وخرج العراقي الشريف يدافع بإمكانياته المحدودة ساعة برشاشة ، وأخرى بنحره ، دفاعاً عن دينه ، وعرضه ، وأرضه 0
ترى الجندي العراقي يحتضن أبناءه حضناً لا لقاء في الدنيا بعده ، ويكفكف دمع زوجته ، ويَبْصُم قبلة اللحظة الأخيرة على وجناتأبنائه، ليقابل القنابل العنقودية، والأسلحة التي تُصهر الحجر ، والمدر ، والأخضر ، واليابس ، واستمر الكفاح ، وطعام ومشرب الأمريكان من أرض أهلالإسلام، وماء طائراتهم من مائهم0
يتنفسُصبح العراقي بدم أبنائه ، ودمار عشه ، وقطع كل جميل من بنيات أماله ، شوارعهم جنائز ودولة قطر تقدم للأمريكانالجوائز، وأجواءهم قاذفات ، وأرضهم حارقات ، بينما أراضي من حولهم رقصات ، وسهرات ، وأغاني ، وماجنات ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ه فليعلمالأجيالهذا0
وبعد مرور العشرين يوماً من المقاومة سقطت بغداد ، ولا تسل الكاتب كيف ذلك أبداً ، كل ما أستطيع قوله أنهاسقطت، ليستلم الأمريكي عذارى بغداد يرجي إليه من يشاء ويختار ؛ فإذا بالعراقية تفاجئ بأن زوجها العسكري لم يعد إليها ، وإنما أصبح أمامها جندي أصفراً أو أسوداً يراودها عن نفسها ، ويغتصببنياتها ، ويسيطر على البر ، والبحر ، والسهل ، والجبل ، والرخيص ، والنفيس فليعلمالأجيالهذا0
أُخذت الأموال عنوة وجهراً ، واغتصب النساء أمام كامرات التصوير ، كل ذلك تحت مسمى التحرير ، ولا زالت الضحكات ، والسهرات ، والنوادي ، والمنتزهات تملأ أرض المسلمين ، وفي الحقيقة أيها الأجيال لا أدري ءأكتب هذه الشكوى إلى الله وهو يعلمها ، أم أسطرها لكم لتعلموها ولا عاصم من أمر الله إلا منرحم؟!!
وانتهى الأمر وأصبح لدينا فلسطين أخرىبمقاومة يسيرة كحماس ورحمة الله وبركاته
خاتمة
لم نر موقفاً مشرفاً من أحد سوى ما رأينا من مواقف أبطال الجهاد في العراق ومن هنا تخلق استفهامات لا حدود لها ، وإشكالات لا حصر لحدها عن مسببات هذا الخذلان من بعض الأمة لبعض ، وعن ماهيةالنفوس التي استوطنت أجساد الناس في هذا الزمن ، والذي أستطيع أن أفيد به الأجيال عن أخصر عبارة تجسد لهم السبب الرئيس لكل هذا البلاء (( محبةالدنياوكراهيةالموت)) بل أقول أن أهل الإسلام يحاربون اليوم الإسلام إلا من رحم الله منهم علموا ذلك أم لم يعلموا بل أصبح أهل الإسلام أقسام من حيث مسميات الديانة منهم (( ملتزم )) – مطوع – ومهنم (( عادي )) – أي غير ملتزم ومنقاد ، ومنهم منفتح ، ومنهم منغلق ، وهلم جر 0
أيها الأجيال إن الذي أوصلنا إلى هذا الحال شر كبير يجعلنا نستحق أكثر من هذا بكثير لولاحلم الله ، وسعة رحمته ، وفضل كرمه 0
نحن لم ننصر الله في هذه الأرض على مستوى الدول ، والمجتمعات ، والأسر ، والأفراد إلا من رحم الله ، وهم أقل من القليل والله المستعان ومن استزاد من الشر إنما يستزيد المهانة والذل والله المستعان
منقول
__________________
|