ لَمْ يَسلَمْ مِنْ الكَرَاهيَّةُ بَلْ رُميَ حَتى دَميتْ قَدمَاهـْ . وَالسَّارِقُ شَيئَاً طَبيعيَّاً أنْ يَكرَهـَ رِجَالُ الشُّرطَةِ ، وَالمُهَرِّبُ للمُخَدِّرَاتُ سَيَكونُ كَارِهَاً لِرِجَالِ المُكَافحَةِ ، المُفَحِّطُ كَارِهَاً للمُرور ، وَأصحَابِ الهَوى والشَّهواتِ سَيَكرَهونَ رِجَالَ الهَيئَة . أُريدُ أنْ أعرِفَ شَيئَاً وَاحِدَاً ، مُنذُ أنْ خَرجْنَا إلى هَذهـِ الدُّنيَا لَمْ يَتعَرَّضوا لأيٍّ فَردٍ مِنْ أفرَدِ عَائِلَتِنَا بَلْ وَكَثيرَاً مَا نُقَابِلُهمْ في أسْوَاقِنَا ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ نَرى شَيئَاً فَلِماذَا أنتُمْ بِالذَّات ؟!! وَرَحِمَ اللهُ إمرئٍ كَفَّ الرِّيبَةَ عَنْ نَفسِهِ ، لا يَأتوا لأحَدٍ إلا في مَوطِنِ شُبهَةٍ مَهمَا أخفَى أحَدٌ عَنَّا الأمرَ وَالحَقيقَة ، وَرَميُ التُّهَمِ والتَّجريحِ وَالإنتِقَاصُ أُسلوبُ لِتَصفيَةِ الحِسَابَاتْ ، وَلا أُريدُ أنْ نَتَمَنَّى الشَّرَ لأحَدٍ ، وَلكِنْ أسَألَ اللهَ الكَريمَ أنْ يَجعَلَ لِمَنْ يُعَادونَهُم مَوقِفَاً يُزَلزِلُ عَرشَ حَيَاتِهمْ ، وَلا يُخرِجُهم مِنهَا سِوى رِجَالُ الهَيئَةِ ، حِينَها سَيُعرَفُ قَدرُهَا . أحمَدُ اللهَ حَمدَاً كَثيرَاً كَمَا يَنبغيَ لِوَجهِهِ وَعَظيمِ سُلطَانِهِ ، أنَّ وُجودَ رِجَالِ الهَيئَةِ يُسَبِّبُ أزمَةً نَفسيَّةً على بَعضِ النَّاسِ ، وَهَذا لَيسَتْ مُشكِلَةُ رِجَالِ الحِسبَةِ - حَفِظَهُم الله - و أيضَاً َلا مَلامَةَ على المَجنونِ في جُنونِهِ . لا نَقُولُ لأحَدٍ سِوى " مُوتوا بِغَيظِكُم " اللَّهُمْ أعِزَّ رِجالَ الهَيئَةِ وَأعواَنُهم وَاحفَظْهُمْ دُمتم بِحِفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتِهِ