بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفاكم أيها الكرام حالة المرضى في
مستشفى النقاهة ، و ماهي الصعوبات التي يواجهونها ، فمن الإعاقة الدائمة و الشلل النصفي أو الكلي ، إلى المكث الطويل الذي يصل إلى سنوات في هذا المستشفى ، إلى قلة الاهتمام و تهالك المبنى الجميل خارجياً و الخرب داخلياً .
كنت في يوم الإثنين الماضي الموافق 26/3/1430 هـ في زيارة لهؤلاء المرضى مع بعض الأخوة ، و كنا نمر عليهم واحداً واحداً ، نسقيهم من القهوة التي لا يرونها إلا حين الزيارات ، و نمازحهم و نضاحكهم ، و بعد الحديث مع أكثر من واحد كلٌ في غرفته الخاصة و بعد سؤالهم وجدتهم قد أجمعوا على أمرين :
الأول : المطالبة الشديد بإعادة البرنامج الثقافي
الذي كان يقام كل يوم ثلاثاء في الصالة الرياضية من المستشفى ، و قد كنت قبل سنوات خمس أو تزيد أحرص كل أسبوع على حضور هذا اليوم الثقافي الذي تشعر فيه بالمتعة و الفائدة ، و تتنوع فيه المحاضرات و المسابقات ، و تحيى تلك الليلة لإسعاد هؤلاء المرضى و استغلال الحضور الكثيف بالدعوة إلى الله تعالى ، و كان حضور الزوار خصيصا لهذا اليوم من خارج المستشفى يحتم عليهم أن يأخذوا جولة على المرضى في غرفهم و يزوروهم ، و يدخلوا السرور على قلوبهم .
لك أن تتخيل أيها القارئ الكريم حال هذا المشلول الذي مكث عشر سنوات أو تزيد في هذا المستشفى ( و قد رأيتهم بعيني ) ، ماذا ستكون حاله لما يرى الوفود تجتمع عنده ، فهذا يمازحه و هذا يضاحكه ، و هذا يسليه و يواسيه و يعزيه و يصبره .. و هكذا .
يقول لي أحدهم - بعد أن بالغ في لعن و سب من تسبب في إيقاف هذا البرنامج الثقافي بحنق و غيظ - : والله إن يوم الثلاء كان بالنسبة لنا كيوم العيد ، تتجدد فيه عزائمنا و ننتظر تلك اليلة و نستعد لها من بعد الظهر و نحن في غاية الشوق لها ، و إننا و الله تعلمنا الشيء الكثير من أمور ديننا في تلك الليلة .
والله يا إخوتي أن الشلل مرض ولا شك ، و لكن قد يقود هذا المرض العضوي إلى مرض نفسي بسبب الظروف التي تتكالب على الشخص بعد إصابته ، و من هنا أدعو كل من قدر على إعادة هذا البرنامج الثقافي و تنظيمه و تبنّيه فليساهم ، إسعادة لهذه الفئة الغالية علينا ، و جبراً لمصابهم ، و تسلية لخواطرهم . و يدخل في هذا النداء دخولياً أوليا : منسبوا وزارة الصحة ، و بالأخص قطاع الشؤون الصحية .
الأمر الثاني الذي أجمعوا عليه : هو تكرار الزيارة ، فهم يفرحون بمن يأتيهم كائنا من كان ، و لهم أصدقاء كثر من أهل الخير ممن يكررون عليهم الزيارة في كل أسبوع أو شهر ، فيا من قدر على زيارتهم اصطحب معك اثنان أو ثلاثة ، و اذهبوا إلى هؤلاء الذين هم بأمس الحاجة إلى من يجلس معهم ، و يسمع منهم و يسمعون منه ، و يكفيك من هذا أن تزور المريض و هذه عبادة عظيمة ، و كذلك أن تدخل السرور على قلب أخيك ، و أن تدعو له ، و يدعو لك .
هذا ما أحببت التنبيه إليه ، و أسأل الله أن يشفي مرضانا ، و أن يجمع لهم بين الأجر و العافية ..
و لا تنسوا والدنا الشيخ عبدالله الجبرين من دعواتكم بأن يعافيه الله ، و أن يلبسه لباس الصحة و أن يطيل عمره على طاعة الله .
أخوكم / عبدالله .