الغموض تتعدد طرقه وأنواعه , فهناك أشخاص قد لا يطلعونك على خفاياهم , لقناعتهم بعدم الأهمية في بوحها , ويفضل الصمت على البوح , أو أن تعرف مفاهيمها , ويكتفي أنك تعرفه لشخصه فقط , مرافقة لا تتعدى صلاحياتها كونك تذهب وتأتي معه أو تحاوره وتكون برفقته بعض الوقت , ولكن هناك خطوط حمراء يراها بنظرهـ لا يمكن أن يتجاوزها , أو أن بادرته بالسؤال يحاول الهرب , .
وهناك من هم يلاقونك بإبتسامة , لكنهم صامتون دوماً , ومن المحال أن تحاول فتح صناديق قلوبهم وتحاول فهمهم , وقد تكون تلك الشخصيات حينما تحاول التقرب منها لفهمها يتجاوزك ولا يحاول لقياك مرةً أخرى , لأنه بنظره ستحاول إحراجه بتساؤلاتٍ جريئه وهذا ما يضايقه .,
والغريب في الأمر ترى شخص غامض يرافق ذلك المرح وهو دائما يلزم الصمت فتتسائل كيف يتوافقان معاً ,!؟ وبكل بساطة أن الغامض يرتاح لذاك الشخص , وبالمقابل ذلك الشخص لا يلقي الأسئله , فهي تكون بكل الأحوال برمجة ذهنية لإرتياح لشخص من أول نظرهـ .
مثل هؤلاء , صعب التعامل معهم , والكثير يريد الدخول لعالمهم بمجرد أسئلة يطرحها , وهناك طرق كثيرهـ تجعلهم يبوحون وأن يتفهمون وضعه , فالرفقة أولاً تكون ثم الإرتياح , ثم تكون الأسئلة , لكن بشكل غير مباشر بل تحتاج لحذر والتساؤلات يتم دمجها في الأحاديث .,
كذلك العباقرة أو من يملكون الذكاء , تجدهم منعزلين , وصامتين ولا يمكن فهمهم , والمدارس وغيرها تكون هي الشاهد لهذا الواقع , ويتوجب علينا عدم التركيز كثيراً في فهمهم , بل نجعلها تأتي تدريجياً في فهم تلك الشخصيه .
عذراً على الإطاله ابو يزيد وأشكرك على لباقة الإسلوب والطرح الجميل .
__________________
*
لم أزل أحيا بآمال ذَوَت
زاعماً أن الذي قد مرَّ نَكسَه
وبأنَ الحُبَّ طفلاً لم يزل
رغمَ شيبٍ قد طغى وأحتلَّ رأسَه
ما كبرنا أبـداً والقلب لم
يتجاوز عمرهـ في الحب خَمسَه
إنما الغيـم الذي حلَّ على
مجلس الاحلام قد عكرَ جلسه !
*
آخر من قام بالتعديل بقايا ذكريات; بتاريخ 21-03-2009 الساعة 10:22 PM.
|