بريدة ستي - مشاهدة لمشاركة منفردة

عضو شرف · 19-03-2009, 02:37 PM

تعجبت منه وسألته والدهشة تكاد تعقد لساني .. لماذا ؟!

قال : أبي لا يريدني أن أتعلم وأكمل دراستي بل ويشتمني ويضربني ويهينني أمام إخوتي .. بالرغم من

خدمتي له !

فأنا أقبل رأسه في الصباح ، وأفرش له فراشه بالليل ، وأقضي لوازم البيت . وأنا والله أبر إخوتي به .

قلت له ما ترتيبك بين إخوتك قال: أنا أكبرهم . قلت وعلامات التعجب تدور في رأسي الحائر

من المعتاد أن الابن الأكبر يكون محبوباً ! بل ومدللاً ! قال : لا أريد أن يدللني .. أريد فقط أن يكف عن

ضربي، وإهانتي .. ثم أردف قائلا إني غريب عن هذه المدينة .. فسألته ماذا عن طردك من المنزل ألم

تعارض أمك ؟؟

وهنا أطرق قليلاً .. وقال بصوت حزين تلفه الكآبة .. آآه أمي مغلوبة على أمرها فهي تحاول جاهدة في

منع أبي عن ذلك ولكن أبي كان يقسو عليها ويضربها إذا حاولت أن تمنعه عن ضربي .

فأحسست بالعبرة تخنقني ورثيت لحاله وقلت في نفسي هل يوجد أناس بهذه القسوة والوحشية ؟! نظرت

إليه بشفقة وقلبي يتقطع ألماً ، وسألته من أين أنت ؟ قال : أنا غريب عن هذه المدينة ، وأسكن في

مدينة مجاورة .

قلت له متعجباً مدينة غير مدينتك ، لم لا ترجع إلى أهلك ومدينتك فقد تجد من يؤويك .. قال: لا أستطيع

والدي وتبرأ مني ولو رآني لعذبني .. لا..لا أريد أن أفكر في هذا الأمر فالعيش هنا أرحم لي من القهر

والحرمان .. وأثناء ذلك أتى عامل المطعم وأخذت العشاء وتوجهت إلى مكان قريب .. أوقفت سيارتي

وأنا منهمك في التفكير بهذا الرجل .. قررت في نفسي اكتشاف حقيقته وما يخفي وراءه من أسرار..

قلت له : إذا كان وضع والدك كما تقول فأين أعمامك ؟! وأخوالك عنك؟!

قال : كل مشغول بنفسه .. وإذا كان أبي لا يريدني .. فما بالك بأقاربي علما ً بأنهم يعيشون في مدينة

بعيدة فتذكرت قول الشاعر :

وظلم ذو القربى أشد مضاضة ـ ـ على المرء من وقع الحسام المهند

سألته ألا يوجد لك سكن أو مأوى تأوي إليه ؟ أجاب بقوله إني أنام في الحدائق والأماكن العامة ولا

يوجد لي منزل .. وأثناء حديثه أخذت أقلب بصري في وجهه المتعب وجسده الهزيل فلما أحس بنظراتي

إليه

قال : لا تعجب من حالي .. فأنا مريض .. تأتيني نوبات من التشنج والصرع ..

انتهى الجزء الثاني ..
وسينزل الجزء الثالث عما قريب ..

19-03-2009, 02:37 PM	#11
عضو شرف عـضـو تاريخ التسجيل: Apr 2007 المشاركات: 64	تعجبت منه وسألته والدهشة تكاد تعقد لساني .. لماذا ؟! قال : أبي لا يريدني أن أتعلم وأكمل دراستي بل ويشتمني ويضربني ويهينني أمام إخوتي .. بالرغم من خدمتي له ! فأنا أقبل رأسه في الصباح ، وأفرش له فراشه بالليل ، وأقضي لوازم البيت . وأنا والله أبر إخوتي به . قلت له ما ترتيبك بين إخوتك قال: أنا أكبرهم . قلت وعلامات التعجب تدور في رأسي الحائر من المعتاد أن الابن الأكبر يكون محبوباً ! بل ومدللاً ! قال : لا أريد أن يدللني .. أريد فقط أن يكف عن ضربي، وإهانتي .. ثم أردف قائلا إني غريب عن هذه المدينة .. فسألته ماذا عن طردك من المنزل ألم تعارض أمك ؟؟ وهنا أطرق قليلاً .. وقال بصوت حزين تلفه الكآبة .. آآه أمي مغلوبة على أمرها فهي تحاول جاهدة في منع أبي عن ذلك ولكن أبي كان يقسو عليها ويضربها إذا حاولت أن تمنعه عن ضربي . فأحسست بالعبرة تخنقني ورثيت لحاله وقلت في نفسي هل يوجد أناس بهذه القسوة والوحشية ؟! نظرت إليه بشفقة وقلبي يتقطع ألماً ، وسألته من أين أنت ؟ قال : أنا غريب عن هذه المدينة ، وأسكن في مدينة مجاورة . قلت له متعجباً مدينة غير مدينتك ، لم لا ترجع إلى أهلك ومدينتك فقد تجد من يؤويك .. قال: لا أستطيع والدي وتبرأ مني ولو رآني لعذبني .. لا..لا أريد أن أفكر في هذا الأمر فالعيش هنا أرحم لي من القهر والحرمان .. وأثناء ذلك أتى عامل المطعم وأخذت العشاء وتوجهت إلى مكان قريب .. أوقفت سيارتي وأنا منهمك في التفكير بهذا الرجل .. قررت في نفسي اكتشاف حقيقته وما يخفي وراءه من أسرار.. قلت له : إذا كان وضع والدك كما تقول فأين أعمامك ؟! وأخوالك عنك؟! قال : كل مشغول بنفسه .. وإذا كان أبي لا يريدني .. فما بالك بأقاربي علما ً بأنهم يعيشون في مدينة بعيدة فتذكرت قول الشاعر : وظلم ذو القربى أشد مضاضة ـ ـ على المرء من وقع الحسام المهند سألته ألا يوجد لك سكن أو مأوى تأوي إليه ؟ أجاب بقوله إني أنام في الحدائق والأماكن العامة ولا يوجد لي منزل .. وأثناء حديثه أخذت أقلب بصري في وجهه المتعب وجسده الهزيل فلما أحس بنظراتي إليه قال : لا تعجب من حالي .. فأنا مريض .. تأتيني نوبات من التشنج والصرع .. انتهى الجزء الثاني .. وسينزل الجزء الثالث عما قريب ..