13-04-2009, 10:23 PM
|
#26
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
البلد: القصيم - بريده
المشاركات: 112
|
الثقافة هي القالب الذي يشكل عقول
الناس وهي الفعل الذي يخلق سلوكهم كما أنها وقود الدافعية
ومركب الطامحين لمعالي الأمور .
مالذي يجعل شخصا مستشرقاً يجوب الآفاق ويقطع المسافات الشاسعة نحو
الشرق، و مالسبب الذي يجعل خمساً وعشرين سنة تُستهلكُ من رصيد
الشّخصِ في الحياة حتى يفك طلاسم اللغة الهيروغليفية ؟
لأن ثقافة مجتمعه تُمَجد المعرفة .
وكيف نعلل موت الأشخاص أو إصابتهم بأمراض خطيرة في
اليابان جرّاءالعمل ؟ إنها الثقافة التي تمجد العمل .
فمشكلتنا مشكلة ثقافة لا أدوات أو وسائل .
لاحظوا معي :
# الناس تبحث عن اقصر الطرق الموصلة للشهادة ( لاحظوا الشهادة وليست المعرفة ) وليس
لديهم استعداد لأن يبذلوا جهدا يسيراً لرفع المستوى الذهني والإدراكي ، وبذلك تحول
الطالب إلى إسفنج يمتص المعلومة ويعتصرها في الامتحان ، وتحول التعليم لدينا
إلى نقل ميكانيكي من مرحلة إلى التي تليها !.
فهل سيؤثر في طلابنا أفخم المعامل والتجهيزات ؟
# يحدث طلاق بائن بين الفرد والكتاب ( المدرسي لاحظ ) لمجرد الحصول على شهادة " اقرب
ما تكون إلى إثبات اجتياز مرحلة فقط ".فما حيلة المعلمين الأكفّاء حينها ؟
# في الغرب الشهادات ليست سوى مؤشر على الانجاز أما عندنا فهي الانجاز كله ، لذا شاهد
مشية الحاصلين على الدكتوراة والسمت المصنع الذي يتلبسونه ونظرات الاعجاب
من الاخرين لمجرد حصولهم على الشهادة ، وهم في الداخل خواء .
# ثقافتنا تمجد الأشياء الفطرية فشاعر واحد ترجح كفته على ألف عالم ومثقف ، بل حتى
العلم لدينا في اغلبه تحول إلى مجرد الحفظ ، فكم من شخص يستعرض مهاراته في
حفظ الصحيحين أو دواوين الشعر ومتون الفقه ؟ وأصبح الحفظ غاية في حد ذاتها .
قال لي احدهم : فلان حفظ الصحيحين - قال ذلك مبديا
إعجابه - فقلت ( كما قال احدهم قبلي ): زادت من الصحيحين نسخة .
ثقافتنا تمجد النجاح أحيانا لكنها تحتقر أدواته والطرق الموصلة إليه ،
فعندما يبذل أحدنا الوسع والطاقة بُغيَة النجاح ثم بعد ذلك يخفق ، يصبح
محلا للتندر والسخرية والرثاء، أما عندما ينجح يشار إليه بالبنان .
ربما يتبع !
|
|
|